تشهد الأجواء بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي حالة من الركود ووقف التصعيد بين الطرفين ، لكن باستقراء المشهد يتضح أنه أصبح أعقد من سابقه، وذلك بعد إعلان قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، عن إعداد خطة قتالية شاملة لخوض معركة محتملة في قطاع غزة في حال حدوث تصعيد للأوضاع بالقطاع.
وتداولت وسائل الإعلام العبرية العديد من التصريحات و أهمها ما جاء في حديث أحد المسؤولين العسكريين ، في أن الخطة القادمة تهدف إلى ضرب القطاع عسكريًا وحسم المعركة بشكل مختلف.
وأثارت هذه التصريحات جملة من الفرضيات على الساحة، حيث اعتبر المحلل السياسي فتحي بوزيه خلال حديثه لـ "وكالة خبر"، أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين عن وجود مخطط لحسم المعركة في قطاع غزة، دليل على وجود مخطط محكم للقضاء على بند من الأهداف في قطاع غزة، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية أجرت تدريبات على حدود غزة حول أساليب دفاعية تهدف إلى حماية القرى المجاورة للقطاع.
وقال المحلل السياسي الدكتور أسعد أبو شرخ، إن الحديث عن وضع خطة حاسمة لحسم المعركة بغزة أمر يحمل معه جملة من المعاني الخفية، خاصة أن هذه الخطة وضعت بالتنسيق مع هيئة الاستخبارات العسكرية و القوات الجوية والبحرية الإسرائيلية، لافتاً إلى أن هذه التصريحات تعني أن من وضع الخطة هي ذات الجبهات التي تكون على خط المواجهة مع المقاومة في غزة، ما يدل على أن الخطر يدق أبواب قطاع غزة.
و أضاف أبو شرخ، أن تصريحات القوات الإسرائيلية تدل على أنها تدرك ثقل المقاومة في غزة، خاصة حديث القيادة العسكرية الإسرائيلية الجنوبية، أن حركة حماس عززت وحدات النخبة لديها بآلاف المقاتلين الجدد الذين انضموا بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.
ولفت بوزيه، إلى أن وصف أحد الضباط الإسرائيليين لكتائب القسام بأنها عدو ذكي جدًا، لم يأتي من فراغ وذلك بعد المفاجآت التي فجرها القسام خلال العدوان الاخير على غزة عام 2014، حيث أن الاحتلال بات مطلع على مخططات المقاومة، مدللاً على ذلك بكشف القوات لعدد من الأنفاق وتدميرها.
وكانت تقديرات إسرائيلية تحدثت "أن كتائب القسام قامت بعد العدوان الأخير بترميم قوتها العسكرية، ولكنها لم تعود إلى ما كانت عليه قبل العدوان"، أوضح أبو شرخ أن هذا الأمر كان لعدة أسباب أهمها منع الاحتلال دخول كافة المعدات التي تندرج في تصنيع منظومة الصواريخ، بالإضافة إلى هدم الأنفاق التي كانت تربط غزة بالجانب المصري.
و لفت بوزيه، إلى أن المقاومة ما زالت منشغلة في ترميم قوتها العسكرية، ما يدلل على عدم سعيها لخوض أي مواجهة قريبة، وذلك من أجل أن تستعيد قوتها إلى ما كانت عليه قبل عدوان عام 2014.
وفي هذا الإطار قال ضابط إسرائيلي، إن قيادة الجبهة الجنوبية تستعد لأي تصعيد قادم مع قطاع غزة، مضيفاً أن حماس تعاني من ضائقة اقتصادية وسياسية، ولذلك فإنها مرتدعة عن تنفيذ خطوات عسكرية ضد إسرائيل.
ويشار إلى أن حدود قطاع غزة تشهد حالة من المواجهات المتقطعة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بعد إعلان جيش الاحتلال البدء في خطة تهدف إلى هدم أنفاق المقاومة، الأمر الذي دفع بالمقاومة إلى صد القوات المتوغلة على الحدود الشرقية لقطاع غزة.