لعبة المخابرات التركية ـ الإسرائيلية

large-934056211296803120
حجم الخط
محافل أمنية رفيعة المستوى في اسرائيل تؤكد: قرار الحكومة التركية احالة رئيس المخابرات التركية، هاكان فيدان من منصبه هذا الشهر هي بادرة حسن نية لاسرائيل وجزء من التفاهمات الهادئة بين الدولتين تمهيدا للتوقيع على اتفاق. وحسب ما نشر في تركيا، فقد زار رئيس الموساد يوسي كوهن تركيا الاسبوع الماضي والتقى  رئيس المخابرات التركية فيدان. وبحث الرجلان في امكانية مواصلة التعاون حتى في وضع يواصل فيه فيدان مهام منصبه في الفترة القريبة القادمة.
قبل نحو اسبوعين أعلنت حكومة تركيا بان رئيس المخابرات العامة في السنوات الستة الاخيرة سينهي مهام منصبه وسيكون سفيرا لتركيا في استراليا. ورفضت تركيا في حينه كل تلميح بمكانية أن يكون فيدان استبدل في ضوء تحسين العلاقات تمهيدا لتوقيع الاتفاق لتطبيع العلاقات بينها وبين اسرائيل.
ولكن محافل امنية اسرائيلية اكدت امس بان الرجل استبدل كبادرة طيبة تركية في الطريق الى استئناف الاتصالات في مجالات الاستخبارات والامن.
عندما عين اردوغان فيدان في منصبه في 2010، كان هذا استفزازا للمؤسسة العسكرية التركية. فقد كان فيدان مقربا لاردوغان ورجل سره وفور تعيينه في المنصب جسد سياسة اردوغان في تطوير الاتصالات الامنية والاستخبارية مع ايران.
وحذر رئيس الموساد في حينه، مئير داغان الراحل من ان المخابرات التركية لم تعد شريكا من ناحية اسرائيل، إذ أن مادة استخبارية نقلت الى تركيا تصل الى اياد ايرانية.
 واضافة الى ذلك، ففي العام 2013 كان في فيدان هو الذي عمل على الغاء الاتفاقات المتبقية بين اسرائيل وتركيا في مجالات الاستخبارات ومكافحة الارهاب. ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تلك السنة قول ان الادارة الامريكية تتهم رئيس المخابرات فيدان بانه ينقل معلومات حساسة للناتو للايرانيين. كما نشرت "واشنطن بوست" هي الاخرى في الماضي بان المخابرات التركية سلمت للايرانيين عشرة جواسيس تجسسوا للموساد في ايران وعملوا من الاراضي التركية. وكنتيجة لهذه الاتهامات ألغى الامريكيون صفقات سلاح سرية مع تركيا، مثل صفقة بيع الطائرة غير المأهولة من طراز "فردتور".
تعيين فيدان في 2010 – منذ قبل قضية مرمرة في ايار من تلك السنة – كان يمثل عمليا نهاية العلاقات الاستخبارية الامنية بين الدولتين، أو ما تبقى منها في ذاك الوقت. كما كان فيدان هو الرجل الذي طور العلاقات العسكرية مع رجال حماس. وقبل نصف سنة، في ضوء تقدم المحادثات مع اسرائيل وطلب الولايات المتحدة، طُلب من رئيس الذراع العسكري لحماس في الخارج، صلاح العاروري، الذي عمل من اسطنبول، مغادرة تركيا. ومع توقيع الاتفاق مع اسرائيل تعهدت تركيا بالوقف التام للنشاط العسكري لحماس في اراضيها. ومع ذلك، في اسرائيل يشككون ويشيرون الى أن مكان العاروري في اسطنبول احتله مندوب آخر من الذراع العسكري لحماس في غزة.
تقول محافل امنية في اسرائيل ان منظومة العلاقات الامنية بين الدولتين لن تعود الى ما كانت عليه قبل صعود اردوغان، حين سادت علاقات حميمة بين جهازي الامن. وفي تلك العهود البعيدة كانت تركيا احد الزبائن الهامين للصناعة الامنية الاسرائيلية. اما الان فمجالات التعاون الاستخباري والحرب ضد الارهاب ستكون في مستوى الحد الادنى.