الأسير سامي جنازرة .. تدهور وضعه الصحي وغطرسة السجّان لم تثنيه عن مواصلة كفاحه

13183121_10207700087033406_1013681627_n
حجم الخط

يعاني الأسير سامي جنازرة المضرب عن الطعام منذ 64 يومًا، من ظروف صحية صعبة وخطيرة، وشاعت حالة من القهر بين أوساط الأسرى جرّاء استمرار الاحتلال في انتهاكاته المتنوعة ضد الأسرى والأسيرات داخل مختلف السجون.

وحول ذلك أفاد محامي هيئة الأسرى معتز شقيرات، والذي زار الأسير سامي جنازرة في مستشفى سوروكا الإسرائيلي صباح أمس، أن الأسير جنازرة بدأ بالامتناع عن شرب الماء منذ يومين، بالإضافة إلى إضرابه عن الطعام، وذلك ردًا على المعاملة السيئة والقاسية التي تعرض لها خلال إضرابه عن الطعام،  وتقييد قدميه ويديه ومنعه من قضاء الحاجة.

قال مدير جمعية حسام للأسرى والمحررين موفق حميد لـ "وكالة خبر"، إن الوضع الصحي لجنازرة تأزم بشكل حاد في اليوم ال 50 ،مستدلًا على ذلك بأنه أغمى عليه أثناء إضرابه ووقع على رأسه، ما تسبب بجرح كبير أخذ على إثرها عددًا من الغرز في رأسه.

وأوضح رئيس نادي الأسير قدورة فارس لـ "وكالة خبر"، أن الأسير المضرب عن الطعام سامي جنازرة يمر بحالة صحية صعبة وخطيرة، لافتاً إلى أن وضعه الصحي استدعى نقله إلى المستشفى .

وأضاف حميد أنه تم الاعتداء على الأسير جنازرة، بسبب رفضه التكبيل وتمرده، وعلى إثر ذلك اعتدى عليه السجانون بالضرب المبرح فأعلن جنازرة إضرابه عن شرب المياه .

ولفت حميد إلى أن الأسير جنازرة قد هبط وزنه إلى 48 كجم بعد أن كان 75 كجم قبل إضرابه، ما أدى إلى حدوث جفاف في جسده وأمعائه .

وقد ناشد الأسير سامي جنازرة كل الجهات الحقوقية والسياسية بالتدخل والضغط، لإنهاء اعتقاله الإداري التعسفي، في ظل الممارسات والضغوطات التي تقوم بها المخابرات الإسرائيلية ومصلحة السجون لكسر إضرابه.

وأشار فارس إلى أن الجهود مستمرة في سبيل وقف الإجراءات التعسفية التي يقوم بها الاحتلال ضد الأسرى في السجون، من ضرب وإهانة وقسوة، معربًا عن أمله في التوصل إلى حل جذري لحالة جنازرة بأقرب وقت ممكن .

وأكد حميد على أنهم يبذلون جهدهم في عقد مؤتمرات صحفية لمناصرة الأسير المضرب عن الطعام سامي الجنازرة، داعيًا كافة القوى الوطنية والإسلامية للالتفاف حول قضية الأسرى المضربين عن الطعام سامي الجنازرة و أديب مفارجة وفؤاد عاصي.

وطالب حميد جميع الأسرى المعتقلين إداريًا بالإضراب الجماعي عن الطعام، لافتًا إلى أن عدد الأسرى المعتقلين إداريًا لدى سجون الاحتلال يبلغ 750 أسيرًا، حيث أن إضراب 750 أسيرًا فإن حجم التفاعل الجماهيري والسياسي سيكون أكبر، وأن الإضرابات الفردية تُضعِف موقف الأسرى.

وبيّن حميد أن قضية الاعتقال الإداري والإضرابات الإدارية تغطي على قضية العزل الانفرادي، التي تعتبر أسوأ ما يعيشه أسرانا داخل السجون الإسرائيلية، مشيرًا أن 15 أسيرًا أصبحوا في العزل الانفرادي داخل السجون الإسرائيلية منذ سنوات. 

وأعرب حميد عن تضامنه الكامل مع الإضرابات الجماعية ضد الإضرابات الفردية، مشيرًا إلى أن الجمهور أصبح معتاداًعلى الإضرابات ضد الاعتقال الإداري، مشيراً إلى أهمية أن يوضح الإعلام الفلسطيني أن هذا الإضراب ضد الاعتقال الإداري.

وقال حميد، إن إسرائيل لن تتنازل وتلغي سياسة الاعتقال الإداري لأي أسير مضرب عن الطعام، وذلك على اعتبار أنها ستتنازل عن قرار سيادي، وتابع قوله : "يتطلب منّا الإضراب عن الطعام من أجل تحسين حياة المرضى وإلغاء الحجز الانفرادي وتحسين المأكل والمشرب والمعاملة، وإعطاء الدور والحافز للأسرى المعزولين انفراديًا. 

وحول إمكانية الإفراج عن الأسير سامي جنازرة ، استبعد حميد أن يتم الإفراج عن جنازرة، حيث أنه لم يفرج عن الأسرى الذين أضربوا عن الطعام بسبب الاعتقال الإداري سابقًا، معرباً عن أمله في عدم تجديد الاحتلال الاعتقال الإداري للأسير سامي جنازرة.

ولفت حميد إلى أن لجنة تحقيق موجودة في الأردن منذ ثلاثة أيام للتحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية في الحرب الأخيرة على قطاع غزة (2014)، مضيفاً أن وفد فلسطيني سيقابل هذه اللجنة في الأردن بعد منعها من الدخول إلى الأراضي المحتلة.

وأضاف فارس أن التحرك الدولي في مثل هذه القضايا لم يكن فعالًا، مشيراً إلى أن التحرك يكون في نهاية الأمر خوفًا من أن تزيد الأمور صعوبة .

وكان عيسى قراقع قد صرّح أنه سيتم عرض جميع قضايا الأسرى على لجنة التحقيق الدولية؛ من أجل إدانة ما تقوم به إسرائيل من عمليات إعدام مباشر.

ويذكر أن نادي الأسير - بالتعاون مع هيئة شؤون الأسرى والمحررين وحركة فتح جنوب الخليل - قد نظّم وقفة تضامنية مع الأسير سامي جنازرة المضرب عن الطعام (منذ أكثر من شهرين)، احتجاجًا على استمرار اعتقاله الإداري، وذلك في خيمة التضامن المقامة في مخيم الفوار، وبمشاركة ممثلي العديد من المؤسسات والفعاليات الوطنية .

يذكر أن الأسير سامي جنازرة مضرب عن الطعام منذ 64 يومًا ،  يعاني من وضع صحي خطير ، وازداد وضعه سوءًا بعد امتناعه عن شرب الماء، بفعل سياسة الإعدام البطيء التي تمارسها قوات الاحتلال بحق أسيري وأسيرات السجون الإسرائيلية، وصمم جنازرة على مواصلة الإضراب حتى الحرية أو الشهادة .