شهدت الساحة الدولية تطورات كبيرة من حيث ظهور المباحثات التي كان لها وقعاً على المشهد العربي وكان أبرزها المباحثات الإسرائيلية التركية، الهادفة إلى توطيد العلاقة بين الطرفين و ذلك بعد توترها قبل عدة أعوام عقب الهجوم الإسرائيلي على سفينة "مرمرة" قرب سواحل غزة.
ولقراءة هذه المباحثات يتبين أنها وصلت إلى نقطة محددة، ومن ثم اختفت عن الساحة الإقليمية، ليفتح هذا الصمت العديد من التساؤلات حول ما يدور في الكواليس؟.
قال المختص في الشأن الإسرائيلي د. ناصر اللحام لـ "وكالة خبر"، إن المباحثات التركية الإسرائيلية تلعب دوراً خفياً في الوسط العام الإقليمي، خاصة بعد تغيب هذا الملف الذي كان يتحدث عن توصل إلى اتفاق لعودة العلاقات التركية الإسرائيلية والتطبيع بين الطرفين.
و أضاف اللحام، أن المباحثات لم تصل إلى مرادها كما ظهر عبر وسائل الإعلام، وذلك بسبب رفض تركيا التنازل عن مطلبها الأساسي وهو رفع الحصار عن قطاع غزة.
وأشار اللحام إلى أن التعامل الإسرائيلي بلغة التهديد مع تركيا كان خاطئاً، موضحاً أنها تتعامل مع الدول العربية بهذا الأسلوب، حيث أن إسرائيل اعتقدت أن تركيا ستكون مثل باقي الدول، ولكنها صُدمت بالقوة التركية في المباحثات.
ولفت اللحام إلى أن عدم كشف إسرائيل عن تفاصيل ما تم التوصل إليه من تفاهمات خلال الاجتماعات التي أقيمت بين الوفدين، يشير إلى أن إسرائيل غير قادرة على الوقوف في وجه الدولة العظمى "تركيا"، لذلك ارتقت إلى تجنب الحديث عن أخر تطورات هذا الملف.
وتابع اللحام، أن تركيا تعتبر أحد أكبر الدول اقتصادياً و لها عدد كبير من الحلفاء في المنطقة، حيث أن إسرائيل لا تستطيع تخطيها أو الوقوف في وجهها، وذلك بعد تأكد القيادة الإسرائيلية أن تركيا مختلفة عن بقية الدول المجاورة.
وأضاف اللحام أن أحد الصحفيين الإسرائيليين الكبار قالها بوضوح :" إن القيادة الإسرائيلية تضع حسابات عديدة لتركيا حيث أنها أصبحت تنظر إلى تركيا على أنها "الفيل" وإسرائيل "الذبابة"، ولذلك أرادت إسرائيل أن تعيد تطبيع علاقاتها مع تركيا، و جذب تركيا باتجاهها ولكنها فشلت بذلك.
و نوه اللحام إلى أن مصدر القوة التركية تنبعث من اصرارها على عدم التنازل عن مطلب رفع الحصار عن قطاع غزة، حيث أن هذا المطلب جعل العديد من الأقطاب تقف إلى جانب تركيا وعلى رأسهم الإخوان المسلمين و القوميون العرب، حيث أصبحوا ينظرون لغزة على أنها ليست استراتيجية بالنسبة لتركيا، وأن التأشيرة الأوربية هي الهدف الأساسي.