ولم يفاجأ أحد بالمفاجأة، تلك التي أطلقها الثنائي نتنياهو ـ ليبرمان إثر أداء الثاني اليمين لتسليم منصب وزير الجيش الإسرائيلي، وكأنهما لم يقولا شيئاً رغم أهمية ما ألقياه على مسامع الكنيست والعالم كله، فهما ملتزمان بالسلام ومع حل الدولتين ومع استعادة مفاوضات بنّاءة مع الفلسطينيين، ربما لم ينتبه إلى كلامهما أحد باعتبار أن ما أدليا به ليس إلاّ مجرّد هراء لا قيمة له ومجرد لغو لامتصاص نقمة المجتمع الدولي، وحتى الإسرائيلي نسبياً على تسلم ليبرمان لحقيبة الجيش، ولعلّ أصدق ردود الفعل على هذه التصريحات جاءت من القوة التي تنافس الثنائي على التطرف والعنصرية والفاشية، حزب «البيت اليهودي»، عندما علّق بتسلئيل سموريتش عضو الكنيست من الحزب على هذه التصريحات بالقول ـ وهو مُحِقٌّ تماماً ـ «إن نتنياهو كان قد نأى بنفسه عن فكرة حل الدولتين قبل الانتخابات الأخيرة ـ من خلال شعاراته أثناء حملته الانتخابية ـ ولو لم يفعل ذلك لكان قد خسر الانتخابات» ولأنه يعرف أن الثنائي كان مخادعاً في هذه الأقوال، فقد أشار سموريتش مُعقِّباً «إنه في حال خطت الحكومة ولو خطوة واحدة صغيرة باتجاه تطبيق حل الدولتين، فإن حزب «البيت اليهودي» سينسحب من الحكومة على الفور» لكن سموريتش مطمئن تماماً أن حزبه لن ينسحب من الحكومة، لهذا السبب على الأقل، لأنه يعلم، مثل غيره، أن حديث الثنائي استهلاكي مخادع ليس إلاّ.
كان من الواضح أن تصريحات الثنائي نتنياهو ـ ليبرمان المشار إليها، ما هي إلاّ محاولة يائسة لتبديد قلق أطراف عديدة، فلسطينية وعربية ودولية من وصول ليبرمان إلى قيادة وزارة الحرب، ومع أن هذه الأطراف تدرك تماماً، أن نتنياهو ليس أقل تطرفاً من ليبرمان، بل ان الأول استعار كل أفكار الثاني العنصرية والفاشية وجمعها في برنامجه، مضيفاً إليها، أكثر أشكال الكذب والخداع، والفرق بين الاثنين، ان الثاني أقل دبلوماسية في التعبير عن أفكاره، بينما الأول يحسن التعاطي بدبلوماسية خادعة، رغم ذلك، فإن هذه الأطراف كانت بحاجة إلى ما أشار إليه الثنائي، ليس لتبديد القلق فحسب، بل لأن هذه الأطراف ستضطر في نهاية الامر إلى التعامل مع هذه الحكومة، التي أخذت فجأت تميل إلى إعادة النظر ودراسة المبادرة العربية، والالتزام بحل الدولتين. المعلق الأساسي الشهير في «معارريف» بن كسبيت، أشار في عموده اليومي، إلى أنه ومع إجراء نتنياهو المفاوضات مع ليبرمان لدخوله الحكومة، هاتف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بهدف تهدئته وتأكيده أن ليبرمان ملتزم بحل الدولتين، يقول الكاتب إن الاعتراف الغامض بمبادرة السلام العربية والحديث عن تقبل مبادرة السيسي، تأتي في سياق مثل هذه التهدئة!
الهدف الأساسي من وراء مسعى نتنياهو لتوسيع حكومته، إضافة إلى الأسباب الدستورية، هو استقرار حكومته لكي تصبح جاهزة لاقتناص الفرص السانحة، فلسطينياً وعربياً ودولياً، للتعاطي مع جملة المبادرات المطروحة بالجملة أكثر من أي وقت مضى، وعندما يتحدث الثنائي علناً عن «استغلال ما أفرزته تداعيات المنطقة المحيطة بنا» إنما يقصد منه حرفياً استغلال الفرصة السانحة والمهيأة للقبول بالاشتراطات الإسرائيلية لأي استئناف للعملية التفاوضية. السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، يقول لشبكة «ريشت بيت» إن هناك عدة مبادرات سلام دولية تتبلور حالياً، وان ليس هناك أي شك في أن حكومة مستقرة ستساعد إسرائيل على الوقوف بحزم أمامها!
«الفرصة السانحة» هذه عبّر عنها، أيضاً، وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس، عندما أشار على أن حكومته شرعت منذ وقت بتوطيد العلاقات مع الدول العربية، منوّهاً إلى أن اجتماعه مؤخراً مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، هو الأول منذ خمسة أعوام على هذا المستوى بين البلدين.. إلاّ أن أهم ما أشار إليه في سياق تصريحه، ان المنظومة العربية والإقليمية باتت تدرك دور إسرائيل في «استقرار» المنطقة، وربما تأتي أقواله خارج السياق من حيث الشكل، كونه أدلى بها أثناء مناقشة الكنيست بالأمس لميزانية الدولة، إلاّ أن إقرار تخصيص 13.2 مليار شيكل، بزيادة قدرها 3.4 مليار شيكل لميزانية «الدفاع» يشير إلى أن هذا «الاستقرار» لن يتأتّى إلاّ بالقوة الأمنية والعسكرية!
