رغم تهديد الرئيس الأمريكي باراك أوباما باستخدام حق النقض (الفيتو) ضده، صادق مجلس النواب الأمريكي على تخصيص ميزانيات ضخمة لبرامج عسكرية إسرائيلية بتكلفة تفوق 600 مليون دولار.
ووفقا لتقارير إخبارية صادق المجلس ذو الأكثرية من الجمهوريين اليمينيين، على تخصيص 635,7 مليون دولار لبرامج الدفاع الصاروخية الإسرائيلية.
وبسبب معارضة إدارة الرئيس باراك أوباما لهذا القرار، وتهديده مرارا باستخدام الفيتو ضده ومنح تنفيذه، تلقى أوباما انتقادا شديدا من العديد من المجموعات والجمعيات اليهودية والأوساط الداعمة لاسرائيل في الولايات المتحدة.
وتشمل هذه الميزانية 268,7 مليون دولار لبرامج التطوير والأبحاث لأنظمة الصواريخ الدفاعية المشتركة بين أمريكا واسرائيل، 25 مليون دولار للبحث ونشاطات الطاقة المشتركة بين البلدين، كتكنولوجيا الليزر لمواجهة الصواريخ والقذائف، 72 مليون دولار لإنتاج نظام "القبة الحديدية" الدفاعي الصاروخي، 150 مليون دولار لبناء أنظمة صاروخية دفاعية تعرف باسم "مقلاع داوود" الاسرائيلية، اضافة الى 120 مليون دولار تخصص لتطوير وبناء أنظمة صواريخ "سهم 3" الدفاعية. كما تشمل الميانية نحو 42 مليون دولار لتطوير تكنولوجيا مضادة للأنفاق، بالأخص كتلك التي تشغلها اسرائيل على الحدود مع قطاع غزة للكشف عن الأنفاق الحمساوية.
ويزيد المبلغ المخصص لاسرائيل عما طلبه الرئيس أوباما بأكثر من 400 مليون دولار لهذا العام.
وصادق مجلس النواب بواقع 282 مؤيدا للقرار مقابل 138 معارضا.
وعددت الإدارة الأمريكية 12 سببا لمعارضة هذه القيمة من المبالغ المضافة. واتهمت مقدمو مشروع القانون لتخصيص الميزانية بالتبذير زيادة عن اللزوم، مؤكدة انها تفضل تخصيص هذه المبالغ لنشاطاتها خارج البلاد، وقالت إنها "تفشل في تأمين الموارد التي تحتاجها قواتنا لإبقاء بلادنا آمنة".
وقالت "في وقت يواصل تنظيم الدولة الاسلامية بتهديد أراضينا وحلفائنا، هذا التشريع لا يساهم بتمويل عملياتنا الحربية. بدلا من ذلك ستحوّل نحو 16 مليون دولار من عملياتنا الخارجية العابرة للبحار الى تمويل مشاريع وزارة الدفاع لم تطلبها، وتقوّض العمليات القتالية الجارية طوال العام".
وقال مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض أمس الخميس: "نحن مستعدون أن نأخذ على عاتقنا التزاما متعدد السنوات بخصوص البرنامج الصاروخي الدفاعي كجزء من التفاهمات الأمنية مع إسرائيل"، وأضاف: "هذا الالتزام من شأنه أن يصل إلى مبلغ مليارات الدولارات خلال السنوات العشر القادمة، الأمر الذي من شأنه أن يسمح بدعم مكثف لمنظومة الدفاع الإسرائيلية، وكذلك منحها القدرة على توقع الأمور مسبقا وتخطيط مبادرات دفاعية جديدة".
وإضافة الى ذلك أعلنت صحيفة "هآرتس" الأسبوع الماضي أنسلاح الجو الإسرائيلي سيحصل على ثلاثة طائرات نقل جديدة من طراز "هيركوليس" بتمويل أمريكي، والتي تبلغ تكلفتها نحو 75 مليون دولار، لتنضم الى طائرات النقل القائمة في الأسطول الإسرائيلي. ووفقا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية التي كشفت عن الموضوع فستحصل إسرائيل قبيل نهاية السنة على الطائرات الثلاث والتي سيتم ايصالها الى قاعدة "نيفاتيم" الجوية في جنوب البلاد.
وبناء على الصفقة يقوم سلاح الجو الإسرائيلي بشراء هذه الطائرات كجزء من المساعدات المالية الأمريكية للجيش الإسرائيلي، التي تبلغ 3,1 مليار دولار سنويا.
ومن المتوقع أن ينتهي سريان التفاهمات بين إسرائيل والولايات المتحدة حول المساعدات المالية العسكرية في نهاية 2017، بعد عقد من توقيعه، والذي بحسبه حصلت إسرائيل سنويا على 3,1 مليار دولار كمساعدات عسكرية لمدة عشرة أعوام. وتسعى إسرائيل إلى زيادة حجم المساعدات العسكرية التي تتلقاها من الولايات المتحدة إلى 5 مليار دولار سنويا.
وكانت قد تحدثت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية عن طلب إسرائيلي يهدف لتمويل منظومتي "العصا السحرية" و"حيتس 3" العسكريتين، وطلبت الحكومة الإسرائيلية من الأمريكيين زيادة 317 مليون دولار بالإضافة إلى مبلغ 158 مليون دولار كان البنتاغون الأمريكي قد طلبها من الرئيس الأمريكي كمساعدة لإسرائيل.
وعرضت الولايات المتحدة على إسرائيل رفع الدعم الأمريكي لها الى 3,7 مليار دولار سنويا، على أن تزداد القيمة بشكل تدريجي كل عام لتبلغ أكثر من 4 مليار دولار سنويا، وبالمجمل نحو 40 مليار دولار بتمام عشرة أعوام. في المقابل طالب البيت الأبيض من إسرائيل ألا تتوجه للكونغرس بشكل منفرد طالبة دعما ماليا إضافيا. وفي حال رفضت إسرائيل العرض الأول، فقد عرضت إدارة أوباما منح إسرائيل نحو 34 مليار دولار على أن تزيد المساعدة السنوية بنحو 400 مليون دولار فقط.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه معنيّ بالتوقيع على اتفاق المساعدات الأمنية مع الولايات المتحدة خلال عهد الرئيس باراك أوباما وعدم الانتظار حتى مطلع العام 2017 وتنصيب رئيس جديد.