يستطيع يعلون القيام بـ "انقلاب سياسي" في إسرائيل

20161006080804
حجم الخط
في غرفة صغيرة في المنطقة الصناعية في جنوب تل ابيب، يجلس الشخص الذي من شأنه احداث الانفجار السياسي القادم. لا يوجد لدى موشيه يعلون الآن مكتب وزير أو وزارة دفاع أو هاتف أحمر. يوجد له فقط مساعد مخلص واحد، ويفتقد المؤسسة التي كانت دائما تحت سيطرته. لكن يوجد لديه الآن ما لم يكن لديه أبدا: التأييد الواسع من المجتمع في اسرائيل، بدون منصب رفيع وبدون كرسي من الجلد فان رئيس الاركان والوزير السابق أقوى سياسيا من أي وقت . من داخل المكتب المتواضع الذي يجلس فيه يهدد يعلون بشكل مباشر سلطة بنيامين نتنياهو.
للوهلة الاولى كان نتنياهو ويعلون حليفين. الاثنان لم يؤمنا بالسلام الآن، والاثنان حاولا منع الحرب في الغد، والاثنان لم يعتقدان أنه يمكن انهاء الصراع، لكنهما بذلا جهدهما لكبح الصراع. ولكن قبل سنة لاحظ من كان وزيراً للدفاع أن هناك برنامجا يومياً راديكالي جدا لرئيس الحكومة: يريد تقزيم النخبة القضائية والاعلامية والعسكرية. فقال الوزير المسؤول عن الجيش لرئيسه: لن أسمح بذلك. لن اؤيد هجوما على سلطة القانون ووسائل الاعلام، لن أسمح لك بتدمير الجيش الاسرائيلي. منذ تلك اللحظة انتهى التحالف، وبصدمة متزايدة شاهد يعلون اللامبالاة القيادية والاخلاقية التي أظهرها نتنياهو أمام المخلين بالقانون في «يهودا» و»السامرة» ومؤيدي القتلة في دوما ومؤيدي الجندي مطلق النار في الخليل. ليس هذا الشخص الذي جئت للعمل معه، قال. وليس هذا هو «الليكود» الذي انضممت اليه. وليست هذه هي الصهيونية التي اؤمن بها.
أمام يعلون ثلاثة احتمالات: البقاء في البيت، تطهير «الليكود» وإقامة حركة وسط – يمين جديدة تتنافس ضد «الليكود». البقاء في البيت؟ بالتأكيد لا. الطموح الطبيعي والالتزام الاخلاقي انضما الآن الى مشاعر الغضب (على نتنياهو ونفتالي بينيت وزئيف الكين وياريف لفين وباقي العائلة)، والخوف على مصير الدولة. تطهير «الليكود»؟ يوجد ليعلون حب عميق لليكوديين الحقيقيين والمعتدلين. وحسب تقديره فان معظمهم لا يوافقون على الجنون الاصولي الذي يسيطر على قيادتهم. اذا كانت هناك فرصة لانقاذ «الليكود» من نفسه فانه سيكون سعيدا لعمل ذلك.
حركة وسط – يمين جديدة؟ حسب الاستطلاعات الاخيرة، شراكة مع جدعون ساعر وموشيه كحلون وغابي اشكنازي من شأنها أن تحظى بـ 20 مقعدا. مع يئير لبيد وقوى سليمة اخرى قد تنشأ حالة جديدة تغير الخارطة السياسية من الجذور.
في المستقبل القريب لن يقدم يعلون اجابة كافية للتحديات الفورية لليسار. إنه لا يؤمن بمحمود عباس وبدولة فلسطينية سيادية أو بمصالحة فورية وشاملة. ولكن من شأن يعلون أن يخرج من اليمين الشيطان القومي المتطرف الذي سيطر عليه. يغير عملية الكراهية – نحو العرب، اليسار، الحريديين – بعملية توحيد قومية تعتمد على الاحترام المتبادل. سيعيد يعلون القيم ويدافع عن المحكمة وعن حقوق الانسان وعن حرية التعبير، من خلال المزج بين روح مناحيم بيغن مع روح اسحق رابين وسيقترح يعلون على الوسط والوسط – اليمين أن يتوحدا تحت قيادته واعادة اسرائيل الى حالتها الطبيعية.
هل توجد له فرصة؟ السياسة الاسرائيلية قبيحة. المزاج العام يتغير، ملك هذه الفترة يمكن أن يكون من يمتص المياه في الفترة القادمة. ولكن لدى يعلون القدرة التي قد تحوله الى متفجرات. لأنه حبة الرمل التي قد يتجمع حولها الكثيرون ممن يريدون التغيير. ولأن مكانته الرفيعة قد تدفع لاعبين كثيرين الى التنازل قليلا ولعب اللعبة الجماعية.
ليس مضمونا أن يقوم يعلون بتقسيم البلاد، لكنه قد يساهم بشكل دراماتيكي في حدوث الانقلاب.