أعلنت واشنطن، أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لم يغير موقفه الرافض لمقترح إقامة "منطقة آمنة"، في سوريا، تشمل حظرا للطيران فيها.
وقال جوش إيرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، خلال المؤتمر الصحفي اليومي، الذي عقده في واشنطن، إن الرئيس أوباما "لم يغير آراءه بخصوص المنطقة الآمنة".
وأضاف إيرنست "لقد دعا البعض إلى إنشاء منطقة حظر طيران أو مناطق آمنة داخل سوريا يمكن أن توفر ملاذاً آمنا للمواطنين السوريين"، لكن الرئيس أوباما "لا يعتبر هذه المناطق بديلا عمليا لما يحدث في سوريا حالياً".
وتابع: "أوباما أعرب عن هذا (موقفه من مقترح المنطقة الآمنة) منذ البداية (الحملة العسكرية الدولية ضد تنظيم داعش التي بدأت في أغسطس/آب 2014)؛ لأنه لا يريد أن يضع الولايات المتحدة في موقف تكون فيه مسؤوله عن فرض تطبيق هذه المنطقة الآمنة".
في ذات الصله، رفض المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، الحديث عن مقترح فرض "مناطق آمنة" في حلب السورية.
وقال خلال الموجز الصحفي اليومي للخارجية الأمريكية بواشنطن: "لا يزال من المبكر جدا الحديث عن تفاصيل محددة، وما نريد أن نراه هو أن تصبح كل دولة سوريا منطقة آمنة؛ حيث لا يتعرض الشعب للقصف بالغازات (الكيماوية) أو البراميل المتفجرة".
ورغم محاولات أنقرة المستمرة لإقناع واشنطن بتبني مقترح إنشاء "منطقة آمنة"، شمالي سوريا، تشمل حظرا للطيران فيها، تصر الأخيرة على أن هذا المقترح صعب التنفيذ، ويتطلب جهداً وأموالأً كثيرة.
وفي موجزه الصحفي اليومي، أيضا، قال كيربي إن وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، تباحث مع نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في اتصال هاتفي، يوم الإثنين، حول سبل تجديد التزام الأطراف السورية بـ"اتفاق وقف الأعمال العدائية"، الذي دخل حيز التنفيذ أواخر شهر فبراير/شباط الماضي.
وقال: "اتفاق وقف الأعمال العدائية غلب على محادثات كيري ولافروف؛ حيث اعترف المسؤولان بأنه اتفاق هش، وتحدثا عن طرق (لم يوضحها المتحدث) يمكن من خلالها استعادة الالتزام بتطبيق هذا الاتفاق في كافة أنحاء البلاد".
ولفت كيربي إلى أن الوزيرين تحدثا كذلك عن اجتماع محتمل للمجموعة الدولية لدعم سوريا "في المستقبل القريب" (دون إعلان عن تاريخ محدد).
وتوصلت واشنطن وموسكو إلى "اتفاق وقف الأعمال العدائية" بين قوات المعارضة والنظام السوري، في 27 فبراير/شباط الماضي، إلا أن خروقات مستمرة لهذا الاتفاق أدت إلى تأزيم الاوضاع على الأرض في سوريا من جديد، بينما تسعى الإدارة الأمريكية، حاليا، إلى إقناع روسيا بممارسة ضغوط على خليفها، بشار الأسد، لوقف هجماته على فصائل المعارضة السورية.
ومنذ 21 أبريل/ نيسان الماضي، تتعرض أحياء مدينة حلب، شمالي سوريا، لقصف عنيف عشوائي من قبل طيران النظام السوري، وروسيا، لم تسلم منه المستشفيات والمنشآت الصحية، وكذلك المدنيين، فضلاً عن تدهور الأوضاع الإنسانية هناك، وهو ما أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاءه، واعتبرت استهداف المشافي "انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي".
وأودت الحرب في سوريا، التي بدأت في مارس/آذار الماضي، بحياة مئات الآلاف، وشردت الملايين من منازلهم، وأثارت أسوأ أزمة لجوء في العالم كما أتاحت لمتشددي تنظيم "داعش" الإرهابي فرصة السيطرة على أراض، والانطلاق منها لشن هجمات في أماكن أخرى.
وتعثرت جميع الجهود الدبلوماسية لنزع فتيل هذه الحرب؛ بسبب الخلاف على مصير الأسد الذي يرفض قبول مطالب المعارضة برحيله.