ليال كاملة تقضيها آلاف النساء والفتيات السودانيات في معسكرات الجيش السوداني، ويتعرضن للاغتصاب مرارا وتكرارا على مدار فترة طويلة تتجاوز الشهرين، وفقا لما ذكره موقع "الدايلي ميل" البريطاني.
فتاة تبلغ من العمر 15 عاما فقط اغتصبت هي وشقيقتها على مدار خمس ليالٍ من قبل مجموعة من الجنود السودانيين، أما الثالثة فاغتصبت هي وابنتها البالغة من العمر 12 عاما فقط.
الفتيات والنساء في السودان يعاملن كعبيد للجنس في معسكرات الاغتصاب السرية، ويعتبر هذا هو الجانب الجديد المقلق من الصراع في جنوب السودان، ويعد بالفعل من جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان.
أجرت وكالة "فرانس برس" عشرات المقابلات مع النساء اللاتي تعرضن للاختطاف والاغتصاب من قبل القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة في السودان، وركز التحقيق على المجازر العرقية التي ارتكبت هناك من قتل للأطفال واغتصاب للنساء وتهجير قسري للسكان، وتعتبر تجربة "نيابينا" نموذجية لهذا الانتهاك.
أم تبلغ من العمر 30 عاما ألقت قوات الجيش القبض عليها من قريتها في مقاطعة "ربكونا" في أبريل الماضي، بعد قتل عدد من الرجال والفتيان ونهب للمنازل وإلقاء القبض على النساء والأطفال، ومن بينهم "نيابينا"، الأم لخمسة أطفال.
استمر أسر الأم السودانية التي اختطفت في هذا الهجوم 4 أشهر، وأوضح أحد المحققين أن "نيابينا" محظوظة لأنها استطاعت الهرب من هذا الكابوس.
تروي "نيابينا" قصتها، فتقول: "بعد أن تعرضت للاختطاف كنت أجبر بالنهار على حمل البضائع المنهوبة والمواد الغذائية وجمع المياه وزراعة المحاصيل وسط حراسة شديدة، وفي المساء يقوم الجنود باغتصابي أنا وغيري من المختطفات".
وأضافت: "في إحدى الليالي تعرضت للاغتصاب من قبل 4 رجال معا، ويقوم الجنود بإجبار المختطفات على ممارسة الجنس معهم وتقييدهم بالحبال من العنق والأيدي حتى لا يستطعن الإفلات".
وتابعت: "من تحاول منا مكافحة الاغتصاب أو عدم الخضوع للجنود نجدها في الصباح في عداد المفقودين، فعندما وصلنا إلى المعسكر في أبريل من عام 2015 كنا 40 امرأة واختفى 10 من بينهن بتلك الطريقة".
"نياماي"، ضحية أخرى تبلغ من العمر 38 عاما، أم لخمسة أطفال أيضا، اختطفت من قريتها في مقاطعة "كوخ"، وقالت عن معاناتها: "كنت تحت حراسة شديدة جدا، وفي إحدى الليالي اغتصبني ما لا يقل عن 10 جنود كانوا يتتابعون عليَ بالدور"، وأضافت: "توسلت لهم بألا يجتمعون عليّ؛ إلا أنني تعرضت للضرب بعصا وإهانات متتالية".
ثلاث فتيات غير متزوجات تعرضن أيضا للاختطاف بعد هجوم من القوات على قرية في مقاطعة "ربكونا"، ونجحت إحداهن، التي تبلغ 17 عاما، في الهروب من الأسر، إلا أن اثنتين مازالا في عداد المفقودين.
تلك الفتاة الناجية عانت من حالة صحية سيئة، حيث أوضحت والدتها: "عندما عادت ابنتي كانت ضعيفة ومريضة جدا وتعاني من الناسور وسلس البول بسبب كثرة تعرضها للاغتصاب العنيف".
الحرب في السودان لها جانب خفي على العالم الوقوف أمامه بصرامة لمحاربة تلك الانتهاكات التي ترتكب ضد الإنسانية كلها في هذا المكان المظلم على سطح الأرض.