قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس ، إنه لا يوجد ما يمنع من اتخاذ قرار برفع الحصار عن قطاع غزة، مهددةً بأن استمراره سيؤدي إلى الانفجار، حيث خرج "ملثم" من القسام خلال مهرجان لحركة حماس في غزة وردد عبارة "رفع الحصار أو الانفجار" ثلاثة مرات.
هذا الإعلان الصريح من كتائب القسام حول اقتراب انفجار قطاع غزة، وحول ما إن كانت هذه التهديدات ستؤدي إلى اندلاع مواجهة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي من عدمه؟!
قال المختص في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر لـ "وكالة خبر"، إن هذه التصريحات تأتي في إطار التحذيرات فقط ، وذلك لعدم وجود أي من مظاهر الحشد والاستنفار للبدء في مواجهة من كلا الطرفين، مضيفاً أن هذه التهديدات رسالة موجهة إلى إسرائيل بأن الوضع في قطاع غزة بات في خطر شديد، ولا يمكن القبول به، خاصة وأن إسرائيل أخلت بشروط رفع الحصار عن قطاع غزة.
واعتبر المحلل السياسي د. أشرف الغليظ، أن تصريحات كتائب القسام حول اقتراب المواجهة مع الاحتلال، تأتي في إطار الأسلوب الجديد الذي تعتمده حماس في هذه المرحلة التي تشهد فيها غزة أوضاعاً صعبة، مضيفاً أن حماس تسعى في هذه الأيام إلى خلق حرب نفسية لدى العدو الإسرائيلي.
وأشار أبو عامر إلى أن رفع حركة حماس لافتات و صور منفذ عملية القدس في مهرجانها الذي نظمته قبل أيام، تعطي رسالة خطيرة لإسرائيل في أنها مستعدة للقيام بموجة جديدة من العمليات الاستشهادية داخل إسرائيل ّفي حال استمرت من ارتكابها جرائمها.
وتابع الغليظ، أن عملية القدس التي تبنتها حركة حماس تأتي في إطار الرد الطبيعي على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، مستبعداً أن يكون اكتشاف إسرائيل لنفق المقاومة سبباً في اندلاع مواجهة جديدة.
واعتقد أبو عامر أنه لا يمكن الجزم أن هناك ارتباط وثيق بين قضية وجود جنود لدى كتائب القسام في اندلاع موجة جديدة من المواجهات، خاصة و أن إسرائيل تسعى جاهدةً إلى عدم إدخال قضية الجنود في حساباتها الميدانية، لافتاً إلى أن تنفيذ إسرائيل لعمليات اغتيال بحق قيادات ومسؤولين سيؤدي بشكل مباشر إلى حدوث مواجهة.
ونوه الغليظ إلى أن قضية الأسرى المتواجدين في جعبة حماس لا تزال صندوقاً مغلق لا معلومات عنه، خاصة أن وفود و جهات دولية وعربية تسعى إلى معرفة معلومات جديدة حول عدد الأسرى في قبضة كتائب القسام.
ونوه أبو عامر إلى أن الحالة في قطاع غزة تشهد أوضاعاً في غاية الخطورة بفعل تشديد الحصار، موضحاً أن هذا الوضع يمكن أن يؤدي بالفصائل الفلسطينية إلى إعلان حالة الحرب والدفع نحو مواجهة عسكرية مع العدو الإسرائيلي.
وأشار الغليظ إلى أن تصريحات حماس والجهاد الإسلامي ليست بالجديدة، خاصة أنهما الفصيلان الأكبر عسكرياً في قطاع غزة ويعتبرون أن القدس هي البوصلة لتحرير فلسطين .
ولفت أبو عامر إلى أن مصلحة الجانب الإسرائيلي تكمن في حفاظه على الاستقرار والهدوء في مناطق غلاف غزة، مضيفاً أن الإجراءات الإسرائيلية من شأنها أن تؤدي إلى نشوب مواجهة جديدة، وهي بالمقابل تريد الحفاظ على أمنها دون تقديم مواقف ايجابية تساعد على ذلك.
واستبعد الغليظ، أن تتجه المقاومة نحو موجة من التصعيد مع العدو الإسرائيلي، وذلك لإدراكها أن الخروج من مأزق على حساب آخر ليس المخرج السليم، مشيراً إلى أن المخرج الوحيد لهذه الأزمات ينحصر في إنهاء الانقسام .