آفي (اسم مستعار) 50 عاماً، فرد من تنظيم جرائم كبير في منطقة "لاخيش"، يجلس داخل مأوىً مظلم في إحدى البنايات القديمة في مدينة اسدود ويمسك بيديه مخرطة لإنتاج قطع نقدية مزيفة فئة عشرة شواقل، الباب الصلب للمأوى مغلق، لا أحد يدخل أو يخرج، الهواء مضغوط للغاية، قطرات العرق تتصبب من شعره الرمادي.
بعد عدة دقائق من العمل الشاق تبدأ العشرات من القطع النقدية بالقفز داخل وعاء حديدي قديم، خلال ثلاث ساعات يمتلئ الوعاء بحوالي 1,000 قطعة نقدية لامعة.
يسحب عدة أكياس صغيرة وسميكة، يجمع القطع النقدية ويدخل بكل كيس 100 قطعة، يغلقه جيداً، ويدخلها لكيس أكبر ويخرج للشارع الرئيسي، ينتظر سائق سيارة، يسلمه القطع النقدية المزيفة ويتلقى منه مقابلها مبلغ 5000 شيقل نقداً.
كان هذا تطوراً آخر في صناعة المافيا في إسرائيل بدخولها عالم التزييف، بحسب تقرير أعده شمعون افرجون ونشرته القناة الثانية الإسرائيلية، وترجمه مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية.
يضيف آفي: "في يوم جيد يمكنني إنتاج 5000 قطعة نقدية من عشرة شواقل، انه عمل كثير، وهناك طلب كبير للعملات المزورة من فئة عشرة شواقل لدينا نظام توزيع سليم، ونحن نعمل مع سائقي سيارات الأجرة وأصحاب الأكشاك، ومع أكشاكنا في السوق، ونبيع لهم النقود كل واحدة بخمسة شواقل، جميعهم يربحون من ذلك العمل".
يقول: "لدينا 20 مخرطة مثلها في أسدود وعسقلان، يعملون كل يوم تقريباً، يستطيعون إنتاج 25 ألف قطعة نقدية في اليوم، وهناك عدد من المستودعات الخاصة بنا مؤمنة بكاميرات مراقبة تحذر من وجود الشرطة أو شخص مشبوه يتجول في المنطقة، وما قبضت عليه الشرطة لا يأتي نقطة في دلو مما نحن ننتجه كل يوم أنهم لا يستطيعون وقفنا عن الإنتاج لدينا، ويخفي مختبر متطور لتزوير أوراق نقدية من فئة 100 و200 شيكل".
شهد العاملين في المختبرات أن المختبر يستطيع طباعة عدة مئات الآلاف من الأوراق النقدية المزيفة في الشهر، ويستطيعون خلال ساعة إحضار ما تريد من الفئات المزيفة 50 ألف و100 ألف شيكل مزيفة".
"لا نتحدث عن ذلك على الهاتف، يخافون من الشرطة ان تتنصت عليهم"، ويشرح آفي: "بدون النقود المزيفة العالم السفلي في لاخيش لا قيمة له، انها الأكسجين بالنسبة لنا، وبسبب ذلك نعمل تحت الأرض بعيداً عن أنظار الجميع".
هل سبق لكم ونظرتم للقطع النقدية التي يقدمها لكم البائع؟
ازدادت في تنظيمات الجرائم في إسرائيل صناعة الأموال المزيفة، تقديرات مسؤولي الاستخبارات في الشرطة تتحدث عن أرباح هائلة تدخل لهم تقدر بملايين الشواقل سنوياً نقداً، وحسب نفس التقديرات، يتجولون في شوارع البلاد وينتقلون من يد ليد بدون ان يخطر ببال أحد ان هذه أموال مزيفة.
"على سبيل المثال؛ عندما تشتري فواكه أو خضروات من السوق من المحتمل أن تحدث بعض التغيير في فئة عشرة شواقل، التزييف هو عمل مهم جداً"، فيما قال ضابط مخابرات في الشرطة ان "هناك جزء كبير من الأسواق في إسرائيل وقعت بصورة أو بأخرى تحت سيطرة المنظمات الإجرامية، انهم يتحكمون بمئات الأكشاك، بما في ذلك الشراكة في إدارة بعض الأسواق".
"تنظيمات الجرائم يزيفون كل العملات (فئة 100، 200، و50 شيقل)، لكن في الأساس القطع النقدية، جودة التزييف في أغلب الأحيان تكون عالية جداً" قال مسؤول في الشرطة.
مسؤول في النظام المصرفي في إسرائيل قال "المواطنون لا يفحصون العملات أو القطع النقدية التي يحصلون عليها في الوقت الذي يتسوقون فيه في أكشاك البيع، أو عندما يدفعون خلال تنقلهم في السيارات، لسبب بسيط ألا وهو انهم لا يعتقدون انهم قد يتلقون أموالاً مزيفة وبسبب عجلتهم عند شراء الأشياء".