هناك مثل بولندي يقول :المرأة تبكي قبل الزفاف والرجل يبكي بعده، فما الذي يُبكي عروساً مقبلةً على حياةٍ جديدة!!
تطفو المرأة على بحيرة من المشاعر والعواطف التي لا تهدأ، فهي دائمة التموج، تتلذذ بهذا التخبط وتنفرد أساريرها له، ولا يمكن لأيٍّ كان أن يسبر أغوار تلك المشاعر أو يفهمها بسهولة، فربما يتطلّب الأمر امرأةً مثلها، لكن ليست أيّة امرأة، فمطلوبٌ بالدرجة الأولى منها أن تتمتّع بحساسيّةٍ عالية.
وربّما نجد نموذجاً لتلك المرأة المرهفة عند الأديبة “أحلام مستغانمي” في روايتها المشهورة “الأسود يليق بك”، حيثُ نسجت خيوط شخصيّة بطلة الرواية بحسب رؤيتها لما تريده بناتُ جنسها “النساء” تماماً، فالبطلة فضلت أن تعيش قصة “خيالية” مع رجلٍ يحاول إغراءها!.
إنها عبقرية النساء.. فهنَّ يُجدنَ لعب الأدوار التي يتجلى فيها الدّهاء والعبقرية بهدف الحفاظ على حريتهن وأجسادهن، فلا يضعفن أمام إغراءات الرجل برغم بذخه وماله، ويفضّلن لعبة التخبط والمفاجآت.
يطارد الرجل المرأة حتى تصيده (مثل أمريكي)
فهي إذاً لعبة المساحات!، تبدأ القصّة بنظرةٍ تمهّد لعلاقةٍ أكثر قرباً وحميميّة، إلى أن يشتعل الحبُّ ويصل إلى درجة “الهيام”، حتى تتكلّل بالزواج في النهاية، وهنا تكون الخاتمة.
ويمكننا تشبيه ذلك بقراءة الرواية فعندما يشرعُ أحدنا بقراءة روايةٍ ما، يصبح دائم التشوق والترقب لمعرفة نهايتها، ولكنه يتلذذ أكثر بالغوص في الوسط (الهيام).
وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار امتلاك المرأة لأدواتها التي تميّزها وتمكّنها من فعل ما يبدو مستحيلاً للرجل!، وتلك الأدوات وصفها “أرسطو” في أصول القص الأدبي حين قال: “للمرأة محفزان للحياة فهما محرك الفعل الدرامي الأقوى لشخصها، وهما سحر الحب وقوة الإنجاب”.
ولكن ربّما يبقى المثل الإسباني الذي يقول: “الرياح تتغير كل يوم والمرأة تتغير كل ثانية”، هو الأكثر واقعية، فهل فعلاً يعرف ذلك المخلوق الجميل “المرأة” ما يريده وما الذي لا يريد؟!!