الاستقرار العددي من ناحية، والرؤية اليمينية المتطرفة لحكومة نتنياهو، قد تدفع إلى استقرار حكومي من حيث الشكل، إلاّ أن هذا الاستقرار سيظل مهدداً بالنظر إلى جملة الخلافات الحادة بين أطراف هذه الحكومة، وداخل حزب الليكود المهيمن على الحكومة، إلاّ أن الاستقرار في هذه الحالة، سيظل رهناً بقدرة الساحر نتنياهو المعهودة، في خلط الأوراق وعقد الصفقات الصعبة، للإبقاء على هذا الاستقرار بعيداً عن الأخطار، والواقع انه اللاعب الأقدر على تدوير الزوايا، لذلك، فإن الإرباكات الداخلية، ذات الطبيعة الحزبية والشخصية، ستظل تحت سيطرة المشعوذ نتنياهو!
كان من الواضح أن تصريحات الثنائي نتنياهو ـ ليبرمان المشار إليها، ما هي إلاّ محاولة يائسة لتبديد قلق أطراف عديدة، فلسطينية وعربية ودولية من وصول ليبرمان إلى قيادة وزارة الحرب، ومع أن هذه الأطراف تدرك تماماً، أن نتنياهو ليس أقل تطرفاً من ليبرمان، بل ان الأول استعار كل أفكار الثاني العنصرية والفاشية وجمعها في برنامجه، مضيفاً إليها، أكثر أشكال الكذب والخداع، والفرق بين الاثنين، ان الثاني أقل دبلوماسية في التعبير عن أفكاره، بينما الأول يحسن التعاطي بدبلوماسية خادعة، رغم ذلك، فإن هذه الأطراف كانت بحاجة إلى ما أشار إليه الثنائي، ليس لتبديد القلق فحسب، بل لأن هذه الأطراف ستضطر في نهاية الامر إلى التعامل مع هذه الحكومة، التي أخذت فجأت تميل إلى إعادة النظر ودراسة المبادرة العربية، والالتزام بحل الدولتين. المعلق الأساسي الشهير في «معارريف» بن كسبيت، أشار في عموده اليومي، إلى أنه ومع إجراء نتنياهو المفاوضات مع ليبرمان لدخوله الحكومة، هاتف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بهدف تهدئته وتأكيده أن ليبرمان ملتزم بحل الدولتين، يقول الكاتب إن الاعتراف الغامض بمبادرة السلام العربية والحديث عن تقبل مبادرة السيسي، تأتي في سياق مثل هذه التهدئة!
الهدف الأساسي من وراء مسعى نتنياهو لتوسيع حكومته، إضافة إلى الأسباب الدستورية، هو استقرار حكومته لكي تصبح جاهزة لاقتناص الفرص السانحة، فلسطينياً وعربياً ودولياً، للتعاطي مع جملة المبادرات المطروحة بالجملة أكثر من أي وقت مضى، وعندما يتحدث الثنائي علناً عن «استغلال ما أفرزته تداعيات المنطقة المحيطة بنا» إنما يقصد منه حرفياً استغلال الفرصة السانحة والمهيأة للقبول بالاشتراطات الإسرائيلية لأي استئناف للعملية التفاوضية. السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، يقول لشبكة «ريشت بيت» إن هناك عدة مبادرات سلام دولية تتبلور حالياً، وان ليس هناك أي شك في أن حكومة مستقرة ستساعد إسرائيل على الوقوف بحزم أمامها!
«الفرصة السانحة» هذه عبّر عنها، أيضاً، وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس، عندما أشار على أن حكومته شرعت منذ وقت بتوطيد العلاقات مع الدول العربية، منوّهاً إلى أن اجتماعه مؤخراً مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، هو الأول منذ خمسة أعوام على هذا المستوى بين البلدين.. إلاّ أن أهم ما أشار إليه في سياق تصريحه، ان المنظومة العربية والإقليمية باتت تدرك دور إسرائيل في «استقرار» المنطقة، وربما تأتي أقواله خارج السياق من حيث الشكل، كونه أدلى بها أثناء مناقشة الكنيست بالأمس لميزانية الدولة، إلاّ أن إقرار تخصيص 13.2 مليار شيكل، بزيادة قدرها 3.4 مليار شيكل لميزانية «الدفاع» يشير إلى أن هذا «الاستقرار» لن يتأتّى إلاّ بالقوة الأمنية والعسكرية!
الاستقرار العددي من ناحية، والرؤية اليمينية المتطرفة لحكومة نتنياهو، قد تدفع إلى استقرار حكومي من حيث الشكل، إلاّ أن هذا الاستقرار سيظل مهدداً بالنظر إلى جملة الخلافات الحادة بين أطراف هذه الحكومة، وداخل حزب الليكود المهيمن على الحكومة، إلاّ أن الاستقرار في هذه الحالة، سيظل رهناً بقدرة الساحر نتنياهو المعهودة، في خلط الأوراق وعقد الصفقات الصعبة، للإبقاء على هذا الاستقرار بعيداً عن الأخطار، والواقع انه اللاعب الأقدر على تدوير الزوايا، لذلك، فإن الإرباكات الداخلية، ذات الطبيعة الحزبية والشخصية، ستظل تحت سيطرة المشعوذ نتنياهو!