تشهد الحالة السياسية الفلسطينية نوعاً من عدم الاستقرار و ذلك نتيجة الرغبة في الهيمنة و النفوذ على الحكم بين مختلف الأطراف، ومن هذه المشاحنات التي تطفو على السطح الخلاق القائم بين الرئيس محمود عباس ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة اللواء جبريل الرجوب، وذلك بعد تصريحات صدرت عن الرجوب انتقد من خلالها تصرفات الرئيس، ما أسهم في تقدم نجل الرئيس محمود عباس إلى ساحة الصراع على رئاسة المجلس مع اللواء جبريل الرجوب.
قال أحد مدراء أشهر النوادي الشمالية في الضفة الغربية، إن نجل الرئيس طارق و الذي سبق له الدخول إلى الساحة الرياضية من خلال رئاسته لنادي "الأمعري" لفترة من الوقت، قرر دخول المنافسة مع اللواء الرجوب على رئاسة اتحاد كرة القدم، مؤكداً على أن مقربين من نجل الرئيس شرعوا في اتصالات مع عدد من نوادي الضفة الغربية وقطاع غزة من أجل كسب أصواتها في الاقتراع السري الذي سيتم فيه اختيار رئيس الاتحاد والأعضاء، حيث أن نجل الرئيس يبحث عن قائمة انتخابية ممثلة لمناطق الضفة والقطاع.
و كشف مدير أحد أهم النوادي في قطاع غزة، أن ما يدور في الكواليس يشير إلى وجود فرصة كبيرة لنجل الرئيس بحكم منصب والده، في التنافس على المنصب أمام الرجوب، لافتاً إلى أن طارق لم يكن ليدخل هذه المواجهة مع الرجوب دون ضمان توليه المنصب، خاصة وأن تعثر طارق وعدم فوزه سيظهر قوة الرجوب أمام الرئيس، وهذا الأمر لا يرغب به الرئيس.
و أضاف أحد رؤساء نوادي الضفة، أنه من خلال متابعتنا للملف سيكون لنوادي غزة كلمة واضحة في حسم نتيجة التصويت، حيث أن أهم مفاتيح الفوز في غزة هو التحالف بين نجل عباس طارق مع نجل القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية "عبد السلام"، خاصة أن عبد السلام يحمل عدة مناصب رياضية من بينها عضوية المجلس الأعلى للشباب والرياضة الذي يرأسه حالياً اللواء الرجوب، والذي من الممكن أن يضيع من بين يديه ويذهب إلى طارق عباس، وكذلك اللجنة الأولمبية الفلسطينية، في حال خسر الرجوب الانتخابات القادمة.
وأكد أحد رؤساء نوادي غزة، أن المنافسة القائمة تسير ضمن مخطط مدروس و موافق عليه بين طارق وعبد السلام، من خلال المنافسة على رئاسة اتحاد كرة القدم من أجل إقصاء الرجوب، وبذلك تجمع هذه المنافسة بين نجلي الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الأسبق إسماعيل هنية المختلفتين في عالم السياسة.
ومن المعروف أن اللواء جبريل الرجوب عمل على إرضاء حركة حماس وذلك عقب توليه لرئاسة المجلس الأعلى للشباب، حيث أن الرجوب اختار نجل هنية ليكون نائباً له في رئاسة المجلس.
و أضاف رئيس نادي الضفة، أن الخلاف القائم بين الرئيس والرجوب تصاعد، عقب حديث مصادر إعلامية أن الرئيس وبخ الرجوب، متهماً إياه أن تصرفاته ستؤدي إلى تدمير العلاقات مع المملكة الأردنية الهاشمية، ومهاجمة الرجوم أيضاً للرئيس ومخالفة تعليماته، ما جعل الخلاف قائماً بين الطرفين و ترك الأبواب مفتوحة.
و تابع رئيس أحد نوادي الضفة، أن الرجوب مر في الآونة الأخيرة بحالة من الركود السياسي، بحيث لم يسجل له أدنى حضور، وتوقف عن انتقاده للرئيس، متوقعاً أن يكون الرجوب قد أدرك خطورة الموقف الذي يهدد مستقبله في قيادة المجلس الأعلى للشباب والرياضة.
ويذكر أن الرجوب خلال لقاء تلفزيوني انتقد سياسة الرئيس، قائلاً : هناك من القيادات «طلعوا بالغلط»، وانتقد آليات الاختيار والتعيين داخل حركة فتح، وقال إن بوصلة الحركة مؤخرًا باتت غير واضحة، وأصبحت «فصيل الفرد لا فتح لها لجنة مركزية»، مشيراً إلى أن السلطة المطلقة «مفسدة»، وهو ما فسر أنه انتقادات للرئيس.
حيث لم تطول فترة خروج الرجوب على شاشة التلفزيون الفلسطيني الرسمي، بهذا الشكل غير المعتاد، الذي أثار الشكوك حول قدرة الرئيس على الاستمرار في قيادة دفة حكم السلطة الفلسطينية بقوة جعلت خصومه ضعفاء أمامه، حتى خرج الرئيس عباس بقرار سريع، عين فيه مشرفا جديدا للتلفزيون، ليكون أيضا رئيسا لمجلس إدارة وكالة الأنباء الرسمية «وفا»، وهو الناطق باسم فتح أحمد عساف، وهو من جيل الشباب، إذ يبلغ من العمر «42 عاما»، ومعروف بمواقفه المؤيدة والمساندة للرئيس، وهو ما فهم على أن الخطوة هدفها تمتين جبهة الرئيس، في وجه خصومه من داخل السلطة وحركة فتح.