في مثل هذه الأوقات ومع إقبال عيد الفطر السعيد, تعج الأسواق الفلسطينية بـ "الفسيخ" و"الرنجة" الأكلتين الأكثر شهرة خاصة في قطاع غزة، حيث يتناولها الغزيون في عيد الفطر المبارك صباحاً بعد صلاة العيد، كي يفتح شهيتهم بعد شهر من الصيام.
وكالعادة تتزاحم العائلات الغزية على المحال التجارية والبسطات لشراء ما بات يعرف بوجبة العيد الرئيسية "الفسيخ" أو "الرنجة"، حتى أصبحت تلك الأكلات ركناً أساسياً من تراث الغزيين، علاوة أنها تفتح نافذة اقتصادية للعديد من العائلات عن طريق بيعها والاسترزاق من انكباب المواطنين عليها في هذه المناسبة السعيدة.
ومن المظاهر التي تدلل على أن وجبات "الرنجة" و"الفسيخ", لا تخلو من موائد الأسر الغزية، رائحتها القوية والشهية التي تغزو شوارع القطاع، كما يُقدِّر التجار استهلاك المواطنين في القطاع من الوجبة بآلاف الكيلوات على مدار أيام العيد الثلاثة.
مصدر رزق موسمي
تجولت "وكالة خبر الفلسطينية للصحافة" في أسواق مدينة رفح، والتقت العديد من باعة "السمك والرنجة والفسيخ"، ابراهيم مخيمر (55 عاماً) والذي ينادي بأعلى صوته بالوجبة الشهيرة عله يظفر بمشترين أكثر من الذين امتلأت بسطته منهم.
ويقول مخيمر صاحب بيع الرنجة والفسيخ لمدة تزيد عن الخمس سنوات: "عيد الفطر يعتبر موسم خصب لبيع الفسيخ والرنجة، حيث نبيع أنا وأولادي مئات الكيلوات، ويعشق الغزيون تلك الأكلة حيث يقبلون على شرائها بكثافة".
وأضاف: "تلك المناسبة وتلك الوجبة تحقق لي ولعائلتي دخل محترم في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة".
ويُرجع مخيمر إقبال المواطنين على تلك الوجبات للعادات والتقاليد التي توارثتها العائلات من أجدادهم، علاوة على سعرها المنخفض ومذاقها الشهي التي تحققه الوجبة لمتناوليها.
ويعتبر سعر "الفسيخ والرنجة" في متناول الجميع حتى الفئات الهشة اقتصادياً، حيث يتراوح سعر كيلو الفسيخ من نوع بوري "30 شيكل"، بينما الجرع "25 شيكل"، وما يندرج من الأسماك الصالحة لعمل الفسيخ دون النوعين تكون منخفضة وتتراوح بالغالب "20 شكيل" للكيلو الواحد.
"الفسيخ والرنجة" وبهجة العيد
ويصطف المواطنون لشراء "الرنجة والفسيخ" خاصة في العشر الأواخر من رمضان، فيوضح المواطن أبو أحمد (45 عاماً)، أن الوجبة أصبحت جزءاً أساسياً من بهجة وفرحة عيد الفطر، حيث يبدأ الإعداد للوجبة بعد صلاة العيد مباشرة، ويضاف إلى الوجبة العديد من السلطات خاصة "البندورة المقلية".
ويقول أبو أحمد :"تعودنا في كل عيد على جلب الأكلة وطهيها للعائلة لما لها من نكهة خاصة وطعم لذيذ".
ويضيف أبو أحمد, "أن طريقة طهي الوجبة سهل للغاية ولا تحتاج إلى أوقات طويلة وأدوات عديدة لتحضيرها، الأمر الذي يجعل من الوجبة "خفيفة دم".
يشار إلى أن هذه الأكلات الشعبية ستبقى تقليداً توارثته الأجيال، وتحرص على الاستمرار في ممارسته الأسر الفلسطينية كأحد مظاهر الاحتفال بالأعياد.