اجتمعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني في مدينة رام الله، برئاسة الأمين العام الدكتور محمود سعادة، حيث ناقش المجتمعون آخر المستجدات على مختلف الصعد (المحلية، العربية والدولية).
على الصعيد المحلي استعرض المجتمعون ما وصلت إليه القضية الفلسطينية، وتداعيات ارتباطها الاقليمي والدولي، حيث أكد المجتمعون على أن المخطط القديم الجديد الهادف لوأد القضية الفلسطينية لن يمر عبر سياسات الخنق والتضييق على الشعب الفلسطيني من قبل جميع الأطراف الدولية والعربية والمحلية، وبث روح اليأس في صفوفه للتسليم بالمشيئة الصهيوامريكية لتركيع الشعب الفلسطيني والمنطقه العربيه برمتها.
إن مخطط الوهم القاضي بفرض حل القضية الفلسطينية على حساب حق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وحق تقرير المصير، من أجل قيام كيان أردني فلسطيني مشترك تحت أي مسمى، للخروج من عنق الزجاجه الذي تم وضع شعبنا الفلسطيني فيه باستخدام سلطة أوسلو الوظيفية، والتي شارفت مهمتها على الانتهاء، هذا المخطط الذي اصطدم ويصطدم بمحور المقاومه والبندقية المشرعة في وجه الاحتلال وعملائه في الداخل والخارج، لذلك نجد هذا السعار المحموم بالهجوم على محور المقاومة في محاولةٍ لإخضاعه، وكسر شوكته والذي ما زال يشكل سداً منيعاً في وجه كل المؤامرات والمخططات التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، ان إيفاد مجسات لنبض الواقع الفلسطيني من قبل النظام الاردني لمدينة الخليل ونابلس من رجالات العرش الهاشمي الضالعة في خدمة المشروع الصهيوأمريكي ، يؤكد أن الحلف الصهيوأمريكي، وأدواته بالمنطقه تعمل جاهدةً على تهيئة وتمكين بعض الرجالات الفلسطينية المشبوهة وتمكينها بأموال النفط للعب الدور القادم في التسليم وتسويغ الاستسلام، إن واضعو هذا المخطط لم يجيدوا قراءة تاريخ نضال الشعوب في سبيل حريتها، وخير دليل على ذلك، ما زال ماثلاً في انتفاضة شعبنا الفلسطيني بثورة السكاكين التي عبرت عن نبض الشارع بعيداً عن أمجاد المتخاذلين.
على الصعيد العربي والاقليمي، ناقش المجتمعون الاوضاع السيئة التي تعاني منها شعوب المنطقة نتيجة تفشي ظاهرة الارهاب، والذي يضرب في كل مكان في الوطن العربي، حيث دان المجتمعون الهجمات الارهابية التي تعرض لها الشعب العراقي من قبل ما يسمى تنظيم داعش الارهابي، والتي كان آخرها تفجير الكرادة، والذي أدى لاستشهاد المئات من المدنيين الأبرياء، حيث رأى المجتعون أن دحر هذا التنظيم وهزيمته بالعراق لا يتأتى إلا بوحدة الشعب العراقي بجميع أطيافه، ومحاربة الفساد المستشري في أجهزة الدولة المختلفة، كما ناقش المجتمعون الأوضاع المتفجرة في سورية والتي تتعرض ومنذ أكثر من خمس سنوات لارهاب الجماعات التكفيرية المسلحة (داعش، النصرة وغيرها) المدعومة من قبل الولايات المتحدة وتركيا ودول الخليج العربي بالإضافة للكيان الصهيوني، حيث دان المجتمعون بشدة الجريمة النكراء التي تمثلت بذبح الطفل الفلسطيني عبد الله عيسى من مخيم حندرات من قبل ارهابيو حركة نور الدين زنكي والمحسوبة على ما يسمى المعاضة المعتدلة، ودان المجتمعون أيضاً القصف الارهابي الامريكي الفرنسي على قرية التوخار في ريف منبج والذي أدى لاستشهاد أكثر من 160 مدنيا أغلبهم من الاطفال والنساء، كما حيا المجتمعون صمود الشعب السوري في وجه الإرهاب والتدخلات الخارجية في بلدهم والتي هدفها الوحيد هو تفتيت الوطن السوري لدويلات طائفية متناحرة، حيث أبدى المجتمعون ثقتهم بقدرة الشعب السوري وقواه الحية على تجاوز هذه المرحلة الحرجة بالنصر المظفر على الإرهاب وداعميه. وناقش المجتمعون آخر التطورات في اليمن الشقيق، الذي ما زال يتعرض شعبه ولأكثر من عام ونصف للعدوان السعودي وما يسمى بالتحالف العربي المدعوم أمريكيا، والذي أدى لسقوط آلاف الضحايا من المدنيين الأبرياء، حيث دعا المجتمعون كافة الأطراف باليمن للعمل الجاد من أجل إنجاح مفاوضات السلام الدائرة في الكويت، وذلك من خلال عدم الانصياع لتأثيرات القوى الخارجية والتي تهدف للحفاظ على مصالحها ولو على حساب الشعب اليمني.
وقد توقف المجتمعون ملياً، عند محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، حيث تشير آخر المعطيات المتوفرة عن الانقلاب إلى تفاقم التناقضات البينية بين مراكز القوى في البلاد والمتزاحمة والمتشابكة مع المزاحمات الدولية الأكبر في المنطقة والجارية في الشرق الأوسط وتحديدا في سورية، ودعم الحكومة التركية المنقطع النظير للإرهابيين فيها، ويعتقد المجتمعون أن محاولة الانقلاب في تركيا هو النتيجة الحتمية للصراع الدائر بين هذه المراكز والتي تتنافس على استغلال الشعب التركي وطبقته العاملة، و رأى المجتمعون أن اردوغان سوف يستغل هذه الحادثة من أجل فرض أجندته المشبوهة على الشعب التركي، ومن المتوقع أن يصعد أردوغان هجمته ضد الشعب وحقوقه المدنية وأكثر من ذلك بكثير، ضد الحريات النقابية والعمالية الشعبية. وأعرب المجتمعون عن تضامنهم مع الطبقة العاملة التركية و مع
الحزب الشيوعي التركي الذي يخوض نضال صعب ضد القوى الظلامية والفاشية في ظل ظروف معقدة وصعبة للغاية.
على الصعيد الدولي، أكد المجتمعون على حالة الصراع الشرس الذي يشهده العالم اليوم، بين القوى الكبرى على تقاسم الثروات والنفوذ، والذي أدى إلى ارتفاع وتيرة التدخلات الخارجية في مختلف بقاع المعمورة، من الشرق الأوسط إلى الشرق الأدنى، افريقيا وامريكا الجنوبية وحتى دول أوروبا الشرقية، وقد زاد من وتيرة الصراع المسعور في العالم، الصعود المتصاعد للقطب الروسي الصيني في مواجهة القطب الأمريكي الأوروبي، وبشكل عام، واضح أن ما يميز واقع الدول الإمبريالية الأساسية هو زيادة نزعتها العدوانية التوسعية في الخارج واستعمالها لترسانة أسلحتها الوحشية، وزيادة النزعة الرجعية القمعية في داخل هذه الدول والتي يمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى أنظمة شبه فاشية أو فاشية. ومما يسهم في هذه النزعة ويسوغها، إمكانية التلويح بالخطر الإرهابي لتبرير القمع السلطوي، وكذلك التلويح بخطر موجات الهجرة في محاولة تحويل التناقضات الطبقية الداخلية باتجاه العدوانية نحو الأجانب. وكل ذلك يجري تحت شعارات واهية بضرورة إحلال «السلم المدني» و «الوحدة الوطنية» في ظل الأخطار المحدقة.
كما ناقش المجتمعون بعض الأمور التنظيمية والنقابية وكل ما له علاقة بواقع عمل التنظيم الحزبي في المناطق المختلفة وسبل تطويرها، ودار نقاش طويل ومستفيض حول البرنامج السياسي الجديد للحزب، والتحضيرات المتخذة من قبل هيئات الحزب المختلفة من أجل إنجاح المؤتمر العام للحزب، وقد ثمن الأمين العام الدكتور محمود سعادة جهود مختلف الهيئات التي تعمل وبلا كلل على انهاء التحضيرات اللازمة للمؤتمر.