قالت مصادر عسكريّة إسرائيليّة، وُصفت بأنّها رفيعة المستوى، إنّه في البرنامج الذي أطلق عليه اسم (طلائع التحرير) تلقى فتية فلسطينيون ما بين الفئتين العمريتين (15-21) عامًا تدريبات حثيثة ومُكثفّة في مواقع مختلفة، بما في ذلك تدريبات تحاكي أعمال الكوماندوز البحريّ، التابع لحركة المُقاومة الإسلاميّة (حماس).
وبحسب المصادر عينها، كما أفاد مُراسل الشؤون العربيّة في القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيليّ، إيهود حيمو، فإنّ التدريبات تشمل دورات في دراسة لعبة الكاراتيه، الدفاع عن النفس، وتدريبات على الزحف على الأرض، الأمر الذي يتطلّب من الفتيان مجهودًا كبيرًا.
بالإضافة إلى ذلك، كما أفاد موقع صحيفة (يديعوت أحرونوت) على الإنترنت، قام المشاركون بتدريبات إطلاق النار من بنادق للقنص على تماثيل لقادة إسرائيليين، كذلك استعرضوا تدريبات هجومية على أهداف إسرائيلية عبر التسلل إلى إسرائيل من خلال الأنفاق التدريبيّة التي تحاكي الأنفاق الهجوميّة التي تنتهي داخل الأرض الإسرائيلية.
وأوضحت المصادر الإسرائيليّة عينها للموقع الإخباريّ أنّه في جميع التدريبات استخدمت فيها الأسلحة النارية في جوٍّ عسكريّ خشن، مشدّدّة على أنّ حركة حماس تتعامل بجديّةٍ كبرى مع معسكرات التدريب هذه، والتي يتدرب فيها جيل الشباب من خلال رؤية تكتيكية كونهم هم الجيل القادم الذي سيقاتل إسرائيل، لذلك فقد كان الاستثمار في هذه التدريبات كبيرًا للغاية. بالإضافة إلى ذلك، أوضحت المصادر عينها، أنّ وزارة داخلية حماس في قطاع غزة وفرّت الحماية للمواقع العسكرية التي نفذت البرنامج التدريبيّ.
وقالت المصادر الإسرائيليّة أيضًا إنّ حركة حماس أكّدت على أنّ الإقدام على التسجيل في البرنامج زاد كثيرًا عن الحد الذي خُطط له، كما شدّدّت حماس على أنّها اضطرت إلى إجراء تغييرات وتعديلات بهدف التمكّن من استيعاب جميع من تقدّموا بطلبات الانضمام.
علاوة على ذلك، قال الموقع الإسرائيليّ أنّ عدد الفتيان الذين تدّربوا في برنامج (طلائع التحرير) وصل إلى 15 ألفًا، وذلك في المعسكرات التي أقامتها كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكريّ لحركة حماس. ولفت الموقع إلى أنّ شعار البرنامج المذكور هو النصر بواسطة الفتيان، حيث شوهد المشاركون وهم يلبسون الزيّ العسكريّ لكتائب القسّام، بالإضافة إلى ملابس كُتب عليها بالبنط العريض: حق العودة.
من ناحيته، قال موقع القناة السابعة الإسرائيليّ على الإنترنت أنّ الفتيان، الذين يُشاركون في البرنامج قاموا بأوامر من المُرشدين بإعادة تمثيل قضية أسر الجنديّ الإسرائيليّ، غلعاد شاليط، كما أنّهم قاموا بعملية تفجير دبابّة إسرائيليّة، تمّت صناعتها من الكرتون، كما أنّ كبار السن من الفتيان يقومون بحمل السلاح الحيّ خلال التدريبات، فيما يكتفي الصغار بحمل أسلحة الدمى، خشيةً على حياتهم.
وبحسب المُنظمين، فإنّ الهدف من برنامج (طلائع التحرير) هو التأكيد على أنّ هذا الجيل الجديد هو الذي سيُحرر فلسطين من الصهاينة، على حدّ تعبيرهم. في السياق ذاته، كشفت الصحافيّة الإسرائيليّة التقدّمية، عاميرا هاس، في صحيفة (هآرتس)، كشفت النقاب عن أنّه خلال لقاء عُقد في تل أبيب بين عدد من رجال القانون البريطانيين ونظرائهم الإسرائيليين، قال أحد المُدّعين العسكريين الإسرائيليين للبريطانيين إنّ كلّ طفل فلسطينيّ سيكون في المستقبل مخربًا، على حدّ تعبيره، ونفى أنْ يكون الجيش الإسرائيليّ يقوم بأعمال التنكيل والتعذيب بالأطفال الفلسطينيين، قالت الصحيفة الإسرائيليّة.
علاوة على ذلك، أشارت الصحافيّة هاس إلى أنّ الفريق القانونيّ البريطانيّ قام بعد إنهاء زيارته لإسرائيل بإعداد تقرير عن الزيارة جاء فيه أنّ أعضاء الوفد البريطانيّ سمعوا من نظرائهم الإسرائيليين أقوالاً وإدعاءات متناقضة، كما أنّهم سمعوا من نشطاء إسرائيليين وفلسطينيين في مجال حقوق الإنسان أقوالاً تؤكّد على أنّ الجيش الإسرائيليّ يقوم بالتنكيل بالأطفال الفلسطينيين خلال المظاهرات وخلال اعتقالهم، وأيضًا خلال زجهم في سجون الاحتلال.
وخلُص مُراسل التلفزيون الإسرائيليّ إلى القول إنّ حماس تقوم بتدريب جيلٍ جديدٍ من المُقاتلين، الذين تمّ تصوريهم وهم يخرجون من الأنفاق ويُحاكون عمليات أسر جنود إسرائيليين. هذا الأمر يجب أنْ يُخيفنا جميعًا، قال حيمو في نهاية تقريره.