خريطة التنظيمات المعتدلة والإرهابية المتشابكة في عين الحلوة

تنزيل
حجم الخط

تعتبّر "جيرة" بلال بدر، الرجل الأقوى في تنظيم "النصرة" في عين الحلوة، مع الضابط "الفتحاوي" علي حَجير، في حي الطيرة، عن واقع توزع التنظيمات المسلحة في المخيم.

تتشابك خريطة سيطرة المسلحين بتشعب عين الحلوة وتداخل أزقته وأبنيته على مساحة كيلومتر مربع واحد هي مساحة المخيم الإجمالية. نحو 20 فصيلا وتنظيما، مثل "فتح" و"الديمرقراطية" و"الشعبية"، و"حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وفصائل "منظمة التحرير"، بالإضافة إلى "عصبة الأنصار" و"الحركة المجاهدة". وعلى الضفة الأخرى، نجد تنظيمات من "جند الشام" إلى "داعش" و"النصرة" و"الشباب المسلم"، ولا بأس بمجموعات لا يزيد عديدها عن 10 مسلحين تجدهم يسيطرون ربما على زاروب واحد، لكنهم يبايعون تنظيمات أكبر حجماً وبطشاً.

يفرّق سكان المخيم بين التنظيمات الإرهابية التي استجدت بعد الحرب السورية والفلسطينيين النازحين من سوريا. لا يظلمون الأخيرين بالقول إنهم هم من أتوا بـ "داعش" و"النصرة" و"الشباب المسلم"، "الوقود البشري للإرهاب أساسه شبان من المخيم وليس من الفلسطينيين القادمين من سوريا على حد تعبير أحد الناشطين في المخيم. يذهب الرجل أبعد من ذلك للقول إن بعض القوى في المخيم تستغل هؤلاء النازحين فتوظفهم كعسكر براتب مئة دولار، أو مقابل السكن فقط.

في عين الحلوة لا يمكن تصنيف الأحياء بدقة وفقاً لسيطرة هذا التنظيم أو ذاك. هناك ملامح عامة لوجود طاغ لهذا الفريق على حساب غيره. لكن يحدث أن تجد في الزاروب نفسه، أو المبنى عينه، خلايا ناشطة لفريقين متناحرين، كما في حي حطين حيث تجد فتح و عصبة الأنصار و داعش و النصرة و الشباب المسلم . في يوم هادئ، مثلاً، يصطف على ضفتي الطريق في بعض الأحياء شبان ينتمون لتنظيمات مختلفة. وستجد من يهمس في أذنك: هذا مع داعش ، وذاك مع النصرة ، والثالث مع فتح ، والرابع مع الشباب المسلم ، أما صاحب المحل على الزاوية فينتمي إلى عصبة الأنصار ، وكل هؤلاء على بعد أمتار من حاجز للقوة الأمنية المشتركة. ويمكن اعتبار علم داعش المرفوع وسط الطريق بين جامع النور (الحركة المجاهدة) والمنشية المحسوبة على منير المقدح، نموذجاً على التداخل، من دون أن يكون هناك سيطرة لـ داعش على الأرض.

تسيطر حركة فتح على نحو خمسين في المئة من المخيم، ولديها رسميا نحو ألف مسلح، منقمسين بين منير المقدح، و اللينو (محسوب على محمد دحلان)، مروراً بصبحي أبو عرب، مسؤول الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان، وصولاً إلى أبو أشرف العرموشي، مسؤول الأمن الوطني في صيدا. ومن المفترض أن يمسك بكل هؤلاء فتحي أبو العردات، مسؤول الساحة اللبنانية في السلطة الفلسطينية.

وتتوزع السيطرة ضمن منطقة فتح على مناطق المقدح في أحياء بستان القدس والمنشية والملعب على حدود مخيم الطوارئ حيث جند الشام التي تحوّل معظم عناصرها إلى الشباب المسلم .

وتمتد منطقة فتح اللينو في حي الزيب والبراكسات (مع أبو عرب) وفي الصفوري إلى حطين ومن فوقه جبل حليب امتدادا إلى حاجز درب السيم لـ الأمن الوطني ـ فتح ومسؤوله صبحي أبو عرب. ليس حي حطين صافيا لـ فتح . ففيه أيضاً داعش و النصرة و الشباب المسلم و عصبة الأنصار . وتتداخل سيطرة أبو عرب في البراكسات أيضاً. وفي حي الزيب هناك فتح الأمن الوطني (أبو عرب) وفتح اللينو .

بعد فتح تأتي عصبة الأنصار التي يتزعمها حالياً أبو طارق السعدي، بعدما اختفى أميرها أبو محجن منذ عقدين من الزمن. تتميز العصبة بتماسكها وبالأعمار الشابة لعناصرها (نحو 250 مسلحاً)، وبانتهاجها فقه الواقع وهو أشبه بالسياسة الواقعية، وهو ما جعلها تصنف معتدلة . ويتمحور حضورها في أحياء الصفصاف والطوارئ وجزء من الزيب شمالا على حدود نفوذ المقدح.

مع ظهور داعش و النصرة و الشباب المسلم ، بدأ عناصر من المجموعات الإسلامية مبايعتها. وعليه ترسو الخريطة حالياً على عماد ياسين الذي انتقل من العصبة إلى جند الشام ومن ثم التحق بـ داعش . يعتبر ياسين الأخطر بين مبايعي داعش لاتصاله المباشر بالرقة وبمسؤول العمليات الخارجية في داعش أبو خالد العراقي الذي خطط لتفجيرات الكرادة ومطار أتاتورك. وبرغم قوة ياسين، إلا أن جمال الرميض الفارس، ولقبه الشيشاني ، يعتبر أمير كل مبايعي داعش في عين الحلوة.

كذلك بايع هلال هلال داعش (معه مجموعة مسلحة) وصار مسؤولها الشرعي في المخيم، برغم نفيه ذلك، ويتمتع بنفوذ في حي المنشية (حيث المقدح). كما بايع داعش محمد الشعبي ومعه أقل من عشرة مسلحين.

أما النصرة فقد بايعها كل من بلال بدر، وهو الأخطر بين مبايعيها ولقبه القاتل الدموي بين عارفيه كونه ينفذ اغتيالات بيده، ومعه مجموعة (نحو 50 مسلحاً)، وهيثم الشعبي (50 مسلحاً)، وأسامة الشهابي (ومعه نحو 30 مسلحاً)، وتوفيق طه (موجود ومجموعة صغيرة في حطين) ورائد جوهر على رأس مجموعة صغيرة في حطين أيضاً.

بدورها خرجت مجموعة الشباب المسلم من رحم عصبة الأنصار وانضم إليها عناصر من جند الشام و داعش و النصرة ، وتبدو كائتلاف لهذه المجموعات. ويقدر عدد المسلحين المبايعين لـ داعش و النصرة و الشباب المسلم بحدود الـ250 مسلحاً فعلياً بالإضافة إلى مناصرين قد يحملون معها السلاح عند المواجهة.

وتعتبر عصبة الأنصار بيضة القبان في أي مواجهة في عين الحلوة، حيث يمكنها أن ترجح الكفة إلى الجهة التي تقف معها، أو حتى لمجرد وقوفها على الحياد في أي مواجهة بين فتح والتنظيمات الإرهابية.

لا يحتاج الأمر إلا إلى الحديث مع بعض أهالي مخيم عين الحلوة لإدراك هواجسهم من تنامي التنظيمات ألإرهابية في مخيمهم وهلعهم من أخذهم إلى مخيم نهر بارد ثان. يقول أحد أبناء المخيم إن أهل عين الحلوة يريدون دخول الجيش اللبناني إلى ديارهم وإمساكه بالأمن، فيما ترى القوى الأمنية اللبنانية أن الكرة اليوم في ملعب القوى الفلسطينية الوطنية التي يجب أن تحول دون تحوّل مخيم عين الحلوة إلى مركز لتخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية ضد الجيش وكل لبنان، وتحديداً دون أخذ أهله رهائن وتعريضهم لتجربة نهر بارد أخرى. وهنا يقول مصدر عسكري لن نسمح بأن يكون عين الحلوة بؤرة للمسّ بالأمن اللبناني وبالمجتمع اللبناني .

هنا يقيم فضل شاكر

يسكن الفنان الفار فضل شاكر في منزل في حي المنشية في عين الحلوة. ومعه في المنزل أبو مجاهد الشاب الإسلامي التوجه الذي بقي معه من أيام الشيخ أحمد الأسير، فيما تشير المعلومات الى أن 15 عنصراً محسوبين على هيثم الشعبي ( النصرة ) يحمون شاكر مقابل مبالغ مالية.