مع توالي الأيام يعترف الاحتلال الإسرائيلي بالخسائر التي تعرض لها جراء العدوان الأخير على قطاع غزة، الذي وقع إثره العديد من الشهداء والإصابات في صفوف الفلسطينيين، لكن لم تتوقع هذه القوات بأن المقاومة الفلسطينية ستفاجئها بطرق قتالية جديدة، أدت إلى وقوع بعض الأسرى الإسرائيليين في يد المقاومة وما زال مصيرهم غامض ومجهول.
و في إطار جملة تلك الأحداث المتوالية، قررت القوات الإسرائيلية إدخال تعديلات عديدة على عملها، أبرزها إبلاغ أهالي الضحايا قبل مرحلة التشخيص النهائي للجثث، وذلك في ظل انتشار وسائل الاتصال الحديثة، إضافة إلى وضع شرائح إلكترونية مع الجنود النظاميين والاحتياطيين لمعرفة أماكن تواجدهم في حال تعرضوا للخطف.
و قال المحلل السياسي و المختص في الشأن الإسرائيلي سعيد زيداني لوكالة "خبر"، إن الخطوات التي تقدم عليها القوات الإسرائيلية من خلال تركيب الشرائح المرتبطة بأجهزة تقنية حديثه، تمكن من معرفة الجنود حال وقوعهم في قبضة رجال المقاومة عند اندلاع المعارك، تشير إلى جملة من الاعتبارات أهمها أن القوات الإسرائيلية تدرك مدى خطورة المرحلة وتعمل على تجهيز العتاد للمعركة.
و أضاف زيداني أن التغييرات التي وضعتها إسرائيل في طرق عملها وإعلانها عن أيدولوجية في تغيير شكل و طريقة الكشف عن القتلى الإسرائيليين في الجيش، والإجراءات التي تخص الأولاد الوحيدين لعائلاتهم، وتوسيع مراكز الاتصال ومراكز الدعم للمقاتلين، وذلك لأن القوات الإسرائيلية تدرك تماماً الخطأ الذي وقعت به سابقاً.
و كشف مصدر أردني مختص بالأمن العسكري "الذي رفض ذكر اسمه"، عن أن القوات الإسرائيلية تقدم على إجراء العديد من التغييرات في أيدولوجيتها، واستخدام أسلحة مطورة في المعركة القادمة، كما ستكون متبعة أساليب جديدة في الاقتحام والتعامل مع المقاومة الفلسطينية، حيث يدرس الجيش الإسرائيلي إمكانية إبلاغ عائلات الجنود القتلى بنبأ مقتل أبنائهم حتى قبل انتهاء عملية التشخيص بشكل نهائي، بالإضافة إلى تقديم الجيش خدمة هاتفية يسمح فيها للعائلات بالاستفسار عن سلامة الجنود خلال الحرب.
و أشار زيداني إلى أن القوات تعمل على دراسة الموقف العام في كيفية السيطرة على قوى الجيش داخل أي معركة قادمة مع المقاومة في غزة، لكن لا تزال الأوضاع غامضة من قبل المقاومة في إحداثيات المعركة القادمة مع القوات الإسرائيلية.
و أضاف المصدر الأردني أن القوات قررت تجهيز الجنود ذهنياً قبل دخولهم إلى عملية أو حرب، وليس فقط في إطار تقديم تعليمات حول إطلاق النار، إنما توضيح مفصل حول المنطقة وطريقة تنفيذ المهمة المطلوبة.
ومن الجدير ذكره، بأن القرارات الجديدة في قسم القوى البشرية الخاص بالقوات الإسرائيلية شملت دراسة ومعالجة مسألة الضابط "هادار جولدن" الذي تدعي إسرائيل بأنه قُتل على حدود غزة في الحرب الأخيرة، وله قبر في إسرائيل، لكن من الواضح أن جثته لا تزال في قبضة الجناح العسكري لحركة حماس، وذلك على غير الوضع الخاص بالجندي "شاؤول أرون" حيث تطلب عائلته أن يتم تعريف وضعه الخاص من جديد.