كشفت وسائل إعلام عبرية نقلاً عن مصادر سياسية رفيعة المستوي في تل أبيب، أن دافع زيارة نتنياهو إلى موسكو و اجتماعه مع الرئيس الروسي بوتين، لبحث إطلاق قوة عسكرية سورية روسية النار باتجاه المقاتلات الإسرائيلية التي حلقت فوق الأجواء السورية.
وبحسب المحلل الإسرائيلي ناحوم بارنيع وشيمعون شيفر، فإنّ رئيس الدولة العبريّة، رؤوفين ريفيلن، الذي زار موسكو عرض القضية على الرئيس الروسيّ، ولكنّ الأخير ردّ عليه قائلاً بأنّه لم يسمع عن هذه الحادثة إطلاقًا.
وبالحديث عن هذه الواقعة التي أسهمت في إيجاد العديد من التوقعات أبرزها احتمالية نشوب صراع عسكري بين القوات الروسية و الإسرائيلية في المنطقة، أوضح المختص في الشؤون الإسرائيلية مأمون ابو عامر، أن الأجواء الروسية الإسرائيلية تشهد حالة من التوتر و المتغيرات، خاصة في ظل تصريحات وزير الجيش الروسي أن بلاده معنية في تهدئة الأوضاع في المنطقة وليست معنية في أي تصعيد أو مواجهة مع إسرائيل، وفي المقابل يجب على إسرائيل أن تلتزم بحدودها وأن لا تخترق الاتفاقات الموقعة و إلا فستكون الوقائع مختلفة .
و أضاف أبو عامر أن روسيا سمحت للقوات الإسرائيلية في ضرب بعض النقاط العسكرية داخل الأراضي السورية، ضمن اتفاق ضمني بين الطرفين، مشيراً إلى أن روسيا لم تسمح لإسرائيل في أن تفعل ما يزيد عن ما طلبته، و الدليل على ذلك أن حزب الله و إيران الحليفين الرئيسيين لروسيا، حيث أن سوريا القاعدة الوحيدة والأخيرة لروسيا في المنطقة ولن تسمح لأحد أن يتعدى حدوده.
و أشار ابو عامر إلى أن المواجهة العسكرية بين الطيران الروسي والإسرائيلي التي حصلت مؤخراً، تعكس مقدار الغضب الروسي على إسرائيل وعدم الرضا عن ما تقوم به إسرائيل، حيث أنها أرادت أن توصل رسالة للاحتلال بأن غلاف سوريا قواعد روسية ويحظر الدخول إليها دون تنسيق مسبق.
و نوه أبو عامر، إلى أن حدوث مثل هذه المواجهات قبل زيارة نتنياهو إلى موسكو تحمل العديد من الرسائل الروسية، في أن بوتين غير راضِ عن سياسة نتنياهو، و يتوجب عليه أن يراجع حساباته العسكرية والسياسية في المنطقة.
و عبر أبو عامر عن تخوفه في أن تصبح الأراضي السورية محط المواجهة بين الدول المتنازعة، وذلك بسبب حالة التوتر العسكري والأمني القائمة منذ ستة أعوام.
وبدوره أوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية الدكتور رائد نعيرات لـ "وكالة خبر"، أن المشهد الروسي الإسرائيلي يشهد حالة من التراضي بشكل مجمل، و تقسيم واضح للنفوذ بين كلا الطرفين، مضيفاً أن الدليل على ذلك وجود رضى كامل بين الطرفين في قيام الاحتلال باغتيال عدد من القيادات التابعة لحزب الله داخل الأراضي السورية.
و أضاف نعيرات، أن الحديث عن مواجهة روسية إسرائيلية، لن تكون في معناها الحقيقي، وذلك بسبب أن إسرائيل غير قادرة على ملاحقة روسيا عسكرياً لكونها الأقوى عالمياً، على الرغم من الدعم الأمريكي لإسرائيل عسكرياً، موضحاً أن المشهد أصبح مختلفاً في عهد بوتين لكونه أجرى عدد من المتغيرات في مفهوم القوى العالمية والنفوذ الأمريكي في المنطقة.
و لفت إلى أن روسيا وقفت بالمرصاد في وجه أي تدخل إسرائيلي داخل الأراضي الروسية، و ذلك بسبب أن سوريا القاعدة الأخيرة لروسيا في الشرق الأوسط، و لن تسمح لأحد في أن يتدخل بالشؤون السورية .
و اعتقد أبو عامر، أن ما يثير القلق الأمريكي هي النهضة الروسية على الصعيد العسكري و السياسي، حيث أن إسرائيل تعتبر الامتداد الأمريكي لها في الشرق الأوسط، وفي حالة اعتراض روسيا للقوات الإسرائيلية فإن هذا الأمر يعتبر ضربة قوية لأمريكا.