واقع غير معلوم ومستقبل مجهول، هذا هو حال قطاع غزة، الذي يعيش الأزمات المتتالية من عداون إسرائيلي متواصل، وحصار وبطالة، في ظل تجاهل المجتمع الدولي لنداءات سكانه، بل وتجاهل الاجتماعات التي تجري لمعاناتهم.
وأصبحت قضية تقييد قطاع غزة الخيار الأفضل للمرحلة الحالية، خاصة في ظل الركود الذي يفتعله الجانب الإسرائيلي تجاه القطاع، و كذلك الاجتماعات المصرية والخليجية و التركية مع شخصيات فلسطينية، والتي انتهت دون الكشف عن تفاصيلها.
وكالة "خبر" تواصلت مع عدد من الشخصيات العربية الاعتبارية، للتوصل إلى آخر المستجدات ونتاج هذه الاجتماعات، إلى ذلك كشف مصدر أردني "فضل عدم الكشف عن اسمه"، أن لقاء رئيس الوزراء الأردني الأسبق عبد السلام المجالي، مع بعض الشخصيات الفلسطينية كان لدراسة إقامة الكونفدرالية بين الأردن وفلسطين، مضيفاً أن المجالي حمل رسالة للرئيس الفلسطيني محمود عباس بضرورة أن يتخلى عن قطاع غزة كلياً و يضع تركيزه و ميزانيته المالية في الضفة الغربية.
و أضاف المصدر الأردني، أن المخطط القائم حالياً ينبني على أسس سياسية تتمحور حول تخلي السلطة الفلسطينية عن قطاع غزة، و التخلي عن الموظفين الذين يتقاضون راتباً من خزينة السلطة، وجعل القطاع تحت الإدارة المصرية، دون أن يكون للرئيس عباس أو خليفته أي صلاحية في إدارة القطاع.
ولفت المصدر، إلى أن الرئيس الفلسطيني ندد بتصريحات المجالي وخطورة ما أدلى به خلال لقاءه في رام الله، مضيفاً أن عباس قال بأن هذا المخطط لا يحقق الأهداف الفلسطينية، ومن شأنه أن ينزع إعلان الدولة الفلسطينية عن قطاع غزة.
و في المقابل كشف مصدر أمني مصري، أن زيارة الرئيس الفلسطيني إلى القاهرة لم تكن لبحث ملف المصالحة ، بل كانت من أجل معرفة موقف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول تصريحات المجالي، فكان رد السيسي لعباس: "لقد حصلت على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية على حدود 1967، والتي بطبيعة الحال لا تشمل قطاع غزة، ما يعني أنك لا تريد غزة".
وأشار المصدر المصري إلى أن الرئيس عباس صُدم من رد السيسي، وبات يشعر بأن ما أعده بعيداً عن ساحته، و أن برود العلاقات مع الجانب الأردني كان نتيجة لانتقاد القيادات الفلسطينية لطريقة تعامله مع الجانب الأردني، وخاصة في تصاعد خيارات الكونفدرالية الأردنية – الفلسطينية.
وتوقع المصدر الأردني أن يلقي الرئيس محمود عباس خطاب يحسم الموقف العام للفلسطينيين خلال الفترة المقبلة، ويضع القضية على مفرق طرق جديد.
و أشار المصدر الأردني إلى أن استقبال المملكة الأردنية للقيادي الفلسطيني محمد دحلان الخصم المباشر للرئيس محمود عباس يحمل جملة من المفاهيم، خاصة أن التقارير الأجنبية أشارت إلى أن دحلان خليفة عباس المحتمل.
و أضاف المصدر الأمني المصري، أن القيادة المصرية تتعامل مع حركة حماس على أنها غائبة عن الساحة، و الدليل على ذلك عدم الاستجابة لمطالبها بعد اجتماع القاهرة، والاستجابة إلى مطلب حركة الجهاد الإسلامي بفتح المعبر لعدة أيام متتالية بعد زيارة شلح الأخيرة إلى القاهرة، مضيفاً أن حماس تدعي استعدادها لكافة الاحتمالات و تقرأ كل المؤشرات جيداً.
و توافق المصدر الأردني مع المصري، بأنه لا يوجد أي حلول أخرى لحل الأزمة الفلسطينية، خاصة في ظل انسداد الطرق أمام إتمام ملف المصالحة