مراقبون لـ "خبر": عملية تل أبيب تمثل أهمية نوعية وجاءت لتؤكد على أن الانتفاضة مستمرة

13401476_10207940630646846_1161339665_n
حجم الخط

 لقي 4 إسرائيليين مصرعهم مساء أمس الأربعاء، وأصيب 6 وصفت جراح غالبيتهم بالخطيرة، في عملية إطلاق نار مزدوجة وقعت قرب مقر وزارة الجيش وسط تل أبيب .

عملية تل أبيب ليست الأولى التي يُصدم منها الإسرائيليين، بل أن زمانها ومكانها حساس للغاية، حيث وقع الهجوم الذي نفذه شابان فلسطينيان بالقرب من وزارة الدفاع "المقر الرئيسي للجيش الإسرائيلي"، وفور سماع الفلسطينيون بالخبر عمت الفرحة شوارع الضفة الغربية وأراضي 48 ابتهاجاً بالعملية البطولية التي أثلجت صدورهم في شهر رمضان المبارك.

قال المختص في الشأن الإسرائيلي عليان الهندي لـ "وكالة خبر"، إن عملية تل أبيب لها رمزية معينة تكمن أهميتها في أنها نفذت بالقرب من وزارة الدفاع، وتؤكد على عدم وجود مكان آمن للإسرائيليين في حال المساس بالأمن الفلسطيني.

وأضاف الهندي، أن العملية جرت في مكان حساس وتبعث رسالة للإسرائيليين أنه لا يمكن أن ينعم المواطن الإسرائيلي برفاهية ما دام المواطن الفلسطيني يعيش حياة إذلال وقتل.

ووصف المحلل السياسي جهاد حرب، هذه العملية بالنوعية كونها وقعت في منطقة حيوية وأمنية وثقافية واجتماعية، لافتاً إلى أن إختيار تل أبيب لكونها رمزاً لحياة الإسرائيليين، وأن هذه العملية تأتي لتؤكد على أن الانتفاضة مستمرة ولم تمت، وإن اختلفت أشكال المقاومة من وقت إلى آخر. 

وأشار حرب خلال حديثه لـ "وكالة خبر"، إلى أن طريقة استخدام السلاح في العملية مختلف عن العمليات السابقة التي وقعت في أراضي 48 والأراضي الفلسطينية، مع التأكيد على إمكانية الوصول إلى الأماكن الحيوية في تل أبيب واستخدام شتى أنواع الأسلحة المصنوعة محلياً، الأمر التي خلق عجزاً لدى الاحتلال الإسرائيلي  في الوقوف أمام إرادة الفلسطينيين .

واعتبر الهندي أن أبعاد عملية تل أبيب لم تحقق المستوى المطلوب وذلك في حال عدم تبنيها أي تنظيم أو فصيل معين ، مشيراً إلى أنه لا يمكن عزلها عن السياق العام التي يعاني منه الشعب الفلسطيني من قمع وإذلال خاصة في الخليل وقطاع غزة .

ولفت حرب، إلى أن أبعاد العملية ستكون متوقفة على الإجراءات الإسرائيلية الأمنية بحق الفلسطينيين كوقف التصريحات للعمال الفلسطينيين ومنعهم من زيارة القدس وإقامة الحواجز،مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تقوم بأي إجراءات جديدة سوى عقوبات على مدينة يطا وأقارب الشهداء وهدم منازل منفذي العملية.

وأشار الهندي إلى أن الشارع الإسرائيلي يقف خلف قيادته السياسية حيث لا يوجد إسرائيلي عاقل يجرؤ القول "إن عمليات القتل لا تحل بالحلول والشخصيات الأمنية التي اعتادت إسرائيل عليها منذ بداية الصراع مع الفلسطينيين"،مضيفاً أن المجتمع الإسرائيلي ملتف خلف قيادته في خياراته العسكرية.

واعتقد حرب أن المجتمع الإسرائيلي ازداد تخوفه عقب عملية تل أبيب، حيث تيقن المجتمع الإسرائيلي من خطورة كافة الأماكن، مشيراً إلى أن هذه العمليات لها تداعيات على مستوى التحرك الإسرائيلي داخل الأراضي المحتلة.

وأشار الهندي إلى أن تهديدات نتنياهو للفلسطينيين عقب عملية تل أبيب محاولةً منه لربطها بالإرهاب الدولي في العالم ومحاولة لشيطنة الفلسطينيين، منوهاً إلى أن عمليات الانتقام لن يكون لها مجال لشن حرب على قطاع غزة في حال عدم تبنيها من قبل فصيل معين، حيث أن الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية الجديدة تسعى إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

واعتقد حرب أن عملية تل أبيب ليست مبرراً لإسرائيل لشن عدوان جديد على قطاع غزة، وذلك لكونها عاجزة عن تمرير قرارات معينة أمام المجتمع الدولي دون وجود قرار وتبني سياسي لهذه العملية حتى هذه اللحظة .

واعتبر الهندي ادانة وزارة الخارجية الامريكية لعملية تل أبيب تأتي في إطار الطرف المقابل الذي يشكل حماية لإسرائيل في المجال الأمني والسياسي والتسابق الذي يقوم به المرشحين الأمريكيين في المحافظة على أمن إسرائيل ومحاربة الشيطان الفلسطيني .

 واعتقد حرب أن الحكومة الامريكية تسعى إلى تقديم الدعم لإسرائيل واللوبي اليهودي في أمريكا للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وإدانة أي عمل فلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي .