أحيت سفارة دولة فلسطين بالتعاون مع المدرسة الفلسطينية في دولة قطر مساء الجمعة، الذكرى السنوية ال68 للنكبة، بحضور كثيف من أبناء الجالية الفلسطينية والعربية وأعضاء السفارة، حيث امتلأت بهم جنبات مسرح قطر الوطني، في فعالية ثقافية تحت مسمى " أرض ومفتاح وبيت وعودة".
وبدأت الفعالية بعرض فيلم وثائقي بهذه المناسبة، يتحدث عن بدايات النكبة، وكيف استطاع اليهود احتلال حوالي 78% من أراضي فلسطين، ثم قدم عريف الحفل الدكتور يحيى الأغا مستشار أول في سفارة دولة فلسطين لدى دولة قطر. أكد في كلمته بأن الذاكرة الفلسطينية مازالت تذكر أسماء لــ 541 قرية التي هُدّمت، وأُزيلت، وبأن إعادة بنائها وتسميتها سيكون مهمة الأجيال الجديدة، وهذه الذاكرة لن تنسى الظلم الذي لحق بشعبنا حتى اليوم من أولئك القادمين من خلف البحار والذي يتسبب إلى اليوم في نكبات متتالية من اقتلاع من الأرض، واعتقالات بالجملة، وإقامة المستوطنات على حساب الأرض الفلسطينية، وفي نفس الوقت شكر جميع الدول التي استقبلت الذين هُجروا من أوطانهم وقراهم في تلك الفترة العصيبة من الزمان. وأكد بأن الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج والضفة والقطاع لن يتنازل عن حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأن أية محاولات لطمس الهوية الفلسطينية لا يمكنها أن تنجح. وفي كلمته أوضح بضرورة رفع الظلم عن شعب طال أمد ظُلمه، هذا الظلم الذي منح أرضاً ودولة لمن لا يستحقها على حساب أرض ووطن هم أصحابه الشرعيون، وقال أليس من حق هذا اللاجئ الفلسطيني العودة إلى وطنه مستمداً مشروعيته من الحق التاريخي في الوطن فلسطين الذي طُرد منه وإلى مبادئ القانون الدولي ، بالإضافة إلى قرارات هيئة اللأمم المتحدة ذات الصلة ومن أبرزها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948 والذي جاء في المادة 13 منه ( أن لكل إنسان الحق في العودة إلى بلاده) كما أكدت على ذلك اتفاقية جنيف الرابعة وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 الصادر .
وأبرز في كلمته بأن صوت العقل الذي ساد في فترة ما وحملنا معه غصن الزيتون زمن الرئيس الراحل ياسر عرفات، وصولاً إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة زمن الرئيس محمود عباس، ربما لن يستمر، وستُسقط الأجيال من يدها هذا الغصن إذا استمر الاحتلال في نهجه ضد الأرض والإنسان الفلسطيني. وفي نهاية كلمته قدّم الشكر إلى إلى الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بتوجهاته مع الحق الفلسطيني، وإلى دولة قطر التي ما فتئت تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية، مساندة ومؤيدة وداعمة، بل وساعية لتحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية .
ثم بدأت العالية التي جمعت طلاباً وطالبات من المدرسة الفلسطينية بالدوحة، عبّرت جميع فقرات الفعالية العشرة عن الأمل في العودة إلى الوطن مهما امتد زمن الاحتلال والظلم للشعب الفلسطيني.
وفي نهاية الفعالية قدّمت فقرة الدبكة الفلسطينية بالدوحة فقرة رائعة ضجّت قاعة المسرح بتحيات الجمهور، مع تفاعلهم معها، وقد اختتمت الفعالية بكلمة للدكتور : إن شعبنا الفلسطيني من أكثر الشعوب حباً للحياة، ولكن الحياة الكريمة التي تضمن له حقه في الحياة بحرية، وبإذن الله سنحوّل النكبة إلى فرحة قريباً بهمة وعزائم الصغار، وإلى لقاء في فلسطين المحرر.