معبر رفح يوتر العلاقات الحمساوية المصرية و حماس تعود بثقلها إلى أحضان تركيا

13245884_10207767861887735_297838771_n
حجم الخط

حالة من عدم الرضا تسيطر على قادة حركة حماس و ذلك بعد فتح معبر رفح قبل عدة أيام لمدة يومين أمام المسافرين بشكل سيء، ولم يتم التعاطي مع مطالب الحركة السابقة رغم تقديمها العديد من البوادر الإيجابية، وهو ما دفع حماس مجددا للعودة إلى التفاعل أكثر مع المقترح التركي لإقامة ميناء في غزة، كبديل عن المعبر الذي تغلقه مصر.

حيث أن حماس استاءت من الإجراءات المصرية بعد أن رفضت القاهرة فتح معبر رفح البري، خلال وبعد زيارة وفد حماس الرفيع إلى هناك قبل أكثر من شهر في إطار لقاءات كان هدفها عودة الأوضاع إلى المسار الصحيح.

وأفاد مصادر رفيعة المستوي كشفت أن حركة حماس كانت تأمل في فتح المعبر ضمن إجراءات الاستقبال لوفدها، خاصة وأن مصر اعتادت على فتحه بعد كل زيارة لأبو مازن، وفي أحد المرات فتحته بعد زيارة لوفد حركة الجهاد الإسلامي وأمينها العام رمضان شلح للقاهرة.

و أضافت المصادر أن هذه الأفعال زادت من غضب حماس، حيث أنها قامت بفتح المعبر لمدة يومين فقط، سُمح خلالهما بخروج 700 مسافر فقط، بينهم مرضى بحالات خطرة، من أصل 30 ألف مواطن من غزة يرغبون في السفر، حسب ما تقول أجهزة حماس المختصة في غزة، إذ لم تكفي العملية احتياجات السكان، كونها جاءت بعد ثلاث أشهر من الإغلاق المستمر.

و الجدير بالذكر أن حماس قدمت ما عليها من التزامات جاءت في إطار التفاهمات التي تمت في اللقاء الأخيرة مع المسئولين المصريين، من خلال تأمين الحدود بشكل أكبر ومنع أي عمليات لتهريب الأفراد، دون أن تتلقى أي رد إيجابي من الجانب المصري.

قال المحلل السياسي رياض العيلة لـ "وكالة خبر"، إن سبب اندفاع قادة حركة حماس وخطباء مساجد غزة إلى انتقاد الإجراءات المصرية، هو فتح معبر رفح لمدة يومين فقط دون تمكين العدد الأكبر من المواطنين من مغادرة غزة.

وأضاف العيلة، أن خطبة الجمعة الأخيرة المذاعة على الهواء مباشرة عبر فضائية الأقصى التابع للحركة، انتقد خلالها القيادي البارز في حماس الدكتور مروان أبو راس الإجراءات المصرية وعملية فتح المعبر لفترة قصيرة، لافتاً إلى أن أبو راس انتقد إجراءات مصر تجاه حماس، رغم حرص حركته على الحفاظ على أمن واستقرار ما أسماها في خطبته "الشقيقة الكبرى".

وانتقد القيادي في حماس وزير الخارجية المصري سامح شكري، لإعلانه المباشر رفض المقترح الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة من أجل فتح معابر غزة، حيث رد أن الوزير المصري قال "إن بلاده ستفتح المعبر فقط في إطار الحالات الإنسانية".

وعن الحلول قال أبو راس أن غزة بسبب موقف مصر لا تريد هذا المعبر، وأصبح العيون ترمي إلى ميناء يربطها بالعالم، لافتاً إلى أن حماس تدعم المقترح التركي بشكل قوي.

و أشار العيلة إلى أن تركيا تفاوض إسرائيل في إطار تطبيع العلاقات، و إقامة ميناء عائم يضمن حركة خروج ودخول المسافرين إلى غزة، وهو ما تعارضه بشده السلطة الفلسطينية بشكل علني، والقيادة المصرية بشكل غير معلن.

وكشف مصدر قيادي في حركة حماس لـ "وكالة خبر"، أن مسؤولي جهاز المخابرات المصرية الذي التقوا قادة الحركة قبل أكثر من شهر في القاهرة طرحوا التساؤلات حول قضية الميناء، وتيقنت الحركة من الكم الكبير من الأسئلة أن مصر لا علم لها بشكل دقيق عما يجري من مفاوضات تركية إسرائيلية حول إقامة الميناء العائم، وأن الزيارة كانت لمعرفة آخر التطورات والتفاصيل في ظل عدم وجود قناة اتصال بين القاهرة و أنقرة.

و أضاف المصدر القيادي أن حركة حماس تعتبر أن الاجراءات المصرية الأخيرة  تجاهها غير صادقة و مشجعة، ما دفعها إلى العودة للخيار التركي، من أجل تخفيف القيود عن غزة، خاصة وأن الحركة كانت من الممكن أن تؤجل ملف الميناء إذا ما قامت القاهرة في فتح معبر رفح البري.

وأكد المصدر على أن قيادة حركته قامت بإجراء العديد من الاتصالات خلال اليومين الماضيين مع مسؤولين أتراك، في إطار دعم مقترح إقامة "ميناء عائم"، كون أن ذلك أصبح الخيار الأخير و الأفضل أمام حماس من أجل تخفيف حصار غزة.

ويشار إلى أن السفير التركي في فلسطين مصطفى سارنيتش، قال إن نتائج إيجابية في المفاوضات بين بلاده وإسرائيل بشأن عودة العلاقات بينهما خلال شهر، مضيفاً أن المفاوضات تتقدم بشكل إيجابي من قبل كبار المسئولين من كلا الطرفين.

وأضاف سارنيتش، "نأمل أن نرى بعد الوصول للاتفاق، تحسنا لحالة الشعب الفلسطيني، والشعور بالارتياح من التغيير الذي ستحدثه تركيا".