تقارب إسرائيلي خليجي يحمل في طياته العديد من المخاوف على مستقبل القضية الفلسطينية !!

13115505_10207677941839790_300999007_n
حجم الخط

يشهد الإقليم عدداً من التحالفات و تقارباً خليجياً إسرائيلياً غير مسبوق، وكان أبرز تلك التحالفات التقارب السعودي الإسرائيلي من خلال إبرام اتفاقيات بين الطرفين، من حيث التبادل العسكري بينهم.

 حيث أن المشهد لم يقتصر على تطور العلاقة السعودية الإسرائيلية فحسب بل امتدت العلاقة مع كافة الدول الخليجية، وقد بدأ الاهتمام الخليجي بالقضية الفلسطينية بالتراجع بشكل واضح.

و في هذا الإطار قال المختص في العلاقات الدولية الدكتور هشام أبو هاشم لـ "وكالة خبر"، إن العلاقات القائمة بين الدول تأخذ طابع السرية من حيث تفاصيل البنود المتفق عليها، ويأخذ في العلن بعض النقاط التي تطغى على الهدف السري، مشيراً إلى أن هذا الأمر واضحاً في العلاقات الخليجية الإسرائيلية التي مرت بالعديد من المراحل و كانت بدايتها فتح مقرات تجارية إسرائيلية داخل الدول الخليجية، ولكن سرعان ما تطورت هذه العلاقة التجارية إلى إبرام اتفاقيات سياسية و عسكرية بينهم.

و في السياق ذاته، أوضح رئيس الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشؤون الدولية الدكتور مهدي عبد الهادي لـ "وكالة خبر"، أن الواقع الحالي يشير إلى وجود مخطط أمريكي يرمي إلى تقسيم الوطن العربي، من خلال أدوات عربية وكانت دول الخليج هي الأداة لتنفيذ هذا المخطط، مضيفاً أن أمريكا و إسرائيل تمكنتا من إدراج الخليج العربي تحت مظلتها الأمنية و العسكرية.

و تابع أبو هاشم، أن علاقات دول الخليج مع إسرائيل لا ترتقي إلى مستوى العلاقات بين الدول، مضيفاً أن السبب في عدم إعلان دول الخليج عن اتفاقيتها بشكل مباشر، هو التخوف من ردة فعل باقي الدول العربية و على رأسهم مصر والجزائر، وذلك بسبب أن معظم الاتفاقيات الإسرائيلية الخليجية تتمحور حول تقسم الشرق الأوسط.

وأكد عبد الهادي، على وجود مخططات وأجندات تسعى أمريكا إلى تطبيقها من خلال دول الخليج، وفي المقابل فإن دول الخليج العربي تسعى إلى فرض نفوذها في المنطقة، ووضعت ثقلها في تنفيذ المخططات في سبيل فرض نفوذها في دول الإقليم.

و أضاف أبو هاشم أن السياسة الإسرائيلية تهدف إلى فتح أفاق لها  داخل الدول العربية، حيث أن التركيز الإسرائيلي على كافة دول الخليج دون استثناء، من أجل تبرير علاقتها التجارية والدبلوماسية الخاصة بها.

و أوضح عبد الهادي، أن أمريكا تعتبر إسرائيل المركز الأساسي لها في الشرط الأوسط، حيث أن أمريكا تقوم بتسريب المخططات إلى تل أبيب التي تهدف إلى البحث عن مخطط يُنهي القضية الفلسطينية، مؤكداً على أهمية الانتباه إلى خطورة المشهد الحالي وطبيعة الاتفاقيات الممتدة والتي تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية، وذلك في ظل تراجع الدعم العربي لها.

و تابع أبو هاشم، أن الانقسام الفلسطيني كان سبباً في فجوة العلاقات الفلسطينية الخليجية، مضيفاً أن الانقسام فتح أبواب عديدة أمام دول الخليج سعياً للتحكم في القضية، و العمل على توطيد العلاقة مع إسرائيل، حيث أن هذا الأمر أدى إلى إضعاف الموقف الفلسطيني أمام المشهد الإقليمي و الدولي.

و لفت عبد الهادي إلى أن المعادلات الدولية التي تكونت بالآونة الاخيرة حملت العديد من المتغيرات في موازين القوي، حيث أن دول الخليج انضمت إلى الثنائي الدولي "أمريكا و إسرائيل"، وبذلك أصبح هذا الثلاثي المحور الجديد في المنطقة.

وأشار أبو هاشم إلى أن التقارب الإسرائيلي الخليجي يحمل العديد من المخاوف، خاصة أن خطراً يلوح في الأفق يهدد بتقسيم الدول العربية و بالأخص "بلاد الشام ومصر وليبيا"، حيث أن هذه المخططات تسعى إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية إلى تحقيقها من خلال دول الخليج.

و شدد عبد الهادي على أن العلاقة الإسرائيلية الخليجية كانت لا تزيد عن لقاءات وخطابات، ولكنها أصبحت الأن اتفاقيات و اجتماعات سرية وعلنية، تسعى إلى التوصل إلى اتفاقيات رسمية، موضحاً أن المخاطر المجهولة عن تفاصيل اتفاقية "سايكس بيكو" أصبحت الآن واضحة، حيث أن هذا الأمر سيتم تطبيقه بين دول الخليج وأمريكا وإسرائيل.