حلب تحترق .. المركزية الأهم لسوريا اقتصادياً أصبحت محط أطماع الأطراف المتنازعة

13090363_10207663103708846_375813013_n
حجم الخط

شهدت مختلف المناطق في سوريا هجوماً لا مثيل له منذ اندلاع المواجهات  بين المعارضة و النظام السوري خاصة مدينة حلب التي كان لها نصيب الأسد من المواجهات، ذلك بالتزامن مع تفعيل هدنة في كافة الأراضي السورية باستثناء "حلب"، ما نجم عن تلك الهجمات ضجيج عالمي من أجل وقف هذه الكوارث الانسانية.

و بالتزامن مع الحراك الدولي لوقف هذه الأزمة بشكل فوري، بقيت الأسئلة مفتوحة على مصراعيها، ما هو السبب في شمول الهدنة لمعظم الأراضي السورية دون مدينة حلب؟.

قال المحلل السياسي فتحي بوزيه لـ "وكالة خبر"، إن ما يحدث داخل سوريا وبالأخص مدينة حلب أشبه بحرب إبادة جماعية، مشيراً إلى أن كافة الدول الكبرى على دراية كاملة بما يحدث داخل مدينة حلب، حيث أن أمريكا المسؤولة عن هذه الجريمة.

واعتبر المحلل السياسي الدكتور أحمد عوض، أن الأطراف المتحاورة في جنيف وصلت إلى طريق مسدود في المباحثات، ما دفعهم إلى اشعال الأوضاع مجدداً، و ذلك بسبب عدم وصول أي طرف من أطراف جنيف إلى مبتغاه.

وأوضح المحلل السياسي هاني حبيب، أن حلب تعد المركزية الأهم بالنسبة لسوريا اقتصادياً، وأن تدمير حلب يأتي في سياق مخطط تدمير سوريا بشكل كامل، بالإضافة إلى أن موقع "حلب" الجغرافي وقربها من منطقة التوتر مع تركيا، جعلها معركة تقرير مصير.

و أوضح بوزيه أن المصير في حلب محسوم بين الحياة أو الموت، وذلك لعدة اعتبارات تجعل حلب محور الصراع السوري، مضيفاً أن ذلك الأمر دفع روسيا إلى التدخل الفوري من أجل تهدئة الأوضاع في حلب، خاصة وأن لروسيا مصالح كبرى داخل الاراضي السورية لا تريد خسارتها.

و لفت عوض إلى أن سقوط حلب في قبضة أي طرف من الأطراف سيؤدي إلى تغير الوضع العام لسوريا، حيث أن حرص النظام السوري على عدم سقوط حلب في قبضة المعارضة، لإدراكه أهميتها بالنسبة لسوريا.

و أردف حبيب أن النظام السوري يريد الحفاظ على الأوضاع في حلب، لكونها المرفق الهام للنظام، وحيث أن خسارتها تعتبر سقوط لسوريا بشكل كامل، مضيفاً أن سقوط حلب سيفتح الطريق أمام الجهات المعارضة المتواجدة في سوريا.

و اعتبر بوزيه، أن الهجوم العنيف على حلب، لعدة اعتبارات أهمها أن حلب تعتبر العاصمة الاقتصادية لسوريا، وأنها مركزية السنة أيضاً، حيث أن الهدف من تلك الهجمات الوحشية القضاء على السنة المتركزين في حلب.

وأوضح عوض أن الدافع الأساسي لهذا الهجوم العنيف على مدينة حلب ليس فقط أنها  العاصمة الاقتصادية، بل أنها مركزية السنة في سوريا، مضيفاً أن هذه الجمات تأتي في سياق التخلص من السنة، والقضاء على الروح الوطنية المتجسدة في عقول وقلوب أهالي حلب.

ونوه بوزيه، إلى أن ما يحدث في حلب عبارة عن عملية استغلال للموقف من قبل القوات الإسلامية المتشددة من أجل تنفيذ مخططاتهم الدموية، و القضاء على السنة في حلب، مستشهداً على ذلك بأن القصف لم يفرق بين مدني أو عسكري، و أن هدف النظام يأتي ضمن المخطط المدروس للقضاء على المعارضة السورية و الحركات الإسلامية المتشددة بدعم من إيران وحزب الله.

و قال عوض، إن "أمريكا وروسيا" هما المتحكمتين في زمام الأمور السورية، و لا يوجد أي سيطرة للأطراف المتنازعة داخل الأراضي السورية، موضحاً أن ذلك الأمر بات واضح من خلال الهجوم على مدينة حلب في الآونة الأخيرة، حيث أن الدول الكبرى المتصارعة هي من تتحكم في سوريا.

و أشار بوزيه إلى أن الأطراف الدولية تسعى إلى إنهاء الصراع السوري، يعود إلى الفهم الدولي  لأهمية حلب، واعتبارهم أن حل الأزمة التي تمر بها حلب سيؤدي إلى حل نهائي للأزمة السورية، وأيضاً سيؤدي إلى القضاء على "داعش" والحركات الإسلامية المتشددة في سوريا.

و لفت عوض إلى أن حل الأزمة في حلب لن يؤدي إلى حل نهائي للصراع في سوريا، و ذلك لعد الخروج في أي حل للأزمة من خلال مباحثات جنيف،  موضحاً أن حل الأزمة لن يأتي إلا من خلال التراضي بين الأطراف الداخلية، والاتفاق والتراضي على نفوذ كل طرف داخل سوريا.