أعادت عملية تفجير الحافلة في مدينة القدس المحتلة التي أسفرت عن اصابة نحو 21 إسرائيلياً إلى أذهان الشعب الفلسطيني مشاهد لطالما أثلجت قلبه وشفت سريرته من جرائم الاحتلال التي طالت البشر والحجر والشجر.
حيث نعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" صباح اليوم، الشهيد عبد الحميد أبو سرور، منفذ عملية الباص البطولية، وقالت إنه أحد عناصرها الفاعلين خلال فعاليات انتفاضة القدس، معتبرةً أن استشهاده دليل على أن انتفاضة القدس مستمرة وأن محاولات اجتثاثها فاشلة.
أوضح المحلل السياسي مأمون أبو عامر لوكالة " خبر"، أن هذه العملية ناتجة عن ضغط كبير يتعرض له الفلسطينيين في الضفة الغربية، بسبب الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين والأبرياء، ما أسهم في إثارة غضب الشباب بالإضافة إلى نقلة نوعية في العمل المقاوم.
وأضاف أنه من المبكر الحديث عن انطلاق العمليات الاستشهادية في المرحلة الحالية، لكن من المحتمل أن نشهد تكرار لمثل هذه العمليات على الساحة الفلسطينية، معتبراً أن الظروف غير مواتية من الناحية السياسية فهي مرتبطة بالفصائل وليست بالعمليات الفردية.
واتفق المحلل السياسي جهاد حرب مع "أبو عامر"، في أن الأوضاع الحالية غير مهيئة في الضفة لمثل هذه العمليات، حيث أن الرأي العام الفلسطيني يرغب بالعمليات الشعبية أكثر من العمليات الفردية الاستشهادية، مشيراً إلى أن إسرائيل تستغلها في الاعلام الغربي، ما يؤدي إلى إخفاق النجاحات التي حققها الفلسطينيون على المستوى الدولي في الجانب التضامني.
في حين قال الخبير العسكري يوسف الشرقاوي لـ "خبر"، إن استمرار مضايقات الاحتلال للفلسطينيين يدفع نحو مزيد من العمليات الاستشهادية، داعياً السلطة الفلسطينية إلى الإقرار بحق المواطن الفلسطيني في أن يناضل من أجل حريته.
وحول أبعاد تبني حماس لعملية القدس، قال أبو عامر إن تبني العملية جاء بوتيرة محدودة وهو أن أحد أنصارها قام بتنفيذها، وهي تريد بذلك ايصال رسالة فحواها أنه لديهم من ينفذ العمليات والقدرة على التنفيذ، ولكنهم لم يتخذوا القرار بعد في الذهاب للعمليات النوعية.
وأكد حرب على أن تبني حماس للعملية دليل على استعدادها لجولة حرب، معتبراً أن اكتشاف نفق المقاومة الأخير وتبني العملية من الممكن أن يؤدي إلى حدوث مواجهة جديدة.
وأشار الشرقاوي إلى أن تبني العملية ليس بالأمر السهل في ظل ظروف قطاع غزة، خاصةً بعد اكتشاف النفق الأخيروما صاحبه من توتر في المنطقة الحدودية، والذي أدى إلى استدعاء قوات لواء جفعاتي ومدرعات الجيش، موضحاً أن الطرفين غيرمعنيين في مواجهة جديدة.
ولفت حرب إلى أن هذه العملية جاءت بعد فترة طويلة من العمل الشعبي الفلسطيني الذي لا تتبنى فيه التنظيمات أي عملية، متوقعاً أن ذلك قد يفتح النار على قطاع غزة، من خلال ادعاء إسرائيل أن غزة هي من تخطط والضفة من تقوم بالتنفيذ.
وأضاف أن هذه العملية تكسر الجهد الشعبي المتواصل من عمليات فردية نوعية ولا تتيح للفلسطينيين الفرصة في التحرك على المستوى الدولي من أجل مواجهة إسرائيل دبلوماسياً.