كانوا واثقين من ان كل شيء تحت السيطرة، كل اولئك اليئير لبيديين. وانه يمكن التحريض ضد «نحطم الصمت» وصحيفة «هآرتس» وسيبقى هذا هناك، في حدود اليسار هذا الذي يطيب لهم جدا أن يهاجموه. وانه سيكون ممكنا السيطرة على مستوى اللهيب، وان النار لن تنتشر، وانهم يعرفون كيف يتحدثون مع الجمهور وان هذا سيخدمهم ولكنه لن يمس بالدائرة الثانية والثالثة. البوجيون هم ايضا كانوا واثقين من انهم مسيطرون تماما. سينضمون الى الحكومة، يقررون خطوطا اساسية لها، يستمعون، ينتقدون، يضعون الحدود. وانهم بصراحة سيؤثرون على ما يجري.
المتعاونون مع نتنياهو على أجيالهم يحتاجون اليوم الى ان يوجهوا انظارهم إلينا ويعتذروا للديمقراطية الاسرائيلية. اولئك الاشخاص الذين يجملون جملة من المواقف والمفاهيم المناهضة للديمقراطية، سوغوا الدنس واعطوه الشرعية. الاشخاص الذين كان يفترض بهم ان يكونوا زعماء وليس سياسيين. الاشخاص الذين من اجل الف اعجاب على الفيسبوك أو حقيبة في الحكومة كانوا مستعدين ليعلنوا «الوداع للعمود الفقري». ما الذي ظننته يا يئير لبيد، انه يمكن ان تهاجم وسيلة اعلام واحدة وانتهينا؟ وان الجمهور، بعد أن ينتهي الانفعال الاولي، لن يطالب بمزيد من الحقن؟ فكمن لعب نجما في القناة 2، يفترض بك ان تعرف كيف تسير هذه الامور: من بدأ مع دودو توباز يرشق كرات الشوكلاته في فم امرأة زائدة الوزن يضطر الى الانتقال الى «الاخ الاكبر» كي يلبي النوازع.
وأنت، يا اسحق هرتسوغ، ماذا ظننت عندما بدأت المفاوضات مع نتنياهو؟ ان يدير معك حوارا من موقع احترام، رغبة حقيقية في اعادة بناء الديمقراطية الاسرائيلية؟ ان «العرب الذين يندفعون نحن صناديق الاقتراع» هي مجرد زلة لسان غير مخطط لها، وملاحظة هامشية؟ فمن بدأ بالهمس بان «اليساريين نسوا ماذا يعني أن يكونوا يهودا» ملزم، في مرحلة معينة، ان ينتقل ليقول هذا بصوت عال.
لا يوجد لنا ما نشكو به عن بينيت. فمواقفه واضحة، وهو يفهم على نحو ممتاز الى أين تهب الريح، ويعرف كيف يضيف هبة هواء من جانبه عند الحاجة. كل ملاحظة عنصرية، كل ركلة لفئة سكانية، يهدئ الروع منها بـ»حبيب انسان خلق بصورة الرب» ويرفع شارة النصر على واجبه تجاه النظام الديمقراطي. ليس لديه أي نية حقيقية ليفصل نفسه عن تلك الجهات التي من ناحيتها تعتبر الديمقراطية مصدر ازعاج، ووسائل الاعلام هي مصيبة والعرب لا ينبغي لهم ان يكونوا هنا على الاطلاق.
اما الحاخامون الذين يتحدثون ضد الطائفة المثلية، فيعلمون مقترعي بينيت، وليس مقترعي «المعسكر الصهيوني» ولبيد. بعض من يؤمنون بانه في كل مكان يوجد فيه تعارض بين الفقه وسلطة القانون، فان الفقه هو المقرر. وهم النواة الصلبة لقوتها الانتخابية. ولكن لبيد وهرتسوغ ليسا جزءا من لحم هذه المجموعة، وشيء مما يقوله بينيت لا يفترض ان يكون جزءا من جيناتهما. كان يفترض بهما أن يكونا معارضة وليس فقط للقرارات في الكنيست، بل أولا وقبل كل شيء للفكر الذي تمثله هذه الحكومة ورئيسها. فكر انقسام، كراهية، تحريض وسحق لحكم القانون بقدم فظة. ولكنهما شعرا بان بوسعهما ان يرقصا التانجو مع هذه الطريق. وان «دكانا صغيرة ولامعة»، الفيلم الذي يطعمون فيه النبتة بالدم الى أن تصبح وحشا، هذا مجرد سيناريو مرفوض. والآن، نتنياهو وحكومته يطعمون الجمهور الجائع الدم بمزيد فمزيد من قطع الجلد الذي ينزع من جسد الديمقراطية الاسرائيلية. ثمن ما حصل لقاء هذا وعد بخمس حقائب او بالف اعجاب.