اسرائيل ملزمة بتقديم الدعم لحليفاتها من الدول العربية ؟؟؟؟

b1be3a8d116048076a98fc3d8ad6aa31
حجم الخط

رأى المُحلل د. إيهود عيلام، الباحث في الشؤون الإستراتيجيّة بوزارة الأمن الإسرائيليّة، في دراسةٍ جديدةٍ نشرها أنّ إسرائيل كانت تخشى دائمًا من الوحدة العسكريّة العربيّة، ولكن، هذه الوحدة العربيّة، التي ساد الانطباع بأنّها اختفت، أُنشئت مؤخرًا بهدف محاربة دولة غير عربيّة وليس إسرائيل، إنمّا إيران، لافتًا إلى أنّه حتى تركيّا وباكستان انضمتا إلى الجهود العربيّة للتحالف الجديد. وأشار إلى أنّه على الرغم من استمرار النزاع العربيّ الإسرائيليّ، بشكلٍ عامٍ، والنزاع الإسرائيليّ الفلسطينيّ بشكل خاصٍّ، فإنّ الدول العربيّة تجندّت ضدّ إيران، وليس ضدّ إسرائيل، مؤكّدًا على أنّ إيران “نجحت” في المكان الذي “فشلت” فيه إسرائيل.
وقال الباحث الإسرائيليّ أيضًا إنّ الحديث يدور عن عملية عسكريّة سعودية، والذي يحظى بمساعدة شكليّة من قبل عدّة دول عربيّة مثل مصر، وعلى الرغم من أنّ العمل العسكريّ العربيّ ليس موجهًا مباشرةً ضدّ إيران، إنمّا ضدّ الحوثيين، المدعومين منها، أضاف الباحث الإسرائيليّ، فإنّ الحديث يجري عن فصل آخر من فصول النزاع السّنيّ-الشيعيّ، أوْ العربيّ الفارسيّ، أوْ حتى العربيّ الإيرانيّ، بحسب توصيفه.
علاوة على ذلك، شدّدّ د. عيلام على أنّ التدّخل العسكريّ في اليمن هو مرحلة إضافيّة للسيطرة على أماكن التأثير في منطقة الشرق الأوسط بين الدول الأقوى بالمنطقة، مُوضحًا أنّه في السابق شاركت سوريّة في هذه الحروب، ولكنّها الآن تُعاني من الحرب الأهليّة بين الميلشيات المُسلحة، المدعومة من إيران ومن المملكة العربيّة السعودية. وزعم أنّه على الرغم من اتخاذ إسرائيل موقف الحياد في الأزمة السوريّة، فإنّها تُريد أنْ تنتصر إيران في المعركة الدائرة بسوريّة.
وتابع قائلاً إنّه بحسب التقديرات الإسرائيليّة، فإنّه من غير المُستبعد بالمرّة أنْ تتحوّل اليمن بالنسبة للسعودية إلى فيتنام، ذلك أنّ جماعة أنصار الله، أيْ الحوثيين، هم عدو خطير للغاية، وهم يعرفون جيّدًا التضاريس في اليمن، علاوة على أنّهم يتمتعون بوافرٍ من كميات الإصرار، بالإضافة إلى أنّ هذا التنظيم يُحارب على أرضه، فلا يُمكن أنْ ننسى، زاد الباحث الإسرائيليّ، أنّ جماعة أنصار الله تتمتّع بدعم من الجمهورية الإسلاميّة الإيرانيّة، وهي دولة عظمى بكلّ المقاييس، على حدّ قوله.
وأضاف قائلاً إنّ العربيّة السعوديّة ومصر، وأيضًا إسرائيل قلقة جدًا من احتمال سيطرة الحوثيين، وأسيادهم في طهران على باب المندب، الذي يُعتبر الباب الشرقيّ للبحر الأحمر. وأضاف أنّه في الماضي قامت مصر بإغلاق المضيق لمنع إسرائيل من المرور فيه، أمّا اليوم، وعلى خلفية المصالح المُشتركة للدولتين في محاربة الإرهاب بسيناء، فإنّهما بطبيعة الحال، ستقومان بالتنسيق والتعاون لمنع سيطرة إيران على باب المندب، بواسطة الحوثيين، ولفت إلى أنّه بسبب الحساسية في العالم العربيّ من التدّخل الإسرائيليّ المباشر، فإنّه يتحتّم على الحكومة الإسرائيليّة أنْ تُشارك بشكلٍ سريٍّ في حراسة باب المندب وتأمين حريّة الملاحة فيه. علاوة على ذلك، تطرّق الباحث الإسرائيليّ إلى خطاب رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس في قمة شرم الشيخ، والتي ناشد من خلالها العرب بالعمل العسكريّ المُشابه في غزّة، لافتًا إلى أنّه على الرغم من انتقاداته الكثيرة لإسرائيل، فإنّ عبّاس ليس معنيًا بتشكيل حلفٍ عربيٍّ لمحاربة إسرائيل، مُشدّدًا على أنّ تشكيل حلف من هذا القبيل هو من رابع المستحيلات، نظرًا للقوّة العسكريّة التي تملكها إسرائيل، بالإضافة إلى أنّه يوجد لدى الدول السُنيّة تحدّيات جسام أهّم من مُحاربة إسرائيل، ولكنّ عبّاس سيكون مشكورًا، بحسب تعبير الباحث د. عيلام، فيما إذا قام الحلف العسكريّ العربيّ بشنّ هجومٍ ضدّ حماس في قطاع غزّة، خصوصًا وأنّ حركة المقاومة الإسلاميّة، التي سيطرت بالقوّة في العام 2007 على قطاع غزّة، باتت من ألذ أعداء النظام المصريّ بقيادة الرئيس عبد الفتّاح السيسي. وساق قائلاً إنّ الحف التقليديّ ضدّ إسرائيل اعتمد في السابق على مصر، الأردن، سوريّة والعراق.
ومع مصر والأردن يوجد اتفاق سلام، أمّا سوريّة والعراق، فإنّهما تُعانيان من تفكك وصل إلى مراحل مُتقدّمة، أمّا بالنسبة للسعوديّة، فهي لن تسمح بمحاربة إسرائيل، على حدّ قوله. وأضاف أنّه على العكس تمامًا، ففي السنوات الأخيرة، تمّ نشر العديد من التقارير التي تحدثت عن تعاون وتنسيق بين تل أبيب والرياض، ورأى أنّ التدّخل السعوديّ في اليمن هو مرحلة أخرى من التقارب بين المملكة العربيّة السعوديّة وبين الدولة العبريّة، ذلك أنّه يوجد تساوق مصالح بين إسرائيل وبين الدول السنيّة، العربيّة والإسلاميّة على حدٍ سواء، في وقف التوسّع الإيرانيّ بمنطقة الشرق الأوسط، وبالتالي، شدّدّ الباحث، على أنّ إسرائيل يجب أنْ تُقدّم المساعدة لحليفاتها، وليس ليس عبر إرسال الجنود، إنمّا إبقاء المساندة الإسرائيليّة سريّة للغاية،