أكد نادي الأسير المئات من الأسرى المرضى والجرحى في سجون الاحتلال يحرمون من الرعاية الطبية الضرورية، وبعضهم لا يتلقى سوى المسكّنات، وتفاقمت حالات البعض الآخر جرّاء سياسة الإهمال الطبي المتعمّدة التي تطبقها مصلحة سجون الاحتلال عليهم.
وقال النادي في تقرير اليوم الخميس، لمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الأسرى المرضى في سجون الاحتلال؛ أن عدد المرضى وصل إلى أكثر من 600 حالة، منهم 160 حالة مرضية صعبة، تحتاج إلى رعاية صحية دائمة، وأخطر الحالات هم من يقبعون في 'عيادة سجن الرملة'، والتي تفتقر لأدنى احتياجات الرعاية الصّحية السّليمة لأسرى مرضى يهددهم خطر الموت في أية لحظة.
ولفت النادي إلى أن هذا اليوم يتزامن مع ذكرى استشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية عام 2013، بعد معاناته من مرض السرطان، الذي تفاقم لديه جرّاء حرمانه من العلاج، مشيراً إلى أن أكثر من 60 أسيراً استشهدوا بسبب سياسة الإهمال الطبي.
وذكر نادي الأسير أن 11 أسيراً يقبعون في 'عيادة سجن الرملة' بشكل دائم، بينهم الأسيران راتب حريبات وإياد رضوان، اللذان يقومان بمساعدة المرضى في تلبية احتياجاتهم اليومية، مبيّناً أن سلطات الاحتلال تستمرّ باحتجاز الأسرى داخل سجونها، رغم وجود سلسلة من الشواهد التي تؤكد على أن ما وصلوا إليه كان نتيجة لسياسية الإهمال الطبي.
ويستعرض نادي الأسير حالات الأسرى الدّائمين في 'عيادة سجن الرملة':
الأسير منصور موقدة (46 عاماً)، من سلفيت، يعاني من شلل نصفي، ويعيش على معدة وأمعاء بلاستيكية، ويعتمد على أكياس للإخراج، وهو معتقل منذ العام 2002، ومحكوم بالسجن لـ(30) سنة، وكان يعمل عسكرياً في جهاز الأمن الوطني قبل اعتقاله.
والأسير ناهض الأقرع (43 عاماً)، من غزة، والمحكوم بالسجن لثلاثة مؤبدات، والمعتقل منذ العام 2007، إذ بترت ساقيه خلال أربع عمليات جراحية أخضع لها، وهو يعتمد على كرسي متحرك في التنقل.
والأسير خالد الشاويش (40 عاماً)، والمحكوم بالسجن مدى الحياة، وهو يعاني من إصابات تعرّض لها قبل الاعتقال عام 2004، أدّت إلى انتشار الشظايا في جميع أنحاء جسده، فالألم يرافقه على مدار الساعة وهو يعيش على المسكنّات المخدرة.
إضافة إلى الأسير معتصم ردّاد (32 عاماً)، من طولكرم، والذي يعاني من التهابات مزمنة وحادّة في الأمعاء تعرف 'بالكولايتس'، كما ويعاني من ارتفاع في ضغط الدم، وقصور في عمل القلب. وهو معتقل منذ عام 2006 ومحكوم بالسجن لـ(20 عاماً).
والأسير معتز عبيدو (34 عاماً)، من الخليل، الذي يعاني جرّاء إصابته برصاص قوات الاحتلال عام 2011 أثناء الاعتقال، ما أدى إلى تفجير معدته وجزء من الأمعاء وإصابته بشلل في رجله اليسرى، وهو يحمل كيسين للإخراج والبول. ومنذ لحظة اعتقاله وحتى هذه اللحظة، تم إبلاغه بأن ستجرى له ثلاث عمليات جراحية، ولم تجر له بعد، وما يُقدّم له هو المسكنات فقط، في ظل آلام غير محتملة يعاني منها الأسير. وهو محكوم بالسجن لثلاث وثلاثون شهراً وكان قد تعرّض سابقاً للاعتقال عدّة مرات، بينها اعتقال إداري لمدة عامين.
والأسير صلاح الطيطي (23) عاماً، يعاني من مشاكل صحيّة منذ طفولته، حيث تعرض لأكثر من عملية جراحية قبل اعتقاله، وتم استئصال إحدى كليتيه، وقد ازدادت حالته سوءاً بعد اعتقاله فأصبح يعاني من التهابات حادة في الأمعاء، ومن ارتفاع في ضغط الدم. وقد اعتقل في 6 شباط 2013.
علاوة على الأسير يوسف النواجعة (48 عاماً) من الخليل، الذي يعاني من مرض الصّرع ومشاكل في المعدة، وآلام حادة في الرأس ومشاكل في النظر، وفقد جزئي بالذاكرة، بالإضافة إلى معاناته من إعاقة حركية جرّاء إصابة كان قد تعرض لها عام 2000. وهو معتقل منذ العام 2012، ومحكوم بالسجن لست سنوات.
والأسير شادي ضراغمة من مخيم قلنديا، وهو مقعد، ويعاني من وضع صحي صعب وهو بحاجة لرعاية خاصة. وكان قد اعتقل في تاريخ السابع من آب 2014، ولا يزال موقوفاً.
إلى ذلك، فإن الأسير الموقوف أشرف أبو الهدى (35 عاماً)، من نابلس، لا يقدّم له سوى المسكّنات، علماً أن قوات الاحتلال كانت قد أطلقت النار عليه وأصابته في خاصرته، في شهر آذار من العام الماضي، ثم اعتقلته ونقلته إلى مشفى 'بلنسون'، وهو لا يستطع الوقوف على رجليه دون 'العكازات'.