"لا يمكن أن نفهم كيف انه بينما تواصل القوات المدعومة من ايران احتلال المزيد فالمزيد من الاراضي في اليمن، يغمضون في لوزان عيونهم امام هذا العدوان"، هكذا احتج رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في ضوء الاستخفاف الدولي بهتافات النجدة ضد الاتفاق مع إيران.
نتنياهو محق، وقلقه على مستقبل اليمن صادق بل وباعث على الانفعال. ولكن اليمن ليس وحيدا. الاسرة الدولية ذاتها بقيادة الرئيس الأميركي، التي تسير بزعمه بعيون مغمضة نحو الفخ الايراني، تمتنع أيضا عن مواجهة جبهوية مع روسيا، حين ضمت هذه شبه جزيرة القرم، وسيطر مبعوثوها على شرق اوكرانيا.
كما انها تتجاهل نحو 230 الف قتيل في سورية، وأفلست في كل ما يتعلق بمعالجة ملايين اللاجئين، وتتلعثم في ضوء المذابح الفظيعة التي يقوم بها تنظيم بوكو حرام في نيجيريا. ولا بد أن نتنياهو سيقول أيضا عن هؤلاء شيئا ما ذات يوم. فهو حساس من الاحتلال والارهاب.
ولكن عندما تحصل الامور في اسرائيل، فان اهمال الاسرة الدولية هذا بالذات يكون بركة. فلا مبالاتها تجاه احتلال "المناطق" في الضفة وفي شرقي القدس، الحصار على غزة، وتناثر اليهود في "المناطق" التي يفترض أن تعود للدولة الفلسطينية، هي سند نتنياهو المتين. وعليه، فيجدر به أن يحذر. فمن يطالب هذه الاسرة بأن تكشف عن أسنانها ضد الاحتلال الايراني لليمن يدعوها لتتصدى لإسرائيل أيضا، ومن يوبخ القوى العظمى على أنها لا تحرك ساكنا ضد احتلال مناطق في ارجاء الشرق الاوسط، ملزم بان يتذكر بانه يسكن في بيت من الزجاج.
ومثل شقيقنا اليمن، يشعر نتنياهو نفسه محميا من التحالف العربي، الذي يخاف من توسع النفوذ الايراني في المنطقة – وكأن كل تحالف عربي ضد ايران هو من الان فصاعدا تحالف من أجل اسرائيل.
سحر الجبهة العربية الموحدة، التي تقاتل في اليمن ضد ايران، أنسى نتنياهو الخوف التقليدي من التحالف العربي، الذي يعرض نفسه من الان فصاعدا وكأنه جزء من المحور السني الذي يقاتل ضد المحور الشيعي. ولكن الويل. السعودية، مصر، ودول الخليج، التي درج على تسميتها بلقب "الدول المؤيدة للغرب" هي ذات الدول التي ترى في اسرائيل احتلالا يجب طرده من "المناطق".
لايران لا تمنع موقفها من إسرائيل. من يرى في السعودية حليفا ضد ايران يجب أن يتذكر بأن هذه هي السعودية ذاتها التي وضعت المبادرة السعودية التي رفضها نتنياهو وأن الحلف المناهض لايران هو الذي يطلب من اسرائيل تبني المبادرة العربية كطريق لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.
الحقيقة هي أن اسرائيل تنياهو لا تنتمي لاي تحالف، عربي أو دولي.
فهي دولة منعزلة لا تنجح في الاقناع بالتهديد الذي تواجهه. إذ عندما دعيت للانضمام الى التحالف العربي، الذي سعى لحل النزاع، رأى نتنياهو في هذا التحالف تهديدا، وفي مجرد النية لاقامة دولة للفلسطينيين خطر ابادة. ففلسطين وايران هما في نظره واحد.
وبالنسبة له فان محمود عباس، خالد مشعل، زعيم "داعش"، ابو بكر البغدادي وآية الله خامنئي هم اخوة متشابهون من انتاج الشيطان، اقرباء براك اوباما، والاتفاق مع الفلسطينيين لا يختلف عن الاتفاق مع ايران، لان اقامة دولة فلسطينية معناها وجود قوات ايرانية على حدود اسرائيل بالضبط مثلما يحصل في سورية، في اليمن، وفي لبنان.
ومن لا يقتنع بهذا التوقع القاتم، الذي يجند كل التهديدات الموجودة في العالم كي يبرر تخليد الاحتلال؟ يتبقى فقط موضوع بسيط واحد لانهاء انتصار الخدعة: منع الاتفاق مع ايران، واذا ما وقع عرضه كتهديد خطير مستمر. فايران التي ستحمل شهادة الشرعية الدولية وترمم اقتصادها وتقيم علاقات طيبة مع الدول الغربية، لن تعود تخدم اسرائيل كتهديد خطير بسببه يُحظر اقامة دولة فلسطينية.
عن "هآرتس"
نتنياهو محق، وقلقه على مستقبل اليمن صادق بل وباعث على الانفعال. ولكن اليمن ليس وحيدا. الاسرة الدولية ذاتها بقيادة الرئيس الأميركي، التي تسير بزعمه بعيون مغمضة نحو الفخ الايراني، تمتنع أيضا عن مواجهة جبهوية مع روسيا، حين ضمت هذه شبه جزيرة القرم، وسيطر مبعوثوها على شرق اوكرانيا.
كما انها تتجاهل نحو 230 الف قتيل في سورية، وأفلست في كل ما يتعلق بمعالجة ملايين اللاجئين، وتتلعثم في ضوء المذابح الفظيعة التي يقوم بها تنظيم بوكو حرام في نيجيريا. ولا بد أن نتنياهو سيقول أيضا عن هؤلاء شيئا ما ذات يوم. فهو حساس من الاحتلال والارهاب.
ولكن عندما تحصل الامور في اسرائيل، فان اهمال الاسرة الدولية هذا بالذات يكون بركة. فلا مبالاتها تجاه احتلال "المناطق" في الضفة وفي شرقي القدس، الحصار على غزة، وتناثر اليهود في "المناطق" التي يفترض أن تعود للدولة الفلسطينية، هي سند نتنياهو المتين. وعليه، فيجدر به أن يحذر. فمن يطالب هذه الاسرة بأن تكشف عن أسنانها ضد الاحتلال الايراني لليمن يدعوها لتتصدى لإسرائيل أيضا، ومن يوبخ القوى العظمى على أنها لا تحرك ساكنا ضد احتلال مناطق في ارجاء الشرق الاوسط، ملزم بان يتذكر بانه يسكن في بيت من الزجاج.
ومثل شقيقنا اليمن، يشعر نتنياهو نفسه محميا من التحالف العربي، الذي يخاف من توسع النفوذ الايراني في المنطقة – وكأن كل تحالف عربي ضد ايران هو من الان فصاعدا تحالف من أجل اسرائيل.
سحر الجبهة العربية الموحدة، التي تقاتل في اليمن ضد ايران، أنسى نتنياهو الخوف التقليدي من التحالف العربي، الذي يعرض نفسه من الان فصاعدا وكأنه جزء من المحور السني الذي يقاتل ضد المحور الشيعي. ولكن الويل. السعودية، مصر، ودول الخليج، التي درج على تسميتها بلقب "الدول المؤيدة للغرب" هي ذات الدول التي ترى في اسرائيل احتلالا يجب طرده من "المناطق".
لايران لا تمنع موقفها من إسرائيل. من يرى في السعودية حليفا ضد ايران يجب أن يتذكر بأن هذه هي السعودية ذاتها التي وضعت المبادرة السعودية التي رفضها نتنياهو وأن الحلف المناهض لايران هو الذي يطلب من اسرائيل تبني المبادرة العربية كطريق لحل النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.
الحقيقة هي أن اسرائيل تنياهو لا تنتمي لاي تحالف، عربي أو دولي.
فهي دولة منعزلة لا تنجح في الاقناع بالتهديد الذي تواجهه. إذ عندما دعيت للانضمام الى التحالف العربي، الذي سعى لحل النزاع، رأى نتنياهو في هذا التحالف تهديدا، وفي مجرد النية لاقامة دولة للفلسطينيين خطر ابادة. ففلسطين وايران هما في نظره واحد.
وبالنسبة له فان محمود عباس، خالد مشعل، زعيم "داعش"، ابو بكر البغدادي وآية الله خامنئي هم اخوة متشابهون من انتاج الشيطان، اقرباء براك اوباما، والاتفاق مع الفلسطينيين لا يختلف عن الاتفاق مع ايران، لان اقامة دولة فلسطينية معناها وجود قوات ايرانية على حدود اسرائيل بالضبط مثلما يحصل في سورية، في اليمن، وفي لبنان.
ومن لا يقتنع بهذا التوقع القاتم، الذي يجند كل التهديدات الموجودة في العالم كي يبرر تخليد الاحتلال؟ يتبقى فقط موضوع بسيط واحد لانهاء انتصار الخدعة: منع الاتفاق مع ايران، واذا ما وقع عرضه كتهديد خطير مستمر. فايران التي ستحمل شهادة الشرعية الدولية وترمم اقتصادها وتقيم علاقات طيبة مع الدول الغربية، لن تعود تخدم اسرائيل كتهديد خطير بسببه يُحظر اقامة دولة فلسطينية.
عن "هآرتس"