أنفاق المقاومة .. نقطة الحسم المفصلية لإنقاذ أو إغراق غزة في حرب محتمةٌ

حصار
حجم الخط

تشهد الساحة الفلسطينية خاصة قطاع غزة حالة من التوتر الذي يحمل معه القلق لدى المواطنين، تخوفاً من شن عدوان إسرائيلي خلال رمضان هذا العام مثله سابقه قبل عامين، وذلك في ظل تصاعد لغة التهديد بين إسرائيل وحماس في الآونة الاخيرة.

هذا التوتر الناجم عن اكتشاف القوات الإسرائيلية لأحد أنفاق المقاومة الرئيسية، ما حمل معه القلق في أوساط الغزيين، وأيضاً اللافتات التي رفعتها حركة حماس خلال مهرجانها الأخير في مدينة غزة، والتي تشير إلى قرب انفجار قطاع غزة.

قال المختص في الشأن الإسرائيلي د. مأمون أبو عامر لـ "وكالة خبر"، إن عملية الكشف عن النفق الأخير في غزة حملت الكثير من المخاوف من تجدد المواجهات، مضيفاً أن الأمور لازالت ضبابية المعالم من حيث نوايا العدو الإسرائيلي ومخططاته تجاه غزة.

و أوضح أستاذ الفلسفة السياسية و المختص في الشأن الإسرائيلي د. سعيد بوزاني لـ "وكالة خبر"، أن التوتر الحاصل بين الجانب الإسرائيلي و حركة حماس ليس جديد، حيث أن أسباب التوتر قائمة، موضحاً أن حركة حماس تهدد بفك الحصار لإدراكها خطورة الموقف تجاهها في غزة، وأطلقت التهديدات كرسالة واضحة للاحتلال بضرورة تجنب مواجهة جديدة.

و اعتبر أبو عامر أن المرحلة القادمة مرهونة في عملية الكشف عن باقي الأنفاق المتواجدة على حدود قطاع غزة، بالتزامن مع التهديد المستمر من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي بأن بداية انهيار الأنفاق تعني بداية المرحلة القادمة من المواجهة.

وأشار بوزاني إلى أن غزة أصبحت محط النزاعات والأطماع لكافة الأطراف سواء العربية أو الفلسطينية  أو الإسرائيلية، حيث شهدنا في الأيام الماضية جملة من  المبادرات العربية والإقليمية الرامية إلى فك الحصار عن قطاع غزة، حيث كان أبرزها المبادرة التركية التي ربطت عودة علاقتها مع إسرائيل بفك الحصار عن غزة.

ولفت أبو عامر إلى أن الكشف عن مزيد من الأنفاق في المرحلة القادمة ستؤدي إلى نشوب مواجهة جديدة في غزة، في ظل التخوف الإسرائيلي من هذه الأنفاق التي  تهدد أمن إسرائيل، حيث أن الحكومة الإسرائيلية تدرك أن عملية الكشف عن الأنفاق ليس هيناً وذلك لغموض تلك المنظومة.

وأضاف أن ما تقوم به إسرائيل في هذا التوقيت يهدف إلى نشر دعاية انتخابية مبكرة لنتنياهو في ظل التوتر الداخلي في الشارع الإسرائيلي، مضيفاً أن نتنياهو لا يوجد أمامه سوى خيار تدمير الأنفاق في غزة من أجل البحث عن إنجازات وهمية في الرأي العام الإسرائيلي.

و أكد بوزاني على أن إسرائيل تهدف بشكل أساسي إلى تدمير منظومة الأنفاق بشكل كامل،  خاصة بعد كشفها عن أحد الأنفاق المركزية التي كانت تمتد إلى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، لافتاً إلى أن إعلان إسرائيل حول امتلاكها منظومة تكنولوجية متطورة للقضاء على الأنفاق، لم تكن كافية لإزالة التوتر الذي يخيم الأجواء.

و أوضح أبو عامر، أن نتنياهو مستعد لضخ  ملايين الشواكل لتحقيق أهدافه في  الفوز بالانتخابات المقبلة، حيث أنه بذلك يكون الشخصية الإسرائيلية الأولى التي تمكنت من ترأس الحكم على مدار ثلاث جولات انتخابية متتالية.

و لفت بوزاني إلى أن تهديدات حماس للاحتلال تطالب برفع الحصار عن قطاع غزة، حيث أن مجمل التصريحات الأخيرة تؤكد على أن حماس لن تتراجع عن  تهديداتها بإشعال الحرب في ظل استمرار الحصار.

و شدد أبو عامر على أن تهديدات المقاومة في غزة المتمثلة بكتائب القسام من شأنها أن تسهم في اندلاع مواجهة جديدة، موضحاً أن  سكان قطاع غزة في هذا التوقيت لا يستطيعوا تحمل أي أحداث جديدة، وكذلك فإن المقاومة غير قادرة على خوض مواجهة جديدة خلال الوقت الراهن وهذا ما يدفعها إلى التريث، خاصة وأنها تتولى حكم قطاع غزة وتسيطر على كافة مناحيه.