باراك ويعلون.. خارج التغطية

يعلون وباراك
حجم الخط
حتى بعد خطاب ايهود باراك الزعامي، الملتهب والمليء بالفكر، والذي دعا فيه الجماهير الى الخروج من بيوتهم وطرد الحكم في ثورة مدنية مع مشاعل ومجارف، بقيت الشوارع، على نحو مفاجيء جدا، مقفرة في مساء ذات اليوم.
 ان دعوة باراك المنفعلة بقيت تصدح في الفضاء وكأنها لم تصدر أبدا. يخيل أنه لم يسبق أن ألقى خطابا على هذا القدر من الدرامية والمفعم بالاهمية الذاتية وكان في نفس الوقت غير ذي صلة.
 وبمناسبة انعدام الصلة، يمكن قول هذا ايضا عن حقيقة أنه في اليوم الاخير اعلن ما لا يقل عن ثلاثة اشخاص نيتهم لاقامة اطر جديدة من أجل اسقاط الحكم الحالي: موشيه يعلون، الذي اعلن عن نيته التنافس على رئاسة الوزراء؛ يئير لبيد، الذي قدم قبل بضع ساعات من ذلك في مقابلة اذاعية اعلانا مشابها بدقة؛ وكذا تسيبي لفني التي بعد أن تاهت بين ما لا يقل عن أربعة احزاب، اعلنت عن نيتها البحث عن طريق فرار عملي الى اطار خامس. اذا تواصل هذا الميل، فسيكون في الانتخابات القادمة مرشحون لرئاسة الوزراء اكثر مما سيكون مقترعون.
  ان محاولة خلق ضجيج سياسي في الشهر الاخير هي من الشدة بحيث أن الاحساس وكأنه تندفع نحونا على التو حملة انتخابات آخذة في التعاظم في كل يوم يمر. ولكن لا يوجد خطأ اكبر من هذا. ما يتقدم بخطى هائلة هي بالذات عطلة الصيف. نتنياهو، مع ائتلافه الجديد الذي يضم 66 نائبا، سينجح بسهولة في اجتياز العوائق القليلة التي ستقع في طريقه حتى الاجازة الطويلة التي ستستمر الى ما بعد الاعياد، واحساس الانتخابات، الذي يوهم بها أنفسهم بانه يحوم في الهواء، سيتبدد وكأنه لم يكن. لقد حدد خطاب يعلون طريقه لاحقا: خارج الليكود، في اطار قائم او جديد. بعد خطاب كهذا لا يمكنه أن يعود الى الليكود. ولكن في الاطر الاخرى ايضا لا ينتظرونه باذرع مفتوحة. ربما كرقم اثنين أو ثلاثة، فان اعلانه عن نيته لان يكون في الانتخابات القادمة رقم واحد يضيق له الامكانيات. في كل الاحوال، يبدو أنه سيمر وقت طويل جدا آخر الى أن يتمكن من تحقيق حلمه في التنافس في اي انتخابات.