تساءلت مجلة "Foreign Affairs" الأمريكية عن أسباب نجاح الانقلاب في مصر وفشله في تركيا، كاشفة النقاط الفنية التي نجح فيها عبد الفتاح السيسي وفشل فيها نظراؤه الأتراك.
هل ينقلب أردوغان على نفسه؟
هل كان بإمكان الروس كشف المتآمرين في تركيا من قاعدة "حميميم"؟
وافتتح ستيفن كوك الخبير في الشؤون المصرية مقالته بالمقارنة بين مشاهد الفرح والاحتفال في الشارع المصري أثناء تحركه لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي ووضع نهاية لحكم الإخوان المسلمين عام 2013، ومشاهد الغضب المناقضة في شوارع اسطنبول، لافتا إلى تماسك الجيش المصري، في مقابل أن الجيش التركي الذي يعد ثاني أكبر جيش في الحلف الأطلسي يعاني من "ضعف سياسي" ومن حالة من الفوضى والانقسام، وقد فشل في هذا الانقلاب وفي محاولات أربع سابقة، وكان قد نجح سابقا في إسقاط أربع حكومات أعوام 1960، 1971، 1980، 1997.
ولخص كوك العوامل الفنية لفشل الانقلاب التركي في التقاط التالية:
- لأنهم لم يتمكنوا من اعتقال أردوغان.
- ولم يفرضوا سيطرتهم على الاتصالات.
- وبقيت المطارات تشتغل.
- ولم يتم اعتقال وزراء الحكومة.
بالمقابل نجح الجيش المصري وعبد الفتاح السيسي الذي كان آنذاك وزيرا للدفاع "في التعامل مع جميع هذه المهام بكفاءة نسبيا" ووضع جميع القادة المدنيين في البلاد تحت الحراسة من اللحظة الأولى، وبالمقابل ظهر رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم على شاشات التلفزيون ليعلن عدم شرعية التحركات العسكرية، مهددا بمعاقبة المسؤولين عنها.
ولفتت المقالة إلى أن ضباط الجيش المصري جمعتهم وحدة الهدف على عكس نظرائهم الأتراك المنقسمين بشدة ولم تعلم الغالبية بأهدافهم، مضيفا أن جميع أطياف المجتمع المصري رحبت، في ظل ظروف اقتصادية متعثرة ووضع أمني متدهور، بتدخل الجيش عام 2013 وذلك تعبيرا عن عمق مشاعر الامتنان تجاه قواتهم المسلحة.