قال خبراء أمنيون واستراتيجيون اسرائيليون مساء الاحد في تقرير نشرته صحيفة معاريف العبرية ان نشر قوات بحرية مصرية على مضيق باب المندب على البحر الأحمر وبقاءها هناك يعتبر تهديداً استراتيجياً مصريا لاسرائيل.
وتناولت الصحيفة في تحليلها الحرب في اليمن وقالت أنها تمثل نزاعاً بين قطبي التيارات الاسلامية التي تسيطر على العالم الاسلامي السنة وممثلة بمصر والسعودية ودول الخليج وشمال إفريقيا من جهة و ايران والنظام السوري وقوات حزب الله في لبنان وسوريا مشيرة الى ان بعض الفصائل السنية التي تتلقى تمويلا من إيران اصبحت تائهة اليوم مع دخول الصراع مرحلة جديدة لكن جزء منها مثل حماس والجهاد الاسلامي قد يحسم أمره الى جانب طهران وفق ما يقول الخبراء .
وفيما يتعلق بإسرائيل قالت معاريف نقلاً عن الخبير بالشأن العسكري والاستراتيجي روي كاهانوتشي أن المرحلة الأولى من القتال بين السعودية والحوتيين تمثل خطراً استراتيجياً على أكثر من صعيد بالنسبة لاسرائيل حيث أنه سيشكل خطراً على الأسطول التجاري الاسرائيلي كما انه سيشكل خطراً على الطيران المدني الاسرائيلي حال تطور الأوضاع.
وأوضح أن التقديرات الآن لا تشير إلى وجود نية ايرانية لتصعيد الأوضاع كون إيران غير معنية بتصعيد مع الولايات المتحدة وتركز جهودها من اجل التوصل لاتفاق يعطيها بعداً استراتيجياً ويحميها حتى تحقيق هدفها الاستراتيجي ألا وهو الحصول على قنبلة نووية مؤكداً أن طهران تخدع الغرب ولا تسعى لاتفاق حقيقي.
وأشار إلى أن المخاوف الاسرائيلية يجب أن تزداد إذا لم تتوصل طهران لاتفاق مع الغرب حيث ستقوم حينها بالسعي لدعم الحوتيين من أجل ضرب أهداف اسرائيلية وغربية مشيراً إلى ان المخاوف تزداد لأن الحوتيين وجيش علي عبد الله صالح المناصر لهم يمتلك ترسانة أسلحة ثقيلة وخطيرة ويسعيان لفرض هيمنتهما على مضيق باب المندب.
وأشار إلى أن كل فريق سيبذل جهوداً جبارة وسيضع كل قواه من أجل التاثير على الطرف الاخر وصولا للسيطرة الكاملة واصفا الحرب باليمن بالحرب الدينية الاسلامية .
بدوره قال الخبير الاستراتيجي يهودا بالنكا ان اسرائيل يجب أن تقلق مما يجري حيث ان ايران تسطير على مضيق هرمز وتسعى للسيطرة على مضيق باب المندب فيما مصر تسيطر على قناة السويس وستسعى للسيطرة على مضيق باب المندب ايضا هي الاخرى وحال سيطر اي من الاطراف ستواجه اسرائيل أزمة كبيرة لأن ايران ستشكل خطر على السفن التجارية الاسرائيلية في مضيقي المندب وهرمز مما يعني تعطل تجارتها مع الشرق الاقصى كما ان طيارنها المدني سيكون تحت تهديد الصواريخ الايرانية .
في المقابل وحال سيطرة مصر على مضيق باب المندب فان ذلك سيزيد من ثقل مصر السياسي والعسكري بالنسبة لاسرائيل التي ما تزال ترى في عقيدة الجيش المصري وقادته عدواً لهم لانه وبالرغم من اتفاق السلام بين البلدين الا ان العلاقات العسكرية ما تزال حت بند العداء رغم كل الاتصالات وقنوات الاتصال.
وبسيطرة مصر على باب المندب ستكون اسرائيل في ورطة لأنه مصر تسيطر على قناة السويس ايضا وهذا يقطع طريق سفنها ما يعني انها ستكون بحاجة لارضاء مصر والسعودية وستدفع ثمنا سياسيا بكل الاحوال وأن سيطرة مصر ستعيد المنطقة إلى عصر جمال عبد الناصر لذلك لم يتوانى الرئيس المصري الحالي عن الاعلان عن جاهزيته لتحريك قواته البحرية لانه لن يسمح أن تسيطر إيران على المضيق بصمت.