بعد إعلان اتفاق المصالحة التركية الإسرائيلية في أنقرة وروما، بدأت الانتقادات الحادة من داخل المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينيت) بالصدور، إذ هاجم أحد الوزراء الاتفاق واصفًا إياه بالمذل، فيما من المتوقع أن يعارض وزير الجيش الجديد أفيغدور ليبرمان الاتفاق.
ونقل موقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية عن وزير في الكابينيت، رفض الكشف عن اسمه، قوله إن الاتفاق مع تركيا يعتبر مهينًا، وأن 'إحضار رئيس الحكومة الاتفاق بعد الإعلان عنه إلى طاولة الكابينيت هو ازدراء لنا، والموافقة على أي خطوة دون مناقشتها أو إبداء الرأي فيها قبل إقرارها يحولنا إلى أختام مطاطية'.
وبعد إعلان نتنياهو ونظيره التركي "بن علي يلدريم" عن اتفاق المصالحة، سيوقع عليه يوم غد الثلاثاء مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي، "دوري غولد"، ونظيره التركي، "فريدون سيناورلو". ويوم الأربعاء، سيطرح الاتفاق أمام الكابينيت للتوقيع عليه.
وتشير توقعات إلى أن ليبرمان سيعارض الاتفاق، بسبب تصريحات سابقة كثيرة له هاجم فيه تطبيع العلاقات مع تركيا، معتبرًا خلالها أن 'تركيا بقيادة إردوغان تتربص بإسرائيل وتهدف لمهاجمتها، وعلى إسرائيل الرد بالمثل'، ورفض أن تعتذر إسرائيل عن أي عمل لها.
من ناحية أخرى، هناك احتمال أن لا يعارض ليبرمان الاتفاق الذي يدعمه نتنياهو، ورغم كل تصريحاته السابقة سيصوت مع الاتفاق، لأنه لن يجرأ على مخالفة نتنياهو.
ويستند الاحتمال إلى تصريحات ليبرمان حول القضية الفلسطينية يوم تعيينه، إذ تبنى حل الدولتين وأعلن أنه يدعمه، رغم معارضته الشديدة لاتفاقية أوسلو ولفكرة دولة فلسطينية مستقلة تتشارك القدس كعاصمة مع "إسرائيل"، وتصريحاته شديدة اللهجة بهذا الخصوص.
من جهتها، قالت وزير القضاء "أييلت شاكيد" من حزب البيت اليهودي، أن حزبها لم يحدد موقفه بعد من الاتفاق وبماذا سيصوت في جلسة الكابينيت المزمع عقدها يوم الأربعاء، وأن القرار سيصدر 'بعد أن نطلع على تفاصيل الاتفاق كاملة، لأننا لا ندري حتى الآن ما هي التفاصيل'.
وانتقدت "شاكيد" دفع التعويضات لعائلات الضحايا الأتراك الذين قتلهم الجنود الإسرائيليون على السفينة، وقالت إن 'هذه سابقة، جنودنا قاموا بواجبهم في الدفاع عن إسرائيل وقتلوا إرهابيين مسلحين جاؤوا للقتل، أنا فخورة بما فعلوه وككيف تعاملوا مع سفينة مرمرة'.
وفي السابق، عارض رئيس حزب البيت اليهودي ووزير التربية والتعليم، نفتالي بينيت، الاعتذار لتركيا بشدة، لكنه لم يصدر أي تعليق على الاتفاق.