حظر رفع علم فلسطين في مسابقة "يوروفيجن" إهانة لتاريخ وثقافة الشعب الفلسطيني

13115720_10207670402851320_1099843957_n
حجم الخط

حظر القائمون على نهائيات المسابقة الأوروبية للغناء "يوروفيجن" رفع العديد من الأعلام في الحفل الذي تستضيفه العاصمة السويدية في منتصف شهر أيار الجاري، واستنكرت وزارة الثقافة الفلسطينية ذلك القرار، معتبرةً أن هذا القرار إهانة لتاريخ وثقافة وحقوق الشعب الفلسطيني، الذي من حقه أن يرفع علم بلاده في المناسبات والمهرجانات الدولية كما باقي دول العالم .
واعتبرت وزارة الثقافة الفلسطينية أن هذا القرار لا يخدم الجهود الدولية، من أجل تقرير استقلال الشعب الفلسطيني، الذي من حقه أن يحيا بحرية وكرامة، خاصةً بعد انضمام فلسطين رسميًا إلى الأمم المتحدة ورفع العلم الفلسطيني في مقرها.

قال المحلل السياسي والمختص في العلاقات الدولية د. أشرف الغليظ لـ "وكالة خبر"، أن هناك تحول بشكل ملحوظ في نظرة الدول الغربية تجاه القضية الفلسطينية ،حيث بدأت تترسخ المفاهيم حول أهمية أن يأخذ الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته المستقلة، ورفع علمها في كافة المحافل الدولية. 

واعتبر المحلل السياسي حاتم أبو شعبان ، أن منع رفع علم فلسطين في مسابقة "يوروفيجن"،استهدافًا للقضية الفلسطينية، وضربًا للجهود الدولية والأوروبية التي تقوم بها الجهات المختلفة من أجل تقرير مصير الشعب الفلسطيني .

وطالب وزير الثقافة الفلسطينية الدكتور إيهاب بسيسو إدارة المهرجان بالتراجع عن هذا القرار المسيء والمجحف بحق الشعب الفلسطيني وثقافته، والاعتماد على المرجعيات الدولية المتمثلة بالأمم المتحدة، انصافًا لشعبنا الذي يعاني من الاضطهاد ويتطلع الى الحرية.

وأضاف الغليظ، أننا نسمع بين الحين والآخر عن مظاهرات في الولايات المتحدة الأمريكية - معقل التحريض على القضية- من أجل نصرةً الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن فلسطين أصبح لها حضور في كافة المؤسسات .

ويذكر أن الأمم المتحدة منحت دولة فلسطين عام 2012، صفة دولة عضو مراقب، بعد تصويت تاريخي في الجمعية العامة آنذاك، أدت إلى رفع علم فلسطين في مقر الأمم المتحدة العام المنصرم، حيث أن دولة فلسطين تقيم علاقات دبلوماسية مع أكثر من 130 دولة، واللافت في الأمر أن السويد كانت أول دول الاتحاد الأوروبي تعترف بدولة فلسطين.

 وأشار الغليظ إلى أن سياسة التمييز والانحياز تتمثل في رُفِضَ رفع علم فلسطين على الرغم من حصولها على صفة عضوية مراقب في الأمم المتحدة، في حين أن إسرائيل تشارك في مسابقة الغناء "يوروفيجن" بشكل سنوي، وهي ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي. 

وأوضح أبو شعبان على أن العلم الفلسطيني يمثل مصدر إزعاج للعدو الإسرائيلي وحلفائه، مضيفاً أن هذ الأمر يدفعنا نحو العمل على رفع العلم الفلسطيني في كافة الجهات الرسمية، لما له من رمزية كبيرة بالنسبة للشعب الفلسطيني ودلالة على أن الحرية آتية رغم أنف الاحتلال.

وأضاف الغليظ أن بعض حلفاء العدو الإسرائيلي من الحكومات وليس الشعوب يعملون بسياسة عنصرية، مضيفاً أن فلسطين تحظى بعدد كبير من الاعتراف الدولي بها، ما يؤكد على أهمية إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة.

وأكد الغليظ على ضرورة ممارسة الضغوط على بعض الدول، من أجل رفع علم فلسطين وحظر العلم الإسرائيلي، حيث أن ذلك لن يؤثر بشكل كبير على مجريات القضية الفلسطينية في الوقت الحالي .

ويذكر أن مسابقة الـ"يوروفيجن" للأغاني، هي مسابقة غنائية ينظمها الاتحاد الإذاعي الأوروبي منذ العام 1956، وتعكس المسابقة غالبًا الموسيقى الرائجة أو البوب، وفي الوقت ذاته يوجد بعض المشاركين الذين يقومون بالغناء بأساليب أخرى مثل: الموسيقى العربية، والأرمينية، والبلقانية، والكلتية واليونانية، واللاتينية، والتركية، وغيرها، بالإضافة إلى الأنماط المختلفة من موسيقى الرقص والموسيقى الشعبية والراب والروك، وفي كل عام يشارك مغنون جدد لتمثيل بلدانهم الأوروبية.