تصريحات نتنياهو حذرت مقاتلي "القسام" من تطور تكنولوجي جديد لهدم الأنفاق

13236180_10207760370260449_822985055_n
حجم الخط

أصاب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، صرعاً في الكشف عن أسرار أمنية، وتصريحات متبجحة كشف النقاب من خلالها عما كان يعتبره الوسط الإسرائيلي أحد الأسرار الأمنية الدفينة، والتي أوضحت أن دولة الاحتلال تعمل على تطوير تكنولوجيا لاكتشاف الأنفاق التي حفرتها حركة المقاومة الاسلامية حماس.

هذه  التصريحات أنارت مصابيح التحذير لمقاتلين كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، وأوضح لهم أن كشف النفق قبل بضعة أسابيع لم يكن عن طريق الصدفة، وما أكد ذلك هو رؤيتهم لمئات الآليات الهندسية التابعة للجيش الإسرائيلي أثناء عملها على حدود القطاع.

وفي هذا الإطار قال المحلل السياسي سعيد زيداني لـ "وكالة خبر"، إن هذه التصريحات أدخلت الذراع العسكري لحماس في حيرة وفتحت عدد من الخيارات، فإما أن يلتزموا الصمت ويرون الأنفاق وهي تهدم واحد يتلو الآخر، وإما أن يسارعوا لاستخدام هذه الأنفاق وتصدير العمليات إلى داخل إسرائيل من خلالها.

وشدد زيداني على أن جهاز الأمن الإسرائيلي أدرك جيداً منذ العدوان الأخير على غزة أن حركة حماس أنهت حفر عدد لا بأس به من الأنفاق التي تصل إلى داخل الأراضي المحتلة،  بالإضافة إلى أنها قامت بترميم عدة أنفاق هدمت جزئيًا خلال العدوان الأخير.

ولفت زيداني إلى أن حماس و إسرائيل على حد سواء يدركون تماماً عواقب الدخول في موجة جديدة من المواجهات، ما سيؤلم إسرائيل أكثر مما آلمتها عملية الجرف الصامد، وستجلب لغزة دماراً، من المشكوك أن يتبعه الانتعاش.

وأشار المختص في الشأن الإسرائيلي فريد قديح  لـ "وكالة خبر" إلى أن الذراع العسكري  لحركة حماس  أنفق ملايين الدولارات وآلاف ساعات العمل  في بناء الأنفاق، لذلك فقد أطلق القسام رسائل تحذيرية للاحتلال كإطلاق قذائف الهاون بجوار قوات الجيش الإسرائيلي، كرسالة  أن الاحتلال أوشك على تجاوز الخطوط الحمر.

و أضاف قديح، أن إسرائيل لا تنوي وقف عملها في البحث عن الأنفاق، حيث أن الجيش الإسرائيلي ضرب كافة القرارات الدولية في وقف التصعيد، لكن إسرائيل أجبرت هذه الدول على القبول بسياستها الإجرامية.

و في الحديث عن ميناء غزة قال زيداني، إن القيادة الإسرائيلية تدرك أن إقامة ميناء في غزة سيحررها من مسؤولياتها تجاه سكان القطاع، وهو يُعطي غزة استقلالاً، ويسهم في عزلها عن الضفة، الأمر الذي سيخدم إسرائيل فقط.

واعتبر قديح  أن فكرة إنشاء الميناء وموافقة الجانب الإسرائيلي  سترفع أسهم العلاقات بين تل أبيب و غزة إلى مسارات أخرى، حيث أن المحلل الإسرائيلي الون ان ديفيد قال "إنه ينبغي التحرر منذ الآن من القول العليل بأنّه لا مجال للحديث مع من لا يعترف بنا حركة "حماس"، فالناس يتحدثون مع الأعداء ومع الأنذال على حد سواء، إذا كان هؤلاء هم الجيران الذين ينبغي أن تتحقق معهم هدنة".

و لفت قديح إلى أن المواجهة القائمة ستؤدي إلى نقطة مجهولة وخسائرها هائلة من الطرفين، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة هو من سيدفع ثمن هذه الفاتورة بشكل كامل، و قوات الاحتلال لن تخسر الكثير خاصة أنها تمكنت من التوصل إلى تكنولوجيا للقضاء على منظومة الأنفاق.

ولفت زيداني إلى أنه في نيسان (أبريل) انخفض عدد العمليات إلى الحجم الذي كان عليه قبل تشرين الأول (أكتوبر) من السنة الماضية، موضحًا أن ظاهرة عمليات الطعن الفردية لا توشك على الاختفاء تمامًا، ولكنها في ميل هبوط، وكذلك أجهزة الأمن الفلسطينية، التي بتوجيه من محمود عباس عززت التعاون مع إسرائيل.