بعد يوم من نشر تقويم الوضع المقلق حول قدرة "حزب الله" على أن يطلق في حرب مستقبلية 1500 صاروخ كل يوم من لبنان نحو اسرائيل، عرض جهاز الامن بشرى متفائلة على شكل تجربة ناجحة للمنظومة التي يفترض أن تحمي إسرائيل من قسم مهم من تلك الصواريخ.
"العصا السحرية"، منظومة الاعتراض والدفاع المضادة للصواريخ بعيدة المدى والدقيقة من طراز M-600 او "فجر"، أنهت بنجاح سلسلة رابعة من التجارب التي فحصت اثناءها قدراتها، وحسب بيان جهاز الامن ففي الاشهر القريبة القادمة ستجرى التجربة النهائية. وتعتبر "العصا السحرية" منظومة ثورية في عالم منظومات الاعتراض في العالم، ومن المتوقع أن تنخرط في منظومة الدفاع متعددة الطبقات لإسرائيل والتسهيل على المواجهة المستقبلية لتهديد الصواريخ.
وبينما تستهدف "القبة الحديدية" اعتراض الصواريخ الى مدى نحو 70كم، فان "العصا السحرية" جاهزة لاعتراض صواريخ حتى مدى أبعد بنحو 250كم مع رؤوس متفجرة ثقيلة وأكثر خطورة يمكنها أن تلحق أضرارا كبيرة باهداف استراتيجية عسكرية ومدنية في البلاد. وضمن أمور أخرى من المتوقع لـ "العصا السحرية" أن تشكل أيضا جزءاً من الرد الاسرائيلي على الصواريخ الجوالة التي كشفت عنها ايران في الشهر الماضي والقادرة على حمل رؤوس متفجرة نووية والوصول حتى اوروبا.
أجريت التجربة في ميدان وسط البلاد، وفحصت قدرة "العصا السحرية" في سيناريوهات تمثل التهديدات التي ستتعرض لها في ساعة المواجهة. رادار MMR شخص اثناء التجارب الاهداف التي تمثل صواريخ ثقيلة اطلقت سواء من الجو أو من الارض – بوساطة طائرات اف 16 – ونقل المعلومات بنجاح الى المنظومة، وفي اعقاب ذلك تم تفعيل جهاز الاطلاق وبعث الى الجو بصواريخ الاعتراض التي دمرت الاهداف. والرادارات التي شاركت في التجربة الناجحة هي الرادارات ذاتها التي استخدمت في اثنتين من ثلاث بطاريات تابعة لـ "القبة الحديدية" نشرت في خطوة عاجلة في زمن حملة "الجرف الصامد"، ومنذ الصيف وفرت وزارة الدفاع لتلك البطاريات رادارات خططت لها مسبقا وأعادت لـ "العصا السحرية" راداراتها.
نفذت التجارب مديرية "حوما" (السور) في مديرية البحث والتطوير للوسائل القتالية والبنى التكنولوجية لدى الجيش الاسرائيلي ("مفات") بمشاركة الوكالة الأميركية للدفاع ضد الصواريخ MDA، بريادة شركة رافال. وحسب رئيس مديرية "حوما" في مفات، يائير رمتي، فان صيغة المنظومة تستهدف اعتراض الصواريخ التي قد تصل من لبنان في حرب في المستقبل. وقال رمتي: "لا توجد دوما نجاحات في التجارب ولكننا اليوم راضون. العصا السحرية ناجعة للمسافات البعيدة جدا، أكثر من ضعفي مسافات القبة الحديدية. وبوساطتها يمكننا أن نحمي مناطق واسعة في كل دولة اسرائيل، دون صلة بنشر بطاريات القبة الحديدية التي ستواصل الحماية من تهديد الصواريخ بشكل متزامن ومتداخل". شلومو ش، رئيس المشروع من "رفائيل"، التي تقود تطوير المنظومة وانتاجها، أضاف بأن "نجاح التجارب تام، وقد أثار انفعالا كبيرا. النتائج في كل عناصر المنظومة كانت استثنائية".
ومع ذلك، في الجيش الاسرائيلي يقدرون بان الجمهور لا يعلم تماما بمدى التهديد من جهة "حزب الله" – والذي حسب بعض التقديرات يملك ترسانة تتكون من 130 ألف صاروخ، ولهذا فاننا معنيون بتنسيق التوقعات والفهم بان "العصا السحرية" غير قادرة على ان توفر في الجبهة الشمالية جودة الدفاع ذاتها التي وفرتها "القبة الحديدية" مقابل غزة، بل ليس قريبا من ذلك. اضافة الى ذلك، توجد ايضا مسألة اقتصادية؛ لان كلفة صاروخ اعتراض واحد من "العصا السحرية" يصل الى نحو مليون دولار.

طبقات الدفاع الخمسة
1. الطبقة الاولى – منظومة اعتراض قذائف الهاون.
التهديد: قذائف هاون الى مدى بضعة كيلومترات الى غلاف غزة واصبع الجليل.
الوضع: لم يتم بعد اختيار العرض للعطاء وتقرر التمويل.
الدخول الى الخدمة: لا يوجد موعد.
2. الطبقة الثانية – القبة الحديديدة.
التهديد: القسام، جراد، فجر، ام 75، صواريخ الى مدى 5 – 70كم.
الوضع: 9 بطاريات واكثر من 1.500 اعتراض تنفيذي.
الدخول الى الخدمة: 2011.
3. الطبقة الثالثة – العصا السحرية.
التهديد: صواريخ ام 600، فجر، سكاد الى مدى 70 – 250كم، صواريخ جوالة.
الوضع: بعد تجربة الاعتراض الناجحة، بدأ انتاج صواريخ الاعتراض للمخزون.
الدخول الى الخدمة: 2015 - 2016.
4. الطبقة الرابعة – حيتس 2.
التهديد: سكاد، شهاب 3، صواريخ باليستية كيميائية ونووية.
الوضع: ثلاث بطاريات في الخدمة التنفيذية.
الدخول الى الخدمة: 2000.
5. الطبقة الخامسة – حيتس 3.
التهديد: صواريخ شهاب 3 وسجيل النووي من ايران – للاعتراض من خارج الغلاف الجوي.
الوضع: في التطوير المتقدم، لم تجتاز بعد تجارب اعتراض ناجحة.
الدخول الى الخدمة: 2016 - 2017.

 عن "يديعوت "