كيف تشعرون، أيها الثلاثة المسلحون غير المعروفين، بعد أن قتلتم أنور السلايمة الذي هو من جيلكم تقريبا (22 سنة)؟ أنتم تستمرون في الدخول والخروج كالعادة من موقع حرس الحدود الخاص بكم بزيكم وسلاحكم؟ وتستمرون في الذهاب إلى المهام والتجول في منطقة الرام، ويمكن أنكم تذهبون إلى الشارع ذاته الذي أطلقتم فيه النار على سيارة السلايمة في 13 تموز، قبل الساعة الثالثة فجرا تقريبا؟ هل أهليكم يعرفون؟ وباقي الأصدقاء؟ هل قلتم لهم أم أنهم توقعوا؟ هل اهتممتم أصلاً بمعرفة اسمه؟ هل أرسل إليكم أحد ما رابطا قال فيه إنه تزوج قبل ثلاثة اشهر، وان زوجته حامل وأنه عاد في الليل من عمله في قاعة أفراح في تلبيوت في القدس؟
كثير من الأسئلة، عدم معرفة شخصيتكم يساعدكم على التخلص منها، وتدافع عنكم ايضا حقيقة أنه يمكن توجيه اسئلة مشابهة لآلاف الاسرائيليين غير المعروفين مثلكم.
أسماء القتلى هي التي تتغير فقط، وأعدادهم ايضا، حيث إن نموذج البطولة هو الطيار الذي ألقى قنبلة على بيت مليء بالسكان – نساء وشيوخ واطفال رضع (ليس طيارا واحدا أو متحكما بطائرة بدون طيار، بل مئات. وليس بيتا واحدا في غزة، بل 142 بيتا في صيف 2014 فقط). الاسئلة دون عناوين ودون اجابات.
لم يقم أحد الجيران بتصويركم وأنتم تخرجون في الظلام من وراء سيارة مدنية متوقفة وتقومون بفتح النار على سيارة مسافرة فيها ثلاثة شبان.
لكن كاميرا واحدة تثبت أن السيارة لم تنحرف عن مسارها.
لماذا لم تطلقوا النار على الاطارات اذا كنتم تشتبهون بسيارة واحدة؟ كنتم تنتشرون على الشارع كجزء من الحماية لقوة مندمجة (الجيش الاسرائيلي، حرس الحدود، والشرطة) اقتحمت مشاغل مختلفة. حسب تقارير الاجهزة الامنية، وُجد سلاح في مخرطة واحدة.
ولكن ما هو خطأ أنور السلايمة وصديقيه، فارس الرشق ومحمد نصار؟ فهذه مدينتهم، وهذه شوارعهم التي يعرفونها جيدا وكانوا يأملون أن يجدوا فرنا مفتوحا من اجل شراء الكعك لزوجة السلايمة الحامل. نعم، في منتصف الليل. هل لديكم مشكلة مع الشبان المستيقظين في الليل؟ حسب بروتوكول النقاش في طلب تمديد اعتقال نصار والرشق، زعمتم أن الجيبات العسكرية أغلقت الشارع. وحسب البروتوكول، السيارة التي سرتم خلفها وأطلقتم النار من خلفها كانت سيارة عسكرية. اذاً، كيف يمكنني القول بشكل مرن إن هذه اقوال غير صحيحة. كانت هناك جيبات عسكرية، ولكن ليس اثناء سفر سيارة السلايمة في الشارع (التي تحمل لوحة اسرائيلية صفراء).
والسيارة التي توقفت كانت مدنية تماما، وهكذا لم يستطع الثلاثة معرفة أن هناك اشخاصا مسلحين خلف السيارة، هم أنتم. هل شعرتم بالخطر على حياتكم، كما جاء في اعلان المتحدث وفي رد الاجهزة الامنية.
هذا هو الدفاع الأبدي لمن يده خفيفة على الزناد عند الحديث عن الفلسطينيين.
عالم مقلوب: الرشق ونصار المذهولان تم اعتقالهما والتحقيق معهما للاشتباه بمحاولة القتل بوساطة الدهس. وقام المحقق بإخراج سكين واتهمهم بحمله.
اطلاق سراحهما بعد يوم واعادة جثة السلايمة الى العائلة هي أدلة واضحة.
لقد قمتم بقتل انسان وهدمتم حياة عائلة. هل يوجد قدر من الأسف والحزن لديكم ولدى قادتكم الذين يغطون عليكم؟ اذا كنتم غاضبين من الاسئلة، فأنتم محقون. إنكم طرف واحد في الحالة الجماهيرية القومية عندنا. معفون من العقاب.
اسرائيل وكل مسلحيها وطياريها فوق الاشتباه، لذلك أنتم معفون من أي عقاب في نظر أنفسكم، وأنتم معفون من أي عقاب ايضا في نظر الغرب الديمقراطي الذي يستمر في عقد صفقات اقتصادية وعسكرية معنا وهو مندهش من تفوقنا في مجال الهاي تيك والموسيقى.
حماس: جرائم الاحتلال بحق شعبنا ومقدساته لن تمر دون عقاب
19 سبتمبر 2023