هل الغناء حلال أم حرام؟

1
حجم الخط

الكاتب: ماهر موسى أبودية

كثيراً ما ننشغل في مجالسنا الاجتماعية في نقاش قضايا ثانوية وفرعية على حساب القضايا الرئيسية والمهمة، مستلهمين ذلك من ما يتطرق إليه الإعلام الرسمي وغير الرسمي، أو من خطب المساجد أيام الجُمع، أو الفتاوى والعظات الدينية وغير الدينية، أو المدارس والجامعات، أو من خطابات السياسيين ورجال الدولة، أو من قادة الفصائل السياسية وقادة المجتمع المدني، حيث ندور في رحى منظومة – في اعتقادي – أنها موجهة وليست بريئة، لإلهائنا وصرف أنظارنا عن القضايا الرئيسية والمحورية التي تهمنا كشعب وتؤرق مضاجع المخلصين أصحاب الانتماء الوطني منا، وتعتبر حجر الأساس في كينونة مجتمعنا وتواجدنا وبقائنا صامدين في وجه كل التحديات الخارجية منها والداخلية. فحينما نملأ أجندة حياتنا في القضايا الفرعية التي لا تغني ولا تسمن من جوع فلن يكون هناك متسع للقضايا الأساسية التي تختفي حين وجودها كثير من القضايا الفرعية. فمثلاً عندما يتم إثارة موضوع الغناء هل هو حلال أم حرام؟! ونترك النقاش وإيجاد الحلول لمواضيع أكثر أهمية وضرورة مثل هل الانقسام حلال أم حرام؟ ولمصلحة من الاستمرار فيه؟ وهل الإنحطاط الأخلاقي والقيمي حلال أم حرام؟ هل إخراس المبدعين، وطغيان الفساد، وعدم المساواة بين المواطنين، وانتشار البطالة والفقر، وإثارة الفتن والنعرات الطائفية والقبلية والاثنية حلال أم حرام؟

 

لقد كتبت سؤال الغناء بشكل مجازي لأننا كثيراً ما نركز على الفروع على حساب الأصول، والأولى في أصحاب القرار أن يبحثوا عن حلول حقيقية للقضايا التي تؤثر على مجرى حياة شعبنا بشكل سلبي يتنافى مع حجم التضحيات التي قدمها ويقدمها في سبيل العيش بحرية وكرامة، ومن المستحسن بل ومن الواجب إشراك النخب المجتمعية في البحث عن حلول خلاقة حتى نستطيع الخروج من جنون الأمواج إلى بر الأمان.