أحيت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة يوم الأسير الفلسطيني بعقد لقاء بين المناضلة فدوى البرغوثي زوجة المناضل الأسير عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي وعدد من الإعلاميين ورؤساء الأقسام العربية في الصحف المصرية ، وذلك في مقر المركز الإعلامي للسفارة.
نقل مدير المركز الإعلامي والثقافي للسفارة ناجي الناجي تحيات سفير دولة فلسطين بالقاهرة جمال الشوبكي بالمحامية المناضلة فدوى البرغوثي ، والتي حملت قضية الأسرى وجالت البلاد لتدويلها وطرحها في كافة المنابر الدولية، وكذلك قضية الأسير مروان البرغوثي الذي يدخل عامه الخامس عشر داخل سجون الاحتلال.
بدأت البرغوثي كلمتها بالتعبير عن سعادتها لوجودها في سفارة دولة فلسطين بالقاهرة؛ كما أعربت عن سعادتها للقائها بالإعلاميين المصريين واصفةً إياهم بالسند الحقيقي للقضية الفلسطينية ولقضية المناضل مروان البرغوثي، وكل الأسرى الفلسطيني، والذين خصصوا حيزاً كبيراً في الاعلام المصري للحديث عن قضية الأسرى وهذا إشارة يدل على أن الاعلاميين المصرين لديهم انتماء للقضية الفلسطينية.
وقالت المناضلة البرغوثي أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم أسر الأخ مروان البرغوثي، فقد اعتقل قبل المرة الأخيرة سبع سنوات، وأبعد عن أرضه، وتعرض لمحاولات للاغتيال، ومارست اسرائيل ضده كل المحاولات للنيل منه، ولكنه ما زال ثابتاً ويستمد قوته من ثباتِ وصمودِ الشعب الفلسطيني، ومساندة أحرار العالم لنا.
واستهجنت فدوى البرغوثي الحكم الإسرائيلي على مروان البرغوثي ب 540 سنة، موضحةً أن هذا الحكم يعني أن بعد وفاة مروان البرغوثي أن تحتجز أسرائيل جثته لإكمال حكم سجنه.
وطمأنت السيدة البرغوثي الحضور على صحة الأسير مروان البرغوثي، قائلةً أنها قامت بزيارته قبل حضورها للقاهرة، ونقلت لهم لكم تحياته لكل مصري، كما أنه يتمنى لمصر السلامة والاستقرار، وأن تبقى مصر هي محور القوة للوطن العربي كله، لأن قوة مصر هي قوة لفلسطين.
وأضافت أنها تقوم بزيارته الأن كل أسبوعين مرة، وتستغرق رحلة الزيارة خمسة عشرة ساعة للوصول إليه فقط من أجل رؤيته من خلف الزجاج وسماعه عبر سماعة الهاتف فقط، من دون أولادها الأربعة الذين لا يستطيعيون رؤيته ، لأنهم بحاجة إلى تصريح خاص من سلطات الاحتلال.
كما قالت أن الأسير البرغوثي قد تم عزله 22 مرة بعد العزل الانفرادي الأول الذي استمر ألف يوم، بسببب تصريحاته للصحافة والحديث، وعقابه أشهر عديدة من الزيارة، مؤكدةً أن كل هذه الممارسات لن تثنيه عن أن يتواصل مع الشعب الفلسطيني وأحرار العالم، وأنه أفشل محاولات اسرائيل لاخماد صوته ظناً منها أنها ستخمد صوت الحق والحرية ولكنهم فشلوا ومازالوا يفشلون.
وأكدت البرغوثي على أن ما يقارب المليون فلسطيني تم أسرهم من قبل جيش الاحتلال، في مختلف تواجد الشعب الفلسطيني في الوطن، موضحةً أن هذه النسبة دليل على أن شعبنا الفلسطيني كله شعب مناضل يتعرض للظلم والاضطهاد، وهو ما يناقض الأكذوبة الإسرائيلية أن السجناء الفلسطينيين إرهابيين ومجرمين.
وأشارت إلى أقدم أسير فلسطيني على وجه الأرض يقبع في سجون الاحتلال الاسرائيلي الأسير كريم يونس، بالإضافة إلى 60 إمرأة فلسطينية بعد صفقة شاليط، لافتةً إلى أن سياسة الأسر مستمرة في سياسة الإحتلال ولا يلتفتون إلى القوانين والاتفاقيات.
وشددت البرغوثي على أن المستوى الرسمي أو الشعبي، والحملات والمؤسسات تعمل سويا لحماية هؤلاء المناضلين لأنهم أبطال حرية وليس كما تقول أسرائيل عنهم بأنهم مجرميين، هي قضية سياسية، كما أنها سياسية حيث أن هناك إهمال طبي، وهناك أبناء يولدون وأبائهم في السجون ويتزوجون وينجبون وما زال أبائهم قابعون داخل السجون.
وأضافت "نحن كجزء من المجتمع الفلسطيني والدولي نقوم بكل ما نستطيع من أجل تشكيل حماية لجميع أسرانا في سجون الاحتلال، وقد بدأنا قبل أربعة عشر عاماً من القاهرة وكانت حملة عربية، وحملة عالمية أخرى من فرنسا، وكان للبرلمانيين الفرنسيين دور كبير للدفاع عن مروان".
وقالت البرغوثي أنه من السهل أن يؤيدنا متضامن دولي في بدله حيث يستقبلوننا ويقومون بحملات ويناصروننا، ولكن الأمر المختلف كان بزيارة 120 شخصية عالمية لفلسطين ومنهم حملة جائزة نوبل للسلام ووزراء خارجية سابقين ولهم مكانة في بلدانهم حضروا للمشاركة في طلب الافراج عن المناضل مروان البرغوثي، كما أسسو لجنة دولية للافراج عن الأسير مروان البرغوثي، وأضافت أن الحملة أطلقت من جنوب افريقيا من زنزانة نيلسون منديلا ووضعت فيها صورة مروان البرغوثي، مؤكدة على أن هذا ايمان منهم أن قضية مروان البرغوثي تمثل حرية شعباً مناضلاً مكافحاً يقع عليه الظلم والاستبداد.
وتابعت السيدة البرغوثي" في كل حملة من حملاتنا أصبحنا نعتمد على شعارات الأسير مروان ؛ منها الوحدة الوطنية، وانهاء الاحتلال، وانهاء الاستيطان، وقبل ذلك شعارات الحق في الحياة والحق في النضال".
كما تحدثت عن ترشيح المناضل الأممي الارجنتيني "إيسكفل" لأبو القسام لجائزة نوبل في ذكرى اعتقاله، وهو حاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1980، حيث قدم الترشيح للجنة جائزة نوبل، مع رسالة مرفقة لأهمية هذا الترشيح، مضيفةً أن بعد ذلك تم البدء في حملة أخرى في تونس وقامت كل المؤسسات والأحزاب في تونس بدعم هذه الحملة.
وأضافت أنه كان هناك تبني والتزام بالعمل من قبل البرلمان العربي للعمل مع البرلمانات الوطنية والعربية لترشيح مروان البرغوثي لنيل جائزة نوبل للسلام.
وقالت أنها تشرفت بلقاء معالي وزير الخارجية سامح شكري ، ولاقت احتراماً كبيراً لدور مروان البرغوثي ونضاله، مضيفةً أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم استقبالي من مسؤول مصري، وبشكل مستمر نلتقي معهم ونتواصل معهم وننسق معهم، كما أضافت أن وزارة الخارجية المصرية سوف يبذلون كل جهودهم للافراج عن الأسير البرغوثي، مؤكدة على الثقة بمصر وبدورها.
وعلقت البرغوثي على ما يدور في الوطن العربي من تغيرات قائلةً" أن ما يحدث في الوطن العربي أقل ما فعله هو إقصاء القضية الفلسطينية، حيث تجد الآن الشأن الفلسطيني متأخراً في الفضائيات العربية والعالمية، وهذا يعتبر انتصاراً لاسرائيل".
كما تحدثت البرغوثي عن اعلان روبن ايلاند لحرية مروان البرغوثي وكافة الأسرى قائلاً " أن هذا الاعلان المؤسس لحملة دولية واسعة النطاق لنصرة الأسرى ونجحت هذه الحملة باستقطاب شخصيات دولية رفيعة المستوى من خلال رمزية القائد مروان البرغوثي ومكانته الوطنية والدولية الإستثنائية واستفادت الحملة من تظافر الجهود الرسمية وغير الرسمية لحماية حماة القضية".
واستنكرت البرغوثي في ختام كلمتها الممارسات الإسرائيلية في كبح أنشطة حقوق الانسان، موضحةً أن حقوق الانسان تتحرك وتمارس مهامها في كل العالم وفي كل القضايا، ولكن في فلسطين حين تعتقل اسرائيل النواب الفلسطينيين تحول اسرائيل موضوع حقوق الانسان إلى موضوع أمنها وتصدر للعالم أنها تحاول الحفاظ على أمنها.
ووزع المركز الإعلامي للسفارة على الإعلاميين ورؤوساء التحرير ملفاً مفصلاً حول آخر إحصائيات أعداد الأسرى وتصنيفاتهم وظروف اعتقالهم، بالإضافة الى الانتهاكات الإسرائيلية الدائمة لكافة الاتفاقات المتعلقة بحقوق الأسرى والمعتقلين داخل السجون الإسرائيلية.