الجولان.. محط الأطماع الإسرائيلية و المرحلة القادمة حاسمة بين النظام والاحتلال

13382161_10207917866597759_1688056569_n
حجم الخط

لا تزال أطماع إسرائيل تتعاظم في السيطرة على المنطقة وفرض الهيمنة العسكرية على الحدود الموازية للأراضي المحتلة، ولوحظ في الآونة الاخيرة أن الحكومة الإسرائيلية وضعت خطة لضم الجولان العربي السوري تحت نفوذها.

وتحولت المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى ضم الجولان من مرحلة التصريحات العلنية إلى مرحلة التنفيذ على أرض الواقع، حيث أن المخطط الإسرائيلي يهدف إلى إتمام السيطرة على الجولان وإطباق احتلالها، وهذا المخطط عرضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس الأمريكي باراك أوباما، خلال اجتماعهما الأخير في واشنطن.

وفي هذا السياق كشف مصدر سوري مطلع لـ "وكالة خبر"، أن اجتماعات تنعقد بين الجانين الأمريكي والإسرائيلي بشأن هضبة الجولان المحتلة، تهدف إلى منح الجانب الإسرائيلي الصلاحيات من أجل فرض السيطرة  الإدارية عليها، مؤكداً على أن أوباما تعمد عدم الرد على طلب نتنياهو في أنّ تل أبيب لن توافق على أي حل سياسي للحرب الأهلية الدائرة في سورية أو التنازل عن الجولان على اعتبارها منطقة إسرائيلية سيادية، تمّ ضمها لدولة الاحتلال في العام 1981.

وأكد المصدر على أن القيادة الشخصيات الإسرائيلية اتفقت على الزامية فرض الحكومة سيطرتها على هضبة الجولان، و ذلك يأتي ضمن المصلحة الاستراتيجية الإسرائيلية للتدخل في سورية، وطالبت الشخصيات بضرورة العمل على إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، و ذلك حرصاً على المصلحة الإسرائيلية.

وقال ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي السوري في فرنسا الدكتور خالد عيسى لـ "وكالة خبر"، إن الحكومة الإسرائيلية تحلم بفرض سيطرتها على الجولان منذ اندلاع الحرب الأهلية المفتعلة داخل الحدود السورية من قبل الدول العظمى، و لكن لم تنجح في ذلك لكون النظام المتحكم في الأوضاع بشكل كبير، بالإضافة إلى وقوف روسيا وحلفائها بجانب النظام.

وأضاف عيسى أن إسرائيل تطمح إلى تنفيذ العديد من المخططات داخل الحدود السورية، موضحاً أن المشهد غير واضح المعالم حتى هذه اللحظة، خاصة في ظل تمدد النظام وتعاظم نفوذه.

وفي هذا السياق، كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، استنادًا إلى مصادر سياسية وأمنية في تل أبيب، النقاب عن تطورٍ لافتٍ في المقاربة الإسرائيلية للساحة السورية، عبر إقامة الجيش الإسرائيلي "وحدة ارتباط" خاصة مع السكان السوريين في الجولان، وهو تطور يعيد الذاكرة إلى فترة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، و "وحدة الارتباط" التي سبقت هذا الاحتلال في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، تحت نفس المسمى.

و أشار المصدر، إلى أن النظام يدرك خطورة المخطط الذي تقوم به الحكومة الإسرائيلية وخاصة الحديث عن وحدة الارتباط التي أنشائها إسرائيل في منطقة الجولان، و التي تهدف إلى توحيد الجهود الإسرائيلية بالتعاون مع مصادر وجهات سورية تعمل لصالح إسرائيل و عناصر تنظيم القاعدة، وذلك في إطار تحقيق المصالح الإسرائيلية من خلال التدخل المباشر والغير مباشر.

و كشف المصدر، أن النظام السوري لن يستمر في مشاهدة المسرحية التي يقدم الاحتلال على تمريرها، ولكنه ينتظر الوقت المناسب لصد ولجم الأحلام الإسرائيلية، لافتاً إلى أن هذا الأمر رسالة واضحة من النظام إلى جميع دول العالم بأن السورين لن يتنازلوا عن شبر من بلادهم مهما حصل و سوريا غير قابلة للتقسيم.

و لفت المصدر، إلى أن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية يعطي مؤشرات واضحة حول نظرتها تجاه الحرب السورية القائمة، وأن القوات الإسرائيلية تتدخل بشكل مباشر في الأراضي السورية، وذلك لكونها تدرك أنها ستخسر الكثير من قواتها داخل الأراضي السورية.

و أضاف عيسى بأن الأقطاب التي تتصارع على سوريا تعمل لمصالحها الشخصية  من أجل الحصول على أهدافها المرجوة داخل الأراضي السورية، لافتاً إلى أن الجبهة الداخلية السورية متماسكة، وأن تقدماً حققته القوات النظامية على صعيد تحرير بعض المراكز من المرتزقة، وأن سقوط سوريا يعني سقوط القضية الفلسطينية كلياً في ظل غيابها المتعمد عن الساحة الدولية.