قد ينتابكِ الملل أحياناً وأنتِ تراقبين طفلكِ فيما هو يلهو بألعابه، فتلجئين إلى الهاتف المحمول لتصفّح مواقع التواصل الإجتماعي... ولكنكِ ستفكرين مرّتين قبل الإقدام على فعل ذلك من الآن وصاعداً، وذلك بعد الإطلاع على النتائج الي توصلت إليها دراسة حديثة في هذا السياق.
وبالتفاصيل، فإنّ الأبحاث التي تمّ إجراؤها في جامعة Indiana University حملت إضافة جديدة لمضار الجوال على الطفل، فقد برهنت أنّ إستعمال الأهل للهاتف المحمول بشكل دائم أمام الأطفال، في وقت لعبهم بالتحديد، يؤثر سلباً على مستوى الإنتباه والتركيز لديهم، وينعكس عليهم لاحقاً.
والسبب؟ عندما تصرف الأم مثلاً إنتباهها عن طفلها ولعبته التي يلهو بها للإمساك بالهاتف المحمول، سيتحوّل إنتباه الطفل بدوره أيضاً نحو الهاتف. وبالتالي، فإن ذلك سيجعل طفلكِ معتاداً على فترات أقصر من التركيز خلال اللعب، ما سينعكس عليه سلباً في المستقبل القريب، وبالتحديد مع دخوله المدرسة.
فقد تبيّن أنّ الطفل يعير إهتماماً أكبر ولفترات أطول لأي لعبة كانت، في حال كان أحد الوالدين يشاركه هذا الإهتمام ويركّز على اللعبة بدوره، مقارنة بصرف الأهل تركيزهم نحو أي عنصر آخر، وأبرزه الهاتف المحمول.
فمثلاً، ولزيادة اهتمام طفلكِ باللعبة، من الأفضل أن تتكلّمي معه عنها أو تخبريه بقصصٍ تتعلّق بها، بدلاً من تركه يلهو بمفرده.
كذلك، ومن الأخطاء الشائعة التي يقع فيها معظم الأهل في هذا الخصوص، نذكر محاولة اقناع الطفل في التركيز على اللعبة من خلال اقدام الأم أو الأب على حملها بنفسه واللعب بها أمامه، ولكنّ التجربة برهنت أن العكس هو الصحيح، فعليكِ أن تجعلي طفلكِ يقوم بالمبادرة وأن تتّبعي أنتِ خطاه، وكأنه هو الذي يرشده بطريقة اللعب، ما يزيد من إهتمامه.
لذلك، قد تريدين ترك هاتفكِ المحمول، حاسوبكِ أو أي أداة إلكترونية أخرى جانباً، ومشاركة طفلكِ في اللعب، أو التكلّم عن ألعابه أقلّه، لتعليمه أصول التركيز والإهتمام لوقت طويل