الساحة السياسية تعيش مفارقة: من اجل ضم المعسكر الصهيوني للائتلاف يجب أولا الانفصال عن البيت اليهودي. ولكن اذا خرج البيت اليهودي قبل دخول المعسكر الصهيوني فستسقط الحكومة، وبالتالي فان المعسكر الصهيوني لن يمنعها من السقوط. كيف يمكن ضم المعسكر الصهيوني في حين أنه يجب اخراج البيت اليهودي بدون اخراج البيت اليهودي أولا؟.
المفارقة بالنسبة للمعسكر الصهيوني حقيقية: من ناحية، اذا تم فتح نافذة الفرص التاريخية لحل سياسي بسبب وضع جيوسياسي وضائقة شخصية وسياسية لرئيس الحكومة، فلا يعقل أن اليسار سيقوم باسدال ستائره. ومن ناحية اخرى، الحديث عن الانضمام لبنيامين نتنياهو الذي يعتبر اسمه الكلمة المرادفة للرفض السياسي وغياب الثقة الشخصية والجماهيرية. يجب أن تكون متفائلا جدا كي تؤمن أنه يمكن لنتنياهو انهاء الاحتلال.
المعسكر الصهيوني يحتاج هنا الى قفزة سياسية وقفزة في القناعة. المنطق يقول إنه اذا كانت هناك امكانية لاسقاط نتنياهو، فيجب اسقاطه.
قبل العملية في تل ابيب ايضا، التي ذكرتنا بالحقيقة التي ينكرها اليمين، الذي ليس له اجابة على مشكلات اسرائيل الامنية، وقبل قضية فساد نتنياهو، وقبل الازمة مع شاس، لم تكن الاسباب معدومة للذهاب الى الانتخابات. إن الساحة السياسية تسودها مشاعر عدم الثقة: عدم ثقة الوزراء برئيس الحكومة، وعدم ثقة اعضاء الكنيست باحزابهم، وعدم ثقة الجمهور بمنتخبيه. وفوق كل ذلك، عدم ثقة الجهاز العسكري بالحكومة. ولكن ليس من المضمون أن الانتخابات الجديدة ستأتي بنتائج جديدة تختلف عن السائدة والتي سبقتها، لأنه يمكن أن الجهاز السياسي قد وصل الى طريق مسدود بالفعل.
ما يمر فيه اليمين الآن مهم، لأنه يواجه نفسه. لا يمكن السيطرة فترة طويلة بدون سياسة. ولكن في نفس الوقت يجب أن تكون المعارضة صادقة مع نفسها: هل هي مستعدة لانتخابات جديدة؟ هل معسكر اليسار ناضج لتسلم الدولة من جديد؟ عند النظر الى الساحة السياسية من الخارج يبدو أن هذا المعسكر لا ينجح في الاتحاد حول قائد. لدى اليسار ميول للاستخفاف بأهمية القيادة وكأن الافكار الجيدة أو العمل الميداني كافيين من اجل الحصول على ثقة الشعب. لكن الافكار لا تحمل في الهواء بل في رؤوس الناس، ومنذ زمن طويل لم ينجح معسكر اليسار في وضع شخصية يهتف لها الشعب بصوت مرتفع.
يمكن أن الشعور بغياب المعارضة ليس صدفيا، وهو يعكس الاجماع أو بشكل أدق غياب الحيلة لدى الجميع، أمام الصعوبة الحقيقية التي يجب أن تواجهها اسرائيل: المشكلة الفلسطينية. بعد أن تدهورت اسرائيل مدة خمسين سنة تقريبا في منزلق الاحتلال، فهي لا تعرف ببساطة كيفية حل المشكلة. ليس عندما تقول «دولتان لشعبين» وليس عندما تقول «دولة واحدة».
المفارقة السياسية قد تكون نتيجة لاستراتيجية نفسية قومية هدفها التملص من المسؤولية التي تنبع من الصلاحية: لدى اليمين قائد، لكن ليست له سياسة قابلة للتطبيق. ولدى اليسار سياسة على الورق، لكنه ينقصه الاشخاص. وفي ظل هذا الوضع تحول نتنياهو فجأة من مشكلة الى جزء من الحل. فبفضله يحظى اليمين بالصلاحيات دون تحمل المسؤولية، واليسار يتحمل المسؤولية بدون صلاحيات. نتنياهو هو الوجه والشكل لقلة حيلتنا.
المفارقة بالنسبة للمعسكر الصهيوني حقيقية: من ناحية، اذا تم فتح نافذة الفرص التاريخية لحل سياسي بسبب وضع جيوسياسي وضائقة شخصية وسياسية لرئيس الحكومة، فلا يعقل أن اليسار سيقوم باسدال ستائره. ومن ناحية اخرى، الحديث عن الانضمام لبنيامين نتنياهو الذي يعتبر اسمه الكلمة المرادفة للرفض السياسي وغياب الثقة الشخصية والجماهيرية. يجب أن تكون متفائلا جدا كي تؤمن أنه يمكن لنتنياهو انهاء الاحتلال.
المعسكر الصهيوني يحتاج هنا الى قفزة سياسية وقفزة في القناعة. المنطق يقول إنه اذا كانت هناك امكانية لاسقاط نتنياهو، فيجب اسقاطه.
قبل العملية في تل ابيب ايضا، التي ذكرتنا بالحقيقة التي ينكرها اليمين، الذي ليس له اجابة على مشكلات اسرائيل الامنية، وقبل قضية فساد نتنياهو، وقبل الازمة مع شاس، لم تكن الاسباب معدومة للذهاب الى الانتخابات. إن الساحة السياسية تسودها مشاعر عدم الثقة: عدم ثقة الوزراء برئيس الحكومة، وعدم ثقة اعضاء الكنيست باحزابهم، وعدم ثقة الجمهور بمنتخبيه. وفوق كل ذلك، عدم ثقة الجهاز العسكري بالحكومة. ولكن ليس من المضمون أن الانتخابات الجديدة ستأتي بنتائج جديدة تختلف عن السائدة والتي سبقتها، لأنه يمكن أن الجهاز السياسي قد وصل الى طريق مسدود بالفعل.
ما يمر فيه اليمين الآن مهم، لأنه يواجه نفسه. لا يمكن السيطرة فترة طويلة بدون سياسة. ولكن في نفس الوقت يجب أن تكون المعارضة صادقة مع نفسها: هل هي مستعدة لانتخابات جديدة؟ هل معسكر اليسار ناضج لتسلم الدولة من جديد؟ عند النظر الى الساحة السياسية من الخارج يبدو أن هذا المعسكر لا ينجح في الاتحاد حول قائد. لدى اليسار ميول للاستخفاف بأهمية القيادة وكأن الافكار الجيدة أو العمل الميداني كافيين من اجل الحصول على ثقة الشعب. لكن الافكار لا تحمل في الهواء بل في رؤوس الناس، ومنذ زمن طويل لم ينجح معسكر اليسار في وضع شخصية يهتف لها الشعب بصوت مرتفع.
يمكن أن الشعور بغياب المعارضة ليس صدفيا، وهو يعكس الاجماع أو بشكل أدق غياب الحيلة لدى الجميع، أمام الصعوبة الحقيقية التي يجب أن تواجهها اسرائيل: المشكلة الفلسطينية. بعد أن تدهورت اسرائيل مدة خمسين سنة تقريبا في منزلق الاحتلال، فهي لا تعرف ببساطة كيفية حل المشكلة. ليس عندما تقول «دولتان لشعبين» وليس عندما تقول «دولة واحدة».
المفارقة السياسية قد تكون نتيجة لاستراتيجية نفسية قومية هدفها التملص من المسؤولية التي تنبع من الصلاحية: لدى اليمين قائد، لكن ليست له سياسة قابلة للتطبيق. ولدى اليسار سياسة على الورق، لكنه ينقصه الاشخاص. وفي ظل هذا الوضع تحول نتنياهو فجأة من مشكلة الى جزء من الحل. فبفضله يحظى اليمين بالصلاحيات دون تحمل المسؤولية، واليسار يتحمل المسؤولية بدون صلاحيات. نتنياهو هو الوجه والشكل لقلة حيلتنا.