تتميز المساجد في قطاع غزة برونق خاص استعداداً لحلول شهر رمضان المبارك، حيث تتزين مآذنها وقبابها، وتكتسي مداخلها بالإضاءات الجميلة اللامعة، استقبالاً للمصلين المقبلين على بيوت الله التي تطبعها الأجواء الإيمانية والروحانية.
وتتميز مساجد غزة باستقبال أعداد كبيرة من المصلين في أيام رمضان، وخاصة في صلاة التراويح التي ينتظرها المصلون بشغف، فهي تضفي أجواءً من السكينة والطمأنينة على قلوبهم.
وتبدو الاستعدادات واضحة في مسجد الكنز بحي الرمال وسط مدينة غزة، حيث يشرع مجموعة من الشباب في إضاءة مأذنة وقبة المسجد بالألوان الجميلة، وتزيين الشوارع التي تحيط به، فيما ينشغل شباب أخرون بتعليق الفانوس الرمضاني أمام باب المسجد من الخارج، وآخرين من الداخل، منشغلين بتنظيف أروقة المسجد وزواياه التي يجلس فيها الكثير لتلاوة القران الكريم في رمضان.
يقول أحد الشباب العاملين، "إننا نقوم بهذه الأعمال ابتهاجاً بقدوم رمضان، ومن أجل تهيئة المسجد لراحة المصلين خلال هذا الشهر، لابتغاء الأجر من الله عز وجل".
ويؤكد آخر على أن هناك أعداد كبيرة من الشباب وأهالي الحي تشارك في تجهيز الأماكن والمستلزمات التي يحتاجها المصلون في المسجد تيسيراً عليهم.
ومن جانب آخر، يجلس مجموعة من القائمين في مسجد اليرموك على إعداد الجدول الرمضاني، لمتابعة الترتيبات النهائية للدروس والمواعظ التي يعدونها لتُلقى على المصلين بعد صلاتي الفجر والعصر طيلة شهر رمضان المبارك.
ويتحدث أحد المنسقين، قائلاً: "نقوم بالتواصل مع أبرز الدعاة والمشايخ بالإضافة إلى القرّاء وأصحاب الأصوات الندية في تلاوة القرآن الكريم، لإحياء صلاة التراويح في المسجد"، موضحاً أن هناك الكثير من المساجد يتنافسون فيما بينهم على إحضار الدعاة والمشايخ المميزين لإلقاء الدروس والمواعظ التي تزيد درجة الإيمان لدى الصائم.
وأضاف: "يتم تقسيم شباب المسجد إلى عدة لجان، منها لجنة تعمل على إمداد المصلين بالمياه وأخرى للمحافظة على النظافة، وغيرها للحفاظ على الهدود، خاصة من الأطفال الذين يصحبهم آبائهم لصلاة التراويح".
فالمساجد هي أفضل الأماكن التي تقام فيها شعائر الله وعبادته، وتعظيمه وتلاوة كتابه، لذلك يتهافت الجميع على خدمة بيوت الله وروّادها، لكسب الأجر والثواب الوفير في شهر الرحمة والخير، كما أن أهم ما يميز المساجد في هذا الشهر الفضيل، إقبالهم على أداء الصلوات خاصة صلاة التراويح، التي هي عبادةٌ عظيمة شرعها الله سبحانه وتعالى وهدية منه لعباده، حيث لا تكتمل بدونها أجواء رمضان.
