يصطف كثير من الشبان العاطلين عن العمل في مثل هذه الأوقات من كل عام، بين أزقة الطرق داخل الأسواق الشعبية لمدينة رفح، و يقومون بتجهيز البسطات التي تحتوي على المنتجات الرمضانية، وذلك لزيادة الاقبال عليها خلال الشهر الكريم، سعياً منهم في خلق فرص عمل تجلب لهم ما يسدون من خلاله بعضاً من مصاريف رمضان الكثيرة.
وعند دخولك إلى الأسواق ترى بائعي المأكولات التي يعتاد الناس على تناولها خلال شهر رمضان مثل :القطايف، المخللات، السمبوسك، الفلافل المحشي، الجرجير، الفجل وأنواع من العصائر.
كان لـ "وكالة خبر" جولة في الأسواق وبين أصحاب البسطات، فقابلت الشاب أحمد والذي يبلغ من العمر (25 عاماً) يضع لنفسه طاولة على رصيف إحدى الطرق ليفترشها بأطباق متنوعة من المخللات ويبيعها قائلاً " أنا خريج جامعي ومنذ تخرجي قبل 3 سنوات لم أجد فرصة عمل، ولا يوجد عندي مصدر دخل، ولكني فكرت كيف أستغل شهر رمضان لكي أكتسب الرزق، فقمت ببيع المخللات للناس".
وأشار إلى أنه خلال شهر رمضان يقوم بعمل كميات من المخللات، ويبيعها من أجل توفير ما يكفيه من مصاريف وعبئ مالي كبير.
وما أن تسير على الرصيف الآخر، ترى الشاب محمود ابن الـ (20عاماً) يقف بجانب مجموعة من الشبان وأمام بسطته التي لا تتجاوز المتر الواحد، منادٍ "الجرجير ثلاثة بشيقل"، وقال لمراسلنا: "مع اقتراب شهر رمضان في كل عام، أفكر بعمل مؤقت فأقوم بجمع كميات من الفجل والجرجير والبقدونس وأبيعها من أجل تحقيق الربح".
أما أبو إبراهيم الذي كان يقوم بإعداد أقراص الفلافل المحشي, وبجانبه ابنه يقوم بتعبئتها للزبائن يقول:" أتجه في شهر رمضان من كل عام إلى بيع الفلافل المحشي نتيجة الإقبال عليه، خاصة أنه يعتبر من الأطباق المفضلة في هذا الشهر".
ويتابع: "التفكير ببيع الفلافل جاء بسبب عدم توفر فرصة عمل لي، وأنا مُعيل لأسرة من تتكون من خمس أفراد، ونأتي كل يوم هنا لنبيع ما تمكن من أقراص الفلافل من أجل توفير مصروف بيتنا في آخر النهار".
عاطف تمراز أيضاً فكّر بعمل يكسب الرزق من خلاله في هذا الشهر الفضيل، فإختار بيع العصائر خاصة "عصير الخروب" يقول: "الإقبال بشكل كبير في شهر رمضان على شراء العصائر خاصة "الخروب"، دفعني للتفكير ببيعه لا سيما أنه لا يتوفر لي فرصة عمل، مشيراً إلى أنه تتوفر زجاجات العصير بأسعار من 1 إلى 5 شواقل.
ويشار إلى أن معدل البطالة ارتفع بشكل كبير في قطاع غزة حيث بلغت بنسبة 42.7% بسبب عدم توافر فرص عمل للعاطلين عن العمل، وأصبح ما يزيد على مليون شخص دون دخل يومي وهذا يشكل ما نسبته 60% من إجمالي السكان.