هذا العام يشهد جرأة غير عادية في بعض الأعمال الفنية العربية واختراقاً للتابوهوت والمحظورات الحمراء السابقة التي كانت تفرضها التلفزيونات في فترة المحطات المحلية السابقة لظهور الفضائيات في مطلع التسعينات كالزنا والإنتحار والتحرش والإغتصاب وغيرها. "سيدتي نت" رصد لكم أبرز المسلسلات الجريئة التي تهدف إلى كشف المستور للإثارة ولكسب الرايتنغ من المسلسلات الأخرى فهل ستنجح أم تفشل ؟
في "ساق البامبو" جرأة عالية في كشف مستور المجتمع الخليجي
تنطلق أحداث المسلسل الكويتي الخليجي "ساق البامبو" على شاشة mbc دراما حول حقوق البدون ومشاكل الأسرة الخليجية بجرأة محسوبة للعمل من خلال معالجته الدرامية الجريئة لمشاكل الخادمات الأجنبيات عموماً والفلبينيات خصوصاً مع أبناء الأسر ممن لا يتقون الله في خادماتهم،ويستغلونهم للمتعة في علاقة غير شرعية لا يراد منها الزواج جراء اختلاف الثقافة والطبقة الإجتماعية.
تأتي الخادمة الفقيرة جوزفين الفلبينية من بلدها للعمل في أسرة لديها إبن شاب متعلم ومثقف راشد (عبد المحسن النمر) فيحبان بعضهما،ويقيمان علاقة غير شرعية تثمر حمل جوزفين غير الشرعي الذي انفضح ،ووقع راشد في ورطة.
فهو لا يستطيع إجبار جوزفين على إجهاض الطفل لرغبتها بإنجابه،ولا يستطيع تحدي أسرته ومجتمعه والزواج من خادمة،ويقع بين خيارين مرّين،إما أن يسفرها لبلدها فتنجب إبنهما غير الشرعي هناك ليكون مجهول النسب أو يتزوجها لكنه لن يلقى التسامح من عائلته ولا من مجتمعه فماذا يفعل؟
يعود راشد إلى ضميره كإنسان عندما تصر جوزفين على الحفاظ على حملها،فيتزوجها حتى لا يكون إبنه عيسى غير شرعي.
وبعد ولادتها،ترفض غنيمة (سعاد العبدالله) إبنها راشد وحفيدها الذكر الأول عيسى،وتطرد راشد من باب الفيلا الخلفي حتى لا يراه ضيوفهم القادمين لطلب يد إحدى شقيقاته،ويرسل جوزفين مع مولودها إلى بلدها الفلبين.وبعد سنوات،يعود عيسى إلى بلده الكويت،فيعامل كغريب جراء وجهه الآسيوي،فماذا يحدث له؟
هذه قضية إجتماعية شائكة عاشتها عائلات عربية كثيرة في العالم العربي خلف الأبواب المغلقة.
لكن "ساق البامبو" تجرأ واقتحم هذه المنطقة الحمراء المحرمة بجرأة عالية بحثاً عن حلول لئلا يمتلىء المجتمع العربي بكثير من مجهولي النسب اللقطاء أو البدون.
وبحكم الجرأة العالية في المضمون المثير لفضول كل عائلة مضطرة لاستقدام خادمة أجنبية إلى منزلها ويوجد لديها رجال بعضهم يحلل لنفسه إستغلال فقر وضعف حال خادمة عائلته.
مسلسل "ساق البامبو" مستلهم من رواية كويتية حملت الإسم نفسه "ساق البامبو" للأديب الكويتي سعود السنعوسي الحائزة على جائزة بوكر في الرواية العربية عام 2013.
وكتب لها السيناريو والحوار الكاتب المصري الكبير محفوظ عبد الرحمن بعد غياب طويل له عن الكتابة للدراما المصرية،وإخراج محمد القفاص،وبطولة: سعاد العبد الله ،فاطمة الصفي،عبد المحسن النمر،الفلبينية ماريا مرسيدس،مرام،ريم أرحمة،شجون الهاجري وآخرون.
"الخانكة" إثارة غير واقعية وغير مقبولة
جرأة وإثارة غير واقعية وغير مقبولة في مسلسل "الخانكة" للمؤلف محمود الدسوقي والمخرج محمد جمعة والمنتجة مها سليم وأبطاله النجوم: غادة عبد الرازق وماجد المصري وفتحي عبد الوهاب الذي يستحق أكثر من غيره تصنيف الرقابة له بـ "للكبار فقط"،وهذا التصنيف يطبق فقط على الأفلام السينمائية لا الدرامية،وقد حصل "الخانكة" على هذا الإمتياز.
ومن بين أحداثه المثيرة مشهد استفز المشاهدين العرب المحافظين في حلقته الخامسة عندما يفاجىء الطالب عاصم مدرّسة التربية الرياضية أميرة التي تؤدي دورها غادة عبد الرازق في غرفة تغيير الملابس،ويقترب منها بطريقة غير لائقة تستفزها فتصفعه على خده،ويرد عليها هو الآخر بصفعة، ويتطور الأمر ويتحول إلى معركة جسدية عنيفة. فتركل المعلمة تلميذها بضراوة على المنطقة الحساسة مرات عدة،وكان من الممكن أن تضربه في أماكن أخرى.
وكانت ضرباتها المتلاحقة على المنطقة الحساسة لديه منبعها غضبها من محاولته التحرش بها،ورد فعلها غير مبرر وغير منطقي. فأي مدرسة ستتعامل مع تحرش طالبها الصغير بها بطريقة واعية ونفسية غير مستفزة،فالعنف يولد العنف والغضب،ولو إمرأة أخرى ليست مدرسة تعرضت للموقف ذاته كان من الممكن أن تقاوم التحرش بطرق مختلفة.
لكن هل من الممكن أن يدفعها الغضب لمعاقبة مراهق بضربه على منطقته الحساسة مرات عديدة لتصيبه بالعجز وتحرمه من رجولته غير مراعية أنه في سن المراهقة والطيش،وينقل الطالب عاصم إلى المستشفى ويهدد بالعجز الجنسي إن لم ينجح العلاج منه في دراما تلفزيونية رمضانية يشاهدها الملايين من الكبار والصغار على الشاشات واليوتيوب.
وقد نفذ المشهد بطريقة مثيرة وكان من الممكن أن ينفذ بطريقة أرقى وأذكى بحيث لا نجرح شهر رمضان الفضيل بألفاظ نابية وبمشهد جارح قد يحدث تأثيراً عكسياً يثير الشباب بدلاً من أن يهديهم للسلوكيات الصائبة.وتحرش الطلاب بمدرساتهم ليست ظاهرة في العالم العربي بقدر ما هي ظاهرة محدودة جداً ،وما اختيار هذا المحور سوى للإثارة ورفع نسبة المشاهدة ليس إلا.
والمفارقة أن أداء الوجه الجديد الشاب محمد طارق الذي أدى دور الطالب المراهق المتحرش كان أفضل بكثير من بطلة المسلسل غادة عبد الرازق التي عجزت تعابير وجهها المكتنز المختلف عن العام الفائت ربما جراء (البوتوكس) أو (الكورتيزون) أو لسبب ما عن نقل أي إحساس للمشاهد ،وكان الأداء الطبيعي الواقعي للوجه الصاعد محمد طارق الرابح الوحيد من هذه الجرعة العالية من الإثارة .
"أفراح القبة" تكشف علاقات الفنانين المشبوهة والمعقدة
مع أن رواية "أفراح القبة" لم تحظ بشعبية لدى القراء العرب كما حظيت باقي روايات الأديب المصري العالمي الراحل نجيب محفوظ فإن مسلسل "أفراح القبة" الذي أخرجه محمد ياسين،وجمع باقة مميزة من النجوم العرب : جمال سليمان،إياد نصار،صابرين،منى زكي، كندة علوش، صبري فواز ، صبا مبارك، أثار إهتمام ملايين المشاهدين بالرواية الأصلية لقراءتها ومعرفة أوجه الإختلاف بين النص الروائي والنص التلفزيوني الجريء بتعريته لواقع العديد من شخصيات الفنانين المتوارية وراء خشبة المسرح ،وتربطهم مصالح فنية معقدة،وتحركهم غريزة البقاء،وطموح الشهرة القاتل،والحب غير المشروع،والزواج المهدد بماض ملوث ،وتنازلات يجب أن تقدم من الممثلات مع الزملاء أو المنتجين لتحقيق شهرة وهمية زائلة لن تدوم طويلاً حين تدخل المسرح ممثلة أصغر سناً وأجمل.
وهو عمل مثير بمضمونه،وجديد في طرحه،وإيقاعه السريع ممتع لا فرصة فيه لشعور المشاهد بالملل حتى لثانية واحدة.
"يا ريت" علاقات سريعة مفتوحة على الخيانة
مسلسل "ياريت" العربي المشترك للكاتبة اللبنانية كلوديا مرشليان والمخرج اللبناني فيليب أسمر،والمنتج اللبناني جمال سنان المستوحى ربما عن قصة أجنبية أو عن وقائع حقيقية جديدة على واقعنا الإجتماعي العربي الذي أشعرنا بأن أبطاله ليسوا عرباً بل أجانب منفتحين ببساطة أخلاقية على الخيانة ومهيأين لها، فرجل الأعمال إياد (مكسيم خليل) الذي نظن إنه يخلص بمشاعره لحبيبته الدكتورة جنى (ماغي بو غصن) يعجب بتينا (باميلا الكيك) حبيبة شقيق حبيبته من النظرة الأولى.
ويسعى لتوطيد علاقته بها وخيانة جنى حتى قبل أن يخطبها ويتزوجها،وكذلك تينا تبادله مشاعره من أول لقاء،وتفتح له الباب بسهولة دون أن يحاول أي منهما المقاومة من باب الأخلاق أو الوفاء للشريك العاطفي المرتبط به عاطفياً وأخلاقياً، بطريقة سهلة لا شد ولا جذب درامي فيها ،ووالد تينا يخون زوجته التي يعيش معها في منزل واحد بلا حدود ومع نساء كثيرات رافضاً بأنانية الرجل الشرقي تطليقها، وهي مذلولة له بدافع الحب ومنهارة نفسياً لا تريد الإنفصال عنه،والجزئية الأخيرة أكثر واقعية وتحدث حالياً في مجتمعنا بكثرة.
وهذا المسلسل يلمح إلى تزايد حالات الخيانة بين النساء والرجال في مجتمعنا العربي وليس اللبناني فحسب،ويؤكد أن الحب ليس مشروعاً أبدياً في حال ولد حب جديد سريع في قلب أحد الشريكين.
وشهد المسلسل نقداً جارحاً لم يؤثر على نسبة مشاهدته بل زادها أكثر من باب الفضول،ومن باب التعاطف مع بطلته ماغي بو غصن الذي يؤكد المقربون منها أنها ضحية حملة غير بريئة ضدها شخصياً جراء المنافسة بينها وبين أحد ما ربما اشتعلت الغيرة في قلبه لحصول ماغي بوغصن على ميزانية إنتاجية ضخمة لا تتاح لأي فنانة لبنانية أخرى،ويعرض على قناة لبنانية واسعة المشاهدة محلياً وعربياً.