فى الوقت الذي يبدو فيه العالم منشغلا بالتوصل إلى حل للأزمة السورية من خلال مفاوضات جنيف بين الأطراف السورية برعاية الأمم المتحدة،
يقرر بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى وبلا أدنى اعتبار للقانون الدولى أن يعقد اجتماع حكومته فى هضبة الجولان السورية المحتلة.
بلا أدنى اعتبار لمعاناة الشعب السورى ولا احتمال أن يصدر صوت من القانون أو المنظمة الدولية معترضا، نقل نيتانياهو طاولة حكومته من تل أبيب إلى هضبة الجولان، والمثير للغضب أنه لم تصدر إدانة واحدة لهذا الأمر لا من الأمين العام للأمم المتحدة، ولا من قادة مايسمى بالعالم الحر، إننا هنا أمام عالم يرى أن الإرهاب هو قضيته الأولى ، التى يجب أن تصطف جميع الدول لمقاومته، هذا الإرهاب الذى يمثله تنظيم «داعش» وأخواته.
وفى الوقت ذاته يقف هذا العالم مشلولا أمام إرهاب الدولة، الذى تمثله ممارسات إسرائيل بشكل عام وحكومة نيتانياهو بشكل خاص، فسلوكهما يشبه إلى حد بعيد سلوك تنظيم «داعش»، فذلك التنظيم يضع القوانين الخاصة به ثم يطبقها، ولا فرق فى ذلك بين سلوك «داعش» وإسرائيل، فهى قد أصدرت قرارا عام ١٩٨١ بضم الجولان الذي احتلته عام ١٩٦٧، بمخالفة صريحة للقانون الدولى وقرارات مجلس الأمن الدولى، وما تقوم به اليوم من عقد اجتماع حكومتها فى هضبة الجولان هو نموذج ومثال للإرهاب الذى يتحرك ويحول أفكاره العدوانية وجرائمه إلى قوانين تتحدى العالم، دون خشية من أى عقاب، وأقل ما يوصف به هذا السلوك بأنه بلطجة الدولة فى أبشع صورها.
إن هذا التطور الخطير يجب أن يحرك ما تبقى من النظام العربى لمواجهة تحرك إسرائيل، الدولة المارقة التى تسعى لتحقيق حلمها من النيل إلى الفرات، وعلينا ألا تشغلنا معركتنا مع الإرهاب عن مصائر أوطاننا وعن العدو الإسرائيلى الذي يتربص بها.
عن الاهرام