إسرائيل تجند المستشرقين من أجل تمرير مخططاتها ... وزيارة مرتقبة إلى موسكو

12992845_10207557684713437_1892136487_n
حجم الخط

حرب نفسية تخوضها إسرائيل ضد الأمة العربية، وذلك من أجل تحقيق أهداف، وتمرير مخططات على الساحة الإقليمية، وسعياً لإلحاق الهزيمة السياسية و الاقتصادية للبلدان العربية، ويلاحظ المراقب للإعلام العبري ظهور مستشرقين يعملون في مراكز الأبحاث المرتبطة بالمؤسستين الأمنية والسياسية في الدولة العبرية.

و اتضح أن هؤلاء المستشرقين يعملون على شيطنة العالم العربي، مرتكزين على الصورة النمطية للإنسان و المجتمع العربي من خلال مصطلحات ارتكز عليها الإعلام العبري "الإرهابي، المخرب، المغتصب"، وما إلى ذلك من صفات سلبيّة، وفقاً لرؤية مجموعة من المحللين السياسيين الفلسطينيين.

 و أضاف المحللون أن الأخطر من ذلك، إطلاق العنان من قبل صناع القرار في تل أبيب لهؤلاء المحللين والمختصين في الشؤون العربية، وذلك من أجل بث الأكاذيب ونشر الشائعات التي تخدم الأجندة الصهيونية، و التي ما انفكّت يوماً عن استخدام سياسة فرّق تسُد.

وعلى سبيل الذكر لا الحصر، أشار المحللون إلى أن تحليلات المختص بالشأن العسكريّ في القناة العاشرة الإسرائيلية، تعتمد على مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى، حيث أنه تناول خلال  تصريحاته للقناة قول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن بلاده قامت بعشرات الضربات في كل من سورية ولبنان، بحيث أن هذه التصريحات كانت بمثابة رسالة حادة لكل من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، وللأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله.

ومتابعه لتصريحات هؤلاء المستشرقين، فإن المستشرق الإسرائيليّ المشهور، د. يارون فريدمان، من جامعة تل أبيب، قد نشر "تحليلاته" الموضوعية في موقع (YNET) الإلكتروني، التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت)، مؤكداً في مقال له على أن إعلان روسيا المضلل عن انسحابها من سوريا جاء ضمن مخطط سري تعكف عليه موسكو لتصفية المعارضة السورية.

وأوضح رئيس دائرة الدراسات الشرقيّة في جامعة تل أبيب فريدمان، أن كافة الدلائل تشير إلى أن روسيا تعمل ضمن مخطط سري للقضاء التدريجي على قوى المعارضة السورية.

ولفت إلى أن ممثل روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، غضب من الرئيس السوري، بشار الأسد في شباط (فبراير) الماضي، بسبب إعلانه عن نيته استعادة كافة المدن السورية، زاعماً أن التوبيخ ليس بسبب اعتقاده أّن الرئيس الأسد لم يتحدّث عن الحقيقة، بل إن السبب الرئيسي هو كشف المخطط الروسي السري، على حد قول المستشرق الإسرائيلي.

وشدد فريدمان، على أن المنطق يقول إن الرئيس الروسي بوتين لا يمكنه السماح بدور حقيقي للمعارضة في مستقبل سوريا، ولا يمكن أن يقبل في التنازل عن نظام الأسد على اعتبار أنّه النظام الوحيد الذي يضمن تحقيق المصالح الروسية في سوريا.

و اعتبر المحللون السياسيون الفلسطينيون بأن تصريحات المستشرق الإسرائيلي فريدمان التي وصفت الإعلان الروسي بالمضلل حول الانسحاب من سوريا يأتي في إطار المخطط، ولإظهار أنّ سوريّا معنية بنجاح مسار المفاوضات في جنيف.

 وأضاف المحللون، بأن روسيا معنية بتعزيز دور الأقليات، مشددين على أن موسكو تؤمن بفاعلية التحالف مع العلويين والأكراد والمسيحيين في مواجهة التطرف القائم في المنطقة.

وقال فريدمان، إن فرصة نجاح الخطة الروسية تؤول إلى الصفر بسبب العوامل الموضوعية المتعلقة بموازين القوى الديموغرافية التي تميل لصالح المسلمين الذين يشكلون 80 بالمائة من السكان.

وعلق المحللون الفلسطينيون على تحليلات فريدمان، قائلين إن الجانب الإسرائيلي يهدف إلى التحكم بالمنطقة، مضيفين أن روسيا تمكنت من إجراء تغييرات في المنطقة بشكل جذري.

و يذكر أن تل أبيب أعلنت عن نية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التوجه إلى موسكو بعد حوالي عشرة أيام للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ونقل مراسل الإذاعة العبرية صباح اليوم عن مصادر إسرائيليّة قولها إنّ المحادثات بين الزعيمين ستتناول الأوضاع في سوريّا، وعدداً من الملفات الإقليمية الأخرى، إلى جانب العلاقات الثنائية، وفقاً لتعبيره.

وأشار المحللون إلى أن مثل هذه الزيارات تحمل الكثير من المفاجئات، خاصة أن الجانب الإسرائيلي هو من بادر بعرض إجراء لقاء مع الجانب الروسي في موسكو، مؤكدين على ضرورة مراقبه هذه الزيارة حالة إتمامها، وذلك بسبب احتوائها على الكثير من المفاجئات الغير متوقعة في الوقت الراهن في ظل التغيرات السياسية الإقليمية.

وأضافوا، أن ما يحصل على الساحة الإقليمية مختلف عن السابق،  خاصة تصريحات نتنياهو في وقت سابق عن مخاطر الدعم الروسي للنظام السوري، وتزويده بالأسلحة المتطورة.

ويذكر أن التقارير الإسرائيلية أكدت على أن نتنياهو لم يأمل في حينها أن تقود هذه المحادثات إلى تقليص هذا الدعم أو منعه، في حين اعتقد المحللون الفلسطينيون أن الدافع الرئيسي لهذه الزيارة التي يترأسها نتنياهو و رئيس الأركان الإسرائيلي، هو إنشاء ألية تنسيق أمني بين الجانبين، وذلك من أجل منع أي احتكاك.