هل تفلت السعودية من العقاب الأمريكي بعد وضعها في دائرة مغلقة "سياسياً و اقتصادياً" ؟!

13059709_10207616005331416_1924412439_n
حجم الخط

فجر أستاذ القانون الدولي الأمريكي المختص في الشأن الاقتصادي  جيمي غورولي، مفاجأة جديدة في وجه تعهدات الرئيس باراك أوباما للسعودية ضد قانون 11 سبتمبر بدفع السعودية غرامات مالية لضحايا أحداث سبتمبر، مشيراً إلى أنه قرار صدر عن المحكمة العليا الأمريكية  ضد إيران، حيثقال أوباما إنه "من المحتمل ملاحقة السعودية بتعويضات لاحقة".

ونقلت  محطة سي إن إن عن جيمي غورولي، مساعد وزير الخزانة الأمريكي السابق وأستاذ القانون في كلية "نوتردام"، قوله "إن الحكم الذي أصدرته المحكمة الأمريكية العليا، ضد إيران في قضية تعويضات عائلات ضحايا، هي هجمات إرهابية تمثل دفعة لمشروع قانون يسمح بمقاضاة السعودية في هجمات 11 سبتمبر".

قال الخبير الاقتصادي و أستاذ العلوم الاقتصادية في جامعة النجاح الوطنية الدكتور نائل موسى لـ "وكالة خبر"، إن كل ما يحصل في المنطقة ليست خلافات اقتصادية بحتة، بل يتخللها أطماع نتجت عن خلافات سياسية على المصالح و النفوذ في المنطقة.

وأضاف موسى، أن السعودية و إيران من أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، لذلك فإن هذه الخطوات تشكل استفزازاً سياسياً واقتصادياً لتلك الدول من قبل أمريكا، حيث أن ما تقوم عليه الإدارة الأمريكية هو تهديد الحلفاء بشكل مباغت، و أن الإدارة الامريكية لا تنظر للحلفاء بنظرة التساوي من أجل أن تصل إلى مصالحها بشكل مباشر.

و أشار إلى أن سياسة أمريكا واضحة وتقوم على تحجيم حلفائها من أجل الوصول إلى الغاية المرجوة، لافتاً إلى أن السياسة الأمريكية واضحة في تعاملها مع حلفائها.

وكانت المحكمة العليا قضت بأن الكونغرس الأمريكي لم يتجاوز سلطاته، من خلال إقراره قانون عام 2012 يقضي بوجوب توجيه الأموال الإيرانية المجمدة لتنفيذ حكم في قضية تعويضات بدأت عام 2001، لصالح عائلات ضحايا هجمات إرهابية ألقيت مسؤوليتها على إيران، ومنها تفجير ثكنة لمشاة البحرية الأمريكية في بيروت عام 1983 و الذي أسفر عن مقتل 241 أمريكيا.

 وأوضح موسى أن ما تطمح له أمريكا  برئاسة أوباما الضغط على السعودية، لتبقى تحت سيادة قرارها، فالهدف سياسي أكثر من كونه اقتصادي.

و فسر موسى على أساس تصريحات غورولي، بأنه من المحتمل أن تكون السعودية في مسألة التعويضات المستهدف الثاني بعد إيران، خاصة أن سوابق القضاء الأمريكي أرهقت مؤسسات مالية عربية متعددة.

ولفت موسى، إلى أن السعودية لا ترغب في الخروج من الإطار الأمريكي، و تريد أن تستمر في علاقتها مع أمريكا،  موضحاً أن أمريكا تريد أن تستمر في الضغط على السعودية، من أجل أن تنفذ السياسة الأمريكية بدون تردد.

و شدد موسى على أن السعودية تدرك حجم الخسائر التي ستدفعها، من أجل توطيد العلاقة مع الإدارة الأمريكية بشكل واسع، خاصة سعي العائلة الملكية إلى إبقاء العلاقة متينة مع أمريكا من أجل تستمر على سدة الحكم، مشيراً إلى أن الجانب الاقتصادي أصبح أسلوباً للعقاب